ثائر الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 15:34
المحور:
حقوق الانسان
لايزال البعض يتصور ويعتقد بأن دورالمفتش العام هو سلطة الامن والقمع ورجل البوليس الذي يسعى لإلحاق الأذى بالآخرين،وينتهج سياسات التسقيط والتشهير في عمله من خلال جولاته التفتيشية الميدانية على مقر الوزارة ودوائرها.
انها رؤية قاصرة وغير دقيقة لمفهوم خاطئ،فوجوده أصبح من الضروريات المهمة في بناء منظومة الدولة الحديثة ،والملحة والمكملة للعمل في المتابعة والمحاسبة والمساءلة لقطع الطريق أمام النفوس الضعيفة الذين يسرقون وبأساليب ملتوية،فهوعين الوزيرالذي يراقب بها عن كثب مجريات العمل بين اروقة وزارته ،والسند الداعم للنهوض بالأهداف المتوخاة ضمن خطة الوزارة ، فمهمة محاربة الفساد الاداري والمالي التي انيطت له بعد سقوط الصنم وفق الأمرالاداري (57)هي شاقة وجسيمة ومليء بالتحديات والمشاق ولعل مكافحة الرشوة والفساد هي الوجه الاخر للارهاب الذي يمزق احشاء الوطن ، فمن السهولة الامساك بمن يقومون بالعمليات المسلحة وتقديمهم للعدالة ،والصعوبة البالغة كيف نحرر الانسان من ثقافة الفساد كفكر يؤمن به ،وهنا ياتي دور المفتش من خلال موظفيه الذين يمتلكون الخبرة العالية والكفاءة والمهنية في التدقيق ومراقبة الاداء وتقويمه بالشكل الصحيح،وشرح الابعاد المستقبلية للفساد وتأثيرها على المشاريع والانجاز والتقدم ،كما انه لايستطيع العمل بمفرده فاليد الواحدة لاتستطيع التصفيق وعلى الاخرين الذين يؤمنون بالتغييروبالمكتسبات عدم تركهم للفاسدين وتقديمهم الأدلة والإثباتات لمحاسبتهم والشكاوى والإبلاغ عن حالات الفساد سواء عن طريق الخطوط الساخنة اوالمواجهة مع شخص المفتش ،فزمن كمكمت الأفواه ولابغير رجعة،فثقافة المحاسبة سابقاً لاتعني المكاشفة والشفافية وطرح المشاكل بموضوعية ،إنما الغرف المظلمة التي يكون الفيصل بها للهروات وتتعالى اصوات المظلومين ولا احد من مجيب ويستمر التعذيب،ويساق الناس على الظن للتهم دون التدقيق والتمحيص والشفاعة تأتي هنا للحزب والثورة .
#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟