مستخدم العقل
الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 09:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استكمالاً لسلسلة المقالات التي تهدف الى توضيح الفارق الهائل بين آراء الشريعة الإسلامية وبين القيـم الحضارية كما نعرفها اليوم ، فإنني أتوجه للسادة المطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية بسؤالي الثاني آملاً في الحصول على رأيٍ يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ، وسؤالي الثاني هو بخصوص صديق مسلم يقيم في أستراليا منذ أعوامٍ طويلة حيث جاءها مع زوجته وهو شبه مفلس بعد أن أعطى لابن عمّه جميع مايملكه من مال بغرض مساعدته في تجارته ولكن للأسف فقد استولى ابن العمّ ذلك على المال ولم يردّه لصديقي. بعد أن وجد صديقي أنه أصبح شبه مفلس حاول أن يبدأ من جديد وكافح كثيراً مع زوجته وذاقا الأمّرين معاً (مثلهم في ذلك مثل معظم الأزواج في العالم) وشيئاً فشيئاً بدأ يُكتب النجاح لصديقي واستطاع تكوين ثروة بسيطة هي ثمرة كفاحه مع زوجته. للأسف الشديد فقد هاجم المرض هذا الصديق المسلم الطيّب المكافح وتدهورت صحته للغاية وبات يشعر باقتراب أجله. هو لايهتم كثيراً باقتراب الأجل ولكن مايهمّه هو مصير زوجته من بعد موته. فطبقاً للشريعة الإسلامية السمحاء فالزوجة لن ترث إلا رُبع ثروته البسيطة وهذا الرُبع بالتأكيد لن يكفي أن يوفّر لها أياً من متطلبات الحياة الأساسية من مأكلٍ ومسكن، بينما باقي ثروته سيؤول - طبقا للشريعة السمحاء - إلى ابن عمّه (اللص) الذي أصبح من كبار الأثرياء حالياً وليس في حاجة إلى هذا المال. لقد فكّر صديقي أن يوصي بثلث ماله لزوجته (وبذلك يصبح نصيبها حوالي 58% من الثروة)، ولكنه سمع الكثير من الآراء الفقهية التي لاتحبّذ الوصية خصوصا إذا كانت لصالح أحد الورثة، كما أنه حتى إن فعل فإن نصيب زوجته لايزال لايكفي متطلبات حياتها الأساسية.
إن صديقي هذا في حيرةٍ من أمره، فهو من ناحية يشعر بالقلق الشديد على زوجته من بعد وفاته (كما أنه يشعر أن زوجته لها فضل كبير في تكوين ثروته برغم ضآلتها)، بينما من الناحية الأخرى فإن صديقي هذا يخشى أن يُخالف الشرع خصوصاً وهو سيلقى ربّه قريبا.
سؤالي الفقهي الثاني هو عمّا إذا كان يجوز لصديقي أن يوصي بكامل ثروته الضئيلة لزوجته التي هي في حاجة حقيقية اليها والتي كان لها الفضل الكبير في تكوينها؟
أفيدونا افادكم الله
#مستخدم_العقل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟