|
الشرف من ارقى القيم الانسانية له اسس فكرية وانتاجية
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 14:59
المحور:
المجتمع المدني
الشرف له مفهوم لا يتعلق بجسد الانثى فحسب ليس الفرج هو عنوان انثى الانسان ومصدر الشرف انما هو عضو في جسدها كباقي الاعضاء له وظيفته الطبيعية انثى الانسان كيان انساني لها شخصيتها المركبة من جسد وعقل ووجدان عنوانها فكرها وعملها وقدراتها الانتاجية ماديا ومعنويا وامكانية مشاركتها في بناء حضارة الانسان واهليتها للقيام بواجبات الحياة ومسؤولياتها حسبما يتطلب منها ومن هنا تستمد قيمتها الذاتية وليس من شيء وهمي خيالي اسمه الشرف قيمة الانسان اعلى بكثير من مستوى الشرف الموهوم في رؤوس البدو الاغبياء والشرف له مدلولات عملية انتاجية وايجابيات واقعية ليست اركان الشرف مبنية على المظاهر والشكليات المتعلقة باللباس او العري او اعضاء الجسد وخصوصا ما يسمى بالعورة في ثقافة البدو والجهلة والمتخلفين واتباع الدين الشرف هو من ارقى القيم الانسانية وهو اساس الانتماء والاخلاص والوفاء والصدق في التعامل الاجتماعي وهو الرابطة الاجتماعية اللتي تعمل على شد النسيج الاجتماعي وتقوية اواصره وخيوطه لذا فان الشرف شيء واقعي يحتوي منطق الحياة السليم الا وهو منطق الطبيعة ومعادلة الكون والطبيعة تقول بان الاعضاء التناسلية للانسان هي كبقية اعضاء الجسد لها وظيفتها الحيوية وهي التناسل وما يتعلق بها من احاسيس غريزية تعتبر محفزات ومرغبات ودوافع لممارسة الغريزة الهادفة لاستمرار الحياة والحفاظ على النوع فان كانت اليد عورة او الدماغ عورة او الرجل عورة يكون الفرج عورة كونه يماثل اليد والدماغ والرجل بنفس المقياس الطبيعي للوظيفة الحيوية ثم ان جسد الانسان كله يعتبر آلة من الدم واللحم وهو جزء من شخصية الانسان وليس هو الشخصية وشخصية الانسان مركب من عدة عناصر اهمها العقل ثم الوجدان او النفسية ثم الجسد وقيمة الشرف هي توصيف لشخصية الانسان بكل مركباتها والجسد يشارك في صنع الشرف ليس بمظهره انما بحراكه التفاعلي الانتاجي والعملي الايجابي البناء المتناغم مع متطلبات الوجود الامثل والحياة الافضل وطبقا لمعادلة الحياة الطبيعية وبناء على هذا المنطق فان الانثى العاملة في الحقل واللتي تزرع وتحصد وتنتج الغذاء اشرف من المتحجبة القاعدة في البيت بعيدا عن معترك الحياة والمتطفلة المستهلكة الغير منتجة بحجة انها عورة الانثى اللتي تتعلم وتبحث عن العلم والمعرفة وتخرج للمدرسة والجامعة بلباسها الطبيعي وبحريتها دون تصنع او تكليف اشرف من المتحجبة الجاهلة القابعة في البيت المنزوية عن الحياة والعلم والمعرفة المتعلمة ينظر الناس الى علمها وفكرها ومعرفتها لان عقلها ارقى مركب في كيانها اما الجاهلة فلا شيء عندها كمركب انتاجي اغلى من جسدها فتعتبر نفسها ويعتبرها الآخرون مجرد وعاء غريزي جنسي يستعمل لتفريغ الشهوة فاذا كان الشرف كقيمة انسانية رئيسية في بناء مجتمع انساني متكافل بنيت على مفاهيم الجهل والبداوة وانعدام العلم والمعرفة وخبرة الحياة والمهارة التقنية الانتاجية في زمن ما ومكان ما وضمن ظرفية حضارية ما ... لا يعني هذا ان القيم ثابتة مقدسة انما هي كبقية الادوات الحضارية الانسانية وكونها نتاج فكر الانسان فهي قابلة للتطور او التعديل او التغيير او الالغاء وخلق البديل بشكل يتلاءم مع متطلبات الواقع وحاجات الانسان الحياتية ومستوى تطوره الحيوي العضوي وتركيبه الشخصي وطبيعة العلاقة الاجتماعية الراهنة والمسألة في غاية البساطة اذا توفرت ارادة الحياة ومنها ارادة التغيير والتحديث والتطوير والتنمية لتحقيق الرقي على كافة المستويات ان القيم الانسانية في المجتمع العربي عموما متخلفة جدا وبدوية ومنطلقة من مجتمع فاقد لمقومات الحياة الراقية ولاسس الحضارة النامية المتطورة وفاقد للاسس العلمية والمعرفية وخبرة الحياة الكافية وفاقد للتقنية والمهارة في صناعة الحياة وعليه فان الزمن المعاصر اللذي يلح بواجب الاندماج ضمن حركة مجتمع الانسانية في اطار العولمة يحتم على المجتمع العربي ان يتخذ لنفسه قيما بديلة لقيمه البدوية المتخلفة العاجزة عن الاندماج في حركة الحداثة والتقنية والتطوير والتنمية بات من الواجب اعادة النظر في قيمنا وغربلتها وتنقيتها من الشوائب وحذف ما هو ضار لنا واستبداله بقيم حديثة ذات فاعلية انتاجية وبناء حضاري منسجم مع المرحلة العرب بحاجة الى قيم اجتماعية تعتبر اسسا لبناء حضارة جديدة تمنحهم موقعا محترما على مساحة التفاعل الحضاري العالمي واذا بدأنا بقيمة الشرف في الثقافة العربية نجدها بانها لا تستحق هذا الاسم فليس من الشرف اعتبار المرأة عورة بجسدها وعقلها ونفسها جسد المرأة لوحة طبيعية جميلة تمنح المرأة ككيان انساني الثقة بالنفس والجراة والتحدي في مواجهة الحياة وتفعيل الانتاج ورفعة المستوى والتالق والابداع والمهارة الحياتية والتقنية وهو الآلة اللتي تترجم الحركة الحضارية للمراة فيتوجب احترامه ومنحه الحرية المطلقة بالتصرف ومنح صاحبته خصوصيتها الكاملة في حق التصرف والشرف هنا المبني على حساب جسد المرأة ليس بالحقيقة شرف كما ان عقل المراة باعتباره عقلا ناقصا في مفاهيم البدو القدماء وقد بني الشرف العربي على هذا الفهم الخاطئ فان هذا الشرف ليس شرف في الوقت اللذي اثبتت به المرأة ان لها عقل يرجح على عقل الرجل في كثير من الحالات كذلك مشاعر المرأة من حب وفرح وحنين وعشق واشتياق وانجذاب وهوى كلها تعتبر عار ونقوص في ثقافة البدو القدماء اللذين ورثو لمجتمع العرب الشرف الموهوم نقول ايضا ان هذا الشرف ليس شرف انما المرأة كانثى تمتاز بسخاء عواطفها فهي اللتي تعرف الحب الحقيقي وهي منبع العطف والحنان والشوق ومن حقها الكامل ان تتجلى بكل مشاعرها وتعبر عن احاسيسها بحرية مطلقة وبالشكل اللذي يحقق لها الصحة الجسدية والنفسية والعقلية ويصلب من عزيمتها في الحياة ويقوي من قدرتها على المواجهة ومعالجة المواقف والتحديات ويمنحها الثقة بالنفس والقدرة على تاكيد الوجود وتحقيق الذات الشرف الحقيقي هو منح الانسان فرصة الحياة الافضل وتوفير كافة المقومات واللوازم والامكانات لتحقيق الحياة الافضل وبدون تمييز بين ذكر وانثى او عنصر وآخر والشرف كما قلنا بانه قيمة انسانية مصدرها فكر الانسان لها قابلية للتحديث والتطوير والتغيير بالتوازي مع تغير فكر الانسان وتطوره تبعا لمتغيرات واقع الحياة والمقياس الحقيقي للشرف هو العلم والمعرفة والمنطق والفكر الانساني الراقي والمجتمع اللذي يمتلك شرفا مزيفا عليه ان يصنع لنفسه شرفا حقيقيا اصيلا
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرف بمفهوم الانسان المعاصر الراقي
-
الدين ثقافة من الفكر الغيبي تتلاشى نحو الاندثار
-
احب المرأة بمواصفاتها الانثوية الطبيعية
-
المبادئ العشرة الاساسية للعلمانية
-
جمال الحياة بتنوع عناصرها وتفاعلها الحركي
-
الصراع الاسلامي الاسلامي حتمية تاريخية
-
لم يخلق الانسان انما تكون طبيعيا
-
الله موجود في رأس من يؤمن به فقط
-
الحياة الحقيقية منهجها واحد هو العلمانية
-
تراجيديا الطفولة في عالمنا العربي
-
طبيعتي الكيانية كانسان راقي تتمثل بالعلمانية
-
المعرفة تطغى على العقل مكان الايمان بالوهم
-
هذا انا علماني لمن يريد ان يعرفني
-
افرازات صراع الحضارات في زمن العولمة
-
نهاية مرحلة وبداية اخرى في مسيرة الحضارة الانسانية
-
علوم انسانية من تجربة الحياة المدنية
-
معادلة الحياة مبنية على اساس ان الحياة مادة
-
الحرية صفة الانسان الطبيعي لا يلغيها الانتماء
-
السب والشتم فلسفة نقدية ومنطق للتصويب
-
من اسس النظام الاجتماعي المدني
المزيد.....
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|