مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 12:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العنوان أعلاه هو الفقرة الاخيرة من بيان مكتب رئيس الجمهورية في معرض رده على تصريحات الدكتور اياد علاوي بشأن سحب الثقة من المالكي .
مع احتدام المناوشات والتصريحات بين الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب وأنصار الحكومة ومعارضيها يصعب الادلاء برأي محايد ، فما أن يشم البعض رائحة رأي لصالح جهة ما حتى يتهم صاحب الرأي بشتى التهم التي ما انزل الله بها من سلطان دونها الارتزاق ووعاظ السلاطين والقبض من دول البترودولار ، في حين كانت النغمة المعروفة زمن النظام الصدامي العمالة لامريكا وبريطانيا والفرس المجوس.
لا مناص من التأكيد على وضع الخلافات الثانوية جانبا واخذ زمام المبادرة من قبل الكتل السياسية وعلى الاخص كتلة السيد رئيس الجمهورية كي تلعب دورا محوريا في تقريب وجهات النظر وازالة اسباب التوتر التي تراكمت منذ الانتخابات التي تألفت الحكومة اثرها بعد مساومات صعبة .
ان الوضع السياسي الدقيق في هذه المرحلة بالذات يحتم على جميع القوى السياسية البحث عن طرق تؤمن تقارب وجهات النظر وحصر الخلافات في أضيق السبل بدلا من تسهيل الظروف للارهابيين لتنفيذ مخططاتهم في شق وحدة الشعب واللعب على حبال الطائفية التي حاول شعبنا التخلص من طعناتها القاتلة التي كادت تفتت بنيته .
من أوليات العمل السياسي الديمقراطي التفاعل مع الاحداث وحل الخلافات باسلوب حضاري لان الديمقراطية السياسية التي تبناها العراق هي ممارسة حضارية اولا ، ومن المفروض ان شعبنا حين اختار المسار الديمقراطي الانتخابي بعد سقوط النظام الصدامي اراد بذلك التخلص من عب ء الديكتاتورية التي ارهقت كاهله واضاعت عليه فرصة التطور واللحاق بركب الدول والمجتمعات المتطورة في العالم ، لذلك فان استمرار تصاعد الخلافات بين القوى السياسية الى درجة التقاطع وغلق جميع سـبل الحوار والاعتماد على اسلوب حرق السفن لا يمكن ان يؤدي الى حـل الخلافات المستمرة بين القوى السياسية .
ان تأكيد مكتب السيد رئيس الجمهورية على ’’ الحوار البناء والامانة والصدق ’’ يـدل بوضوح على تزعزع القيم والمبادئ اللازمة للسير بالعملية السياسية والديمقراطية قدما ، وحصول نكوص كبير في مسارها ما يؤدي الى انهيارها الكامل، و سـيهـدم الهيكل على رؤوس الجميع ، وهو ما لا يخدم المواطن الذي يعيش أزمات خانقة تمـثلت بغـياب الخدمات الضرورية وانتشار البطالة وكثافة العمليات الارهابية وشيوع الفساد المالي والاداري .
تتضح صورة الواقع السياسي حين تـجـد القوى السياسية نفسها أمام خيارات محدودة قد لا يتاح منها سوى خيار العودة الى الشعب وحل البرلمان لاتاحة الفرصة في انتخابات جديدة قد تساهم في نقل العملية الديمقراطية الى مستويات افضل مما هي عليه في الوقت الحاضر مع ان في هذا الحل مغامرة جديدة قد لا تحمد عقباها .
• لدناه رابط توضيح مكتب رئيس الجمهورية المنشور في موقع الرئاسة
http://www.iraqipresidency.net/news_detial.php?language=arabic&id=12122&type=news
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟