أسئلة بسيطة للمطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية (1)

مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الآونة الأخيرة ارتفعت العديد مِن الأصوات التي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية ، وقد ازدادت تلك الأأصوات ارتفاعاً بعد مايُسمّى بثورات الربيع العربي لدرجة أن العديد مِن مُرشحي رئاسة الجمهورية في مصر استخدموا تلك الورقة لكسب تعاطف الجماهير بطريقةٍ أو بأخرى. في هذه السلسلة مِن المقالات فإنني أتقدم ببعض الأسئلة البسسيطة للغاية لهؤلاء المطالبين لتطبيق الشريعة الإسلامية وذلك في محاولةٍ منّي لاستكشاف علاقة الإسلام بقيم الحضارة الإنسانية الحديثة من حق وخير وجمال وبذلك نستطيع تحديد ماإذا كان الإسلام يضيف لتلك القيم أو ينتقص منها.

كنقطة بداية فإنه ما مِن منصف يستطيع أن ينكر أن الحضارة الإسلامية كانت في وقت من الأوقات في موضع الريادة بين الحضارات العالمية، ولكن الإسلام – مثله مثل أي حضارة أو فلسفة – يمكنه أن يتعرض للاضمحلال والانحسار ويتخلف عن قيم الحضارة الحديثة وذلك بسبب جمود القيم الإسلامية وعدم خضوعها للتجديد أو التغيير بينما – على الجانب الآخر – نجد أن قيـم الحضارة الحديثة تتغيّر دائماً للأفضل وتتعلم مِن الدروس التي تتراكم بمرور الزمن. فالقيم الحديثة التي نحيا عليها الآن تختلف مثيراً عمّا كان يحيا عليه أجدادنا منذ مائة عامٍ مثلاً حين كان الاسترقاق والتمييز في الحقوق بسبب اللون أو الجنس هي قيمٌ سائدة في ذلك الوقت.

وكل ماأرجوه من القاريء العزيز هو أن يراعي ضميره وأن يعطيني رأياً يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية في العديد مِن المسائل الفقهية البسيطة التي سأقوم بطرحها في هذه السلسلة مِن المقالات والهدف في ذلك هو أن يلاحظ القاريء التباين الشديد بين رأي الشريعة الإسلامية وبين القيـم الحضارية كما نعرفها اليوم.

سؤالي الأول هو عن معقولية الربا وفوائد البنوك حيث أن أحد أصدقائي قد هاجر الى أستراليا منذ عشر سنوات ومنذ وصوله قام باستئجار شقة سكنية ليقيم فيها مع أسرته. نظرا لارتفاع أسعار الأيجارات فقد بلغ مجموع الأيجار الذي دفعه صديقي حتى الآن مايقارب من سعر شراء منزل جديد. على سبيل المثال فهو يدفع حالياً 1200 دولارًاً قيمة الأيجار الشهري لتلك الشقة وذلك بالرغم من أن تلك الشقة تقع في مبنى قديم قذر خبيث الرائحة والمبنى نفسه يقع في أحد افقر أحياء المدينة. في المقابل فإن هناك الكثير من زملائه غير المسلمين الذين قاموا بشراء منازل جميلة نظيفة في أحياء غاية في النظافة وذلك عن طريق مايسمّى بالإقراض العقاري mortgage حيث يقوم البنك بدفع قيمة المنزل للمالك ويقوم الساكن بتقسيط ذلك القرض للبنك على دفعات شهرية، والمثير في الأمر أنه نظراً لانخفاض سعر الفائدة فإن قيمة القسط الشهري للقرض لأيٍ من تلك البيوت النظيفة الجميلة لاتزيد عن 1100 دولار(أي أقل من الأيجار الشهري الذي يدفعه صديقي في شقته المتواضعة). لقد شاهد صديقي ذلك الكثير من جيرانه وقد انتقلوا للعيش في منازل نظيفة جميلة صحية بقسطٍ شهري يقلّ عمّا كانوا يدفعونه لإيجار شققهم المتواضعة والبعض منهم قد قام بالفعل بسداد كامل القسط وأصبح مالكاً بالكامل للمنزل الذي يعيش فيه.

بالطبع لقد فكر صديقي عدة مرات في شراء منزل عن طريق هذا الإقراض العقاري mortgage ولكنه كان دائما مايجد العديد من الفتاوى التي تلعن المتعامل بالربا. نظرا لكون صديقي مسلماً شديد التديّـن فهو يهتم كثيراً بتحري الفتوى في مثل هذه الخطوة الهامة، ولكنه في نفس الوقت يشعر أنه يضيّع نقوده في أيجار شهري باهظ لشقة متواضعة لاتستحق مثل هذا الأيجار. في الحقيقة فإنه في محاولة مِنه لحلّ مشكلته فقد بحث صديقي عن أي بنك إسلامي في أستراليا لكي يقترض مِنه بطريقة شرعية ولكنه للأسف لم يجد ، وفي الحقيقة فقد أخبره العديد مِن أصدقائه أن البنوك الإسلامية لاتكاد تختلف في شيء عن البنوك العادية (الربوية) سوى في معدل الفائدة (أو المرابحة) الشديد الارتفاع عن تلك البنوك الربوية.

سؤالي الأول هو عمّـا إذا كان يجوز لصديقي المسلم هذا أن يقترض من البنك بالربا لكيّ يشتري بيتاً نظيفاً في حيٍ آمن له ولأسرته؟

أفيدونا أفادكم الله

#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات