أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خديجة صفوت - الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد















المزيد.....


الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد


خديجة صفوت

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الى احد الثوار المصريين:
الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد
خلق مناخ الثورة لاول مرة ظواهر غير مسبوقة و اعاد تعريف بعض مفهومات بقيت متخاصمة فيما بينها كما انتج حركة افكار متلاقحة و شديدة الغنى. فقد خلق ذلك المناخ كمياء حوار بين فرقاء لم يكونوا يتبادلون كلمة الا ليكرسوا الشقاق و الفرقة. و اكثر فقد بات بعض اعضاء الجماعات الاسلامية العلمانية-ان صح التعبير-يملك الدفاع عن من يسمون بالعلمانيين-وتستخدم هذه المفردة جزافا غالبا مما يجعل الاسلاميين يتهمون العلمانيين بما يشارف الكفر , فيما لا يتورع السلفيون تكفير كل من عداهم و كأنهم تنورع على حركة خلق القرآم. و قياسا تغوى علواء الاخيرين العلمانيين بالمغالاة فى وصف الاسلاميين بالتطرف و يملك اخونا (العلماني بشكل ما) الدفاع عن من يسمون العلمانيين بهذا الوصف. و لعل موقف صاحبنا المتهواد ذاك و امثاله من شأنه ان يخيب امل اجندة الصهيونية العالمية و كانت قد تعينت منذ بداية القرن الماضى على خلق كائنات فكرية ايديولويجية تنظيمة مجعولة للنحت فى. جدران صلابة المشروع القومي العربي لحساب مشروع معولم سواء ماليا او-و ايديولويجيا خصما على ما عداه.
هل الربيع العربي حلقة فى مشروع تركيا الفتاة؟
عرف الانقاذ وهو النظام الاسلامي السياسي السوداني الراهن الربيع العربي بنهاياته. فقد اوصلت تلك النهاية الانقاذ الى السلطة. و قياسا فان يزعم البعض ان الربيع العربى كان مقدرا له ابعد من ان يخلق شرط حلول معظم الجماعات الاسلامية فى سلطة معظم المجتمعات العربية تباعا و ان الربيع العرب اختطف او تم الانقلاب عليه فان ذلك البعض يبدو اليوم واهما كثيرا. ذلك ان بعض الجماعات الاسلامية التى نشأت منذ بداية القرن العشرين و كرست فى ستينات القرن العشرين بمعرفة جماعة التسلح الخلقى Moral Rearmament المذكورة ربما قبل ذلك اى منذ الانتداب الانجليزي على مصر. و كان الاخير قد تساوق والمشروع الصهيونى العالمى فى اوربا الغربية. و قياسا لم يكن من عدى ان يغوى او-و يرهب زعماء ما يسمى النهضة العربية الاسلامية فيستدرج او-و يرغم على المساومة على تلك النهضة. فقد كان زعماء ما يسمى النهضة العربية امثال الامام محمد عبده قد استدرج لمغالبة الثورة العرابية و الى التعين على مشروع اعادة هيكلة و اصلاح الازهر و كان الافغاني قد استسلم جراء احداث و ظروف معينة-لا مجال لذكرها هنا-الى التصالح مع الباب العالبي فالجوء على اواخر ايامه الى الاستانة.
و قياسا فان مشروع الاسلام السياسي كان حريا بان يجد جذورا فكرية و تنظيمية بعيدة فى التربة العربية و المصرية و في غيرها. و لعل تلك الجذور كانت حرية بان تتعين على استباق الحركات الحركات اليسارية و التقدمية العلمانية و تفوق جذور الاخيرة فى نفس التربة. فان جأرت الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية فى ستينات القرن العشرين و ربما منذ عشرينات القرن العشرين بان رعاية الاسلام السياسي كانت بغاية مواجهة اليسار و العلمانية و تأثير المعسكر الاشتراكي و الشيوعية فان ذلك الادعاء كان كغيره احبولة صدقها للاسف معظم المفكرين والمثقفين العرب و المسلمين. ذلك ان الاسلام السلفي كان قد سبق نشوء الاتحاد السوفيتيى و المنظومة الاشتراكية باكرا . و كان القضاء على الخلافة العباسية لحساب تركيا الفتاة و الجمهورية التركية و كذا الثورة العربية لبنات فى مشروع كانت و ما تبرح غايته استباق كل من الاسلام و العروبة معا.
فقد نشأت الحركة العروبية متساوقة مع سقوط الخلافة العثمانية و استباقا للحركة القومية العربية و خصما على الاخيرة. و قياسا لم يكن غريبا ان يكون الاسلام السلفي بالمرصاد للقومية العربية و للاسلام المعافى فى ان واحد. فان قدر باكرا للسلفية مناخا خصبا و تمويلا و قوى سياسية و عسكرية تسندها فقد اغوت الاخيرة بعض الحركات الاسلامية بان تلحق نفسها بالبعد الوهابى لحركات الاسلام السلفى او-و تركت بعض الحركات الاسلامية الحركات السلفية االماثلة اليوم السلفية تلحق نفسها بها فى بعض تنويعات الاسلام السياسي الماثل اليوم. المهم هكذا يكون السودان قد اختصر-بوصفه مختبر للممارسات الاستعمارية المالية-اختصر الطريق باكرا الى ما بات يزوق Euphemised فيما يسمى ربيع العرب.
و قياسا اجادل ان ربيع العرب قد لا يزيد على الثورة المخملية Velvet Revolution و البرتقالية Orange Revolution و ثورة الازر Cedar Revolution و البنفسجية و غيرها من الثورات الملونة. ولعل بعض تمثلات ربيع العرب لم تعد تزيد على تنويعات باكرة من نظائر مشبوهة كانت قد اندلعت على مر تاريخ المجتمعات الاسلامية. ذلك ان مغبة اندلاع تلك الحركات او الانتفاضات لم تزد على الانذار بنهاية الممالك الاسلامية منذ العباسية الى العثمانية و الاندلسية و تباعا. ويلاحظ المراقب المتأمل ان نهاية تلك الممالك تأت على خلفية بل اصدرت عن زعامات غامضة و معلنة من العربان واعراب الشتات و اؤلئك الذين يشبهونهم ممن بات اليوم يعبر عن نفسه فيمن اسميهم الصهاينة العرب. و كانت غاية اعراب الشتات-بسمسرة حلفائهم الفرنجة- كانت غاية الاخيرين تقسيم تلك الممالك و الامبراطويرات و الخلافات بغاية التهامها.


رسالة الى ثائر مصري بديع:
هذه رسالة الى احد الثوار من اؤلئك النادرين حقا الذين وضعوا رؤوسهم على اكفهم و انبروا يناضلون من اجل فكر عقلاني بالمعنى الحرفى وليس بكناية او مجاز المعتزلة او الخوارج ال[ججدد.
ايها الرفيق و الشقيق المصري
يعجبي كيف توفق بين عضوية الاخوان حيث اراك فى موسوعتهم-و بين نقدهم هكذا كما فى احد لقاءاتك على احدى قوات الاخوان. فاصغي اليك تقول ان جماعات السلطة سواء من الفلول او من الاخوان ذهبوا الى ووشنجتون لتقديم فروض الولاء لمعاهدة السلام و ضمان امن امريكا و اسرائيل و مصالحهما و ان من شروط اعتلاء اي منصب فى السلطة التعهد بتلك الضمانات.
على اننى قد اكون قد اسأءت فهمك عندما ذكرت ما يمكن ان يفهم منه انك تكوم الاخوان و شباب الثورة فى كومة واحدة فكأن الاسلاميون جزء من قوى الثورة لمحض انضمام بعض جماعاتهم متأخرة الى صفوف الثوار شباب الاسلاميين. هل يستوى فى ذلك شباب الاخوان و الجماعة و حزب النور؟ ام اننى لم افهم جيدا؟
افهم بصورة عميقة و اقدر و انشغل ايما انشغال بان المصريين يجدون انفسهم اليوم بين ما اسميه خندقي الباطل. فجماعتي الفولول والاخوان بالتالى مرشحيمها شفيق و مرسي) بمثابة ما قد يصدر عن احبولة حزبي الشمال والجنوب عبورا بحزبي الملك في اساطير اوربا الغربية بشأن سفر تكوين الاحزاب السياسية او-و فنائها. و قد يقي ما يسمى بالحزيبين الكبيرين بهذا الوصف اليوم يعبران عن نفسيهما في الجمهوريين و الديمقراطيين الامريكيين و المحافظين و العمال البريطانيين وحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية Union pour Movement Populaire الديجولي و الحزب الاشتراكي الفرنسي و قد تحور الاخير الى يمين الوسط. و لعل اليمين الفرنسي المتطرف هو فى الواقع اقل تطرفا فى فرنسا من الديجوليين و الاشتراكيين. ذلك ان الجبهة الوطنية الفرنسية لا تعادى المسلمين حقا و لا المهاجرين و لها موقف من الصهيونية او على الاقل من اسرائيل قياسا على الحرب الاشتراكي الفرنسى مثلا الذى بات يزواد على الحزب الديجولي من خلال الجبهة الشعبية التى تضم الحزب الشيوعي الفرنسى وحزب اليسار الجديد وجماعة من انصار البيئة فضلا عن اقسام من النقابات والتيار التروتسكي.
و من المفيد تذكر ان جان لوك ميلونشون زعيم الجبهة الشعبية يراهن على تفكك الحزب الاشتراكي الفرنسي فيما تراهن السيدة مارين لوبن على تفكيك الحزب الديغولي. و يبقى من المهم التنبه الى ان اى من الحزبين المذكورين و فى اى مكان يبقيا احزاب رأس المال الى ان تكون جماعات شعبية لها حزبا يدافع عن مصالحها ازاء الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.
و لم يسمح لوقت طويل لاحد بغير حزبين "كبيرين" هما عبارة عن وجهى حزب واحد فيما تطفو احزاب عديدة عند مختلف الوان الطيف السياسى دون ان ترقى الى احزاب جديرة بالوصول الى السلطة. ففي امريكا مثلا ما قد يزيد على 24 حزبا سياسيا لكن اي منها لا نسمع عنه او-و لا يزيد على تراكم عددي لكائنات لا يكتب لها حياة تذكر او تنسي على الخارطة السياسية الامريكية. و في بريطانيا المثل الا ما خلا احزاب اسكتلندا و ربما ويلز و ايرلندا مما راح بعضه يناضل من اجل حق تقرير المصير وصولا الى الانفصال التام. و قد تظهر احزاب الحركات الانفصالية فى المجتمعات العربية كما فى العراق و السودان و ليبيا و ربما سوريا لا قدر الله. و حينئذ سوف تحتضنها الرأسمالية المالية و تجعل لها وجودا غايته تمزيق المجتمعات العربية خصما على الدولة القومية فالقضاء على الاخيرة لحساب المراكمة المالية.
و ليس هذا قدر مجتمعات هوامش المراكمة المالية وحدها فاوربا تتعرض منذ سبعينات القرن العشرين لعملية تفتيت لعل من اعراضها ازمة اوربا الاتحادية المالية الماثلة. و كانت اوربا الشرقية قد تعرضت للمثل منذ حرب القرم وتمزيق يوغسلاقيا الى ما يسمى بالثورات المخملية التى حاقت بالمنظومة الاشتراكية. فما هى احزاب الشمال و الجنوب؟
حزبا الشمال و الجنوب:
كان اعراب الشتات قد انتخلوا كعادتهم حزب الشمال و الجنوب ابان النهضة الدينية الفاتيكيانية و ما يسمى التنوير حيث تواجه كل من قوم جالوط او العماليق-بابوات الفاتيكان-و تنويعات على داود. و قياسا استدعى اعراب الشتات رمزا لتمثال كان مايكل انجلو قد نحته في 1504 اى بعد 12 عاما من سقوط غرناطة 1492 فوصفوه بانه تمثال داوود فى مواجهة جالوط او جواليط-جمع جالوت-روما و ميلانو. و كان مايكل انجلو-فى 23 من عمره-عندما اعتقد(مبنى للمجهول) انه بدأ ينحت تمثال داوود الضخم. و فيما وقف داوود مظهريا بطلا للمستضعفين امام "جواليط"-جمع جالوط-اى البابوات مثلا الا ان مايكل انجلو كان فى الواقع فى صف البابوات الاثرياء.
و كان داود فى رواية اخرى-فى سياق الصراع بين العروش و البابوية-ملك انجلترا او اى ملك اخر و لعل داوود كان بوصفه تزويق لملك الشمال يمثل حزب الشمال. الا أن داوود يخلص فى السريدية الاعرابية الملفقة المفقرين من العبودية للفاتيكان. الا انه ان كان جالوط هو البابا و البابا ملك الجنوب فقد كان الصراع بي العروش و البابوات قد وصل في 1517-بعد عقدين من سقوط غرناطة-اوجه تنافسا على ثروات العالم الجديد و العبيد و قد استقطب الفاتيكان و الممالك الاوربية بين النهضة و التنوير. المهم فورا ان احدا لا يملك حتى اليوم الجزم بنسبة تمثال داود الى مايكل انجلو و لا حتى بالشخصية التى يمثلها ذلك العمل الفنى الغامض .
الرأسمالية و تضور النخب للسلطة:
كرست الرأسمالية المالية-الربوية بالضرورة والنتيجة-السيناريو الصهيوني و خطابه و اجندته بسمسرة المفكرين و المثقفين الصهاينة من كل ملة و عقيدة فلم تعد الصهيونية عقيدة اليهود و ليس كل يهودي صهيوني والعكس كما قلنا فى بحث اخر. فقد دفع تضور النخب و الصفوات و كل من عدى الاقليات الاوليجاركية العولمية المالية و ازلامها من حكام المجتمعات كافة و الساسة دفع معظم المفكرين و المثقفين فى كل مكان الى التزلم بدورهم لتلك الاقليات الاوليجاركية و التماهى معها -مثلما تماهى امثال ارسطو مع طغاة اثنيا الثلاثين- فى منافسة مع الحكام على السلطة و الثروة خصما على الشعوب مما ادركته الشعوب تباعا. فلم تعد الشعوب تعول على الصفوات و النخب و لا على معظم المثقفين و المفكرين فقد بات الوعي الحقيقي يدرك الشعوب بعدما اعتورها الوعي الزائف طويلا بان معظم المفكرين والمثقفين و بخاصة النخب المشبوهة تلك صهاينة بالتنكل By Default و قد الحقوا انفسهم بالرأسمالية المالية –الوجه المعلن نسبيا للصهيونية فانبطحوا علنا امام الاخيره بدائلا و قد باتوا على جاهزية عالية لاحتلال مكان الحكام كلما بارت تجارة الاخيرين فى منوال دوري مما يلاحظه الناس فى كل مكان اليوم اكثر من اى وقت اخر. فقد بات الصراع اليوم بين مجاميع و فئات المتراصين على طول صفوف التزلم للصهيونية و بين الشعوب التى باتت و قد اخلى بها من اعضاء السلطة القائمة و معظم اعضاء صفواة ونخب المفكرين و المثقفين فى كل مكان. و قد راحت الشعوب تفكر لنفسها و تنظم نفسها فى مواجهة كل من عداها هى فى كل مكان.
عقلانية الحزبين الكبيرين و كراهية الشعوب:
كان الفكر العقلانى قد نشأ باكرا على خلفية الصراع بين الكنيسة الغربية عشية ما يسمى بالنهضة و العلماء مثلما كانت تنويعاتهم الباكرة قد توزعت بين الخلافة و الخوارج و المعتزلة العقلانيين بالضرورة و بين غيرهم من المفكرين بالنتيجة مما انافشه فى بحث اخر. و اجادل ان المعتزلة كانوا حريون بان يتعاطوا مع ذلك المفهوم باستدعاء كل من صفووية سقراط و ارسطو و يوتوبيا جمهورية افلاطون. المهم كان المفكرون و الفلاسفة الاوربيون الغربيون منقسمون فموزعين بين الامراء و الملوك و شرائح مجتمع الفاتيكان بحيث بقوا بين موال و تابع لامير اقطاعى او لملك و-أو ملحق بخدمة البابوات و المرشحين للبابوية والمتنافسين عليها.
و قد تمثلت نماذج ذلك المثقف فى حالة جاليلليو جوردانوا برونو و مايكل انجلو و الجريكو و كارافاجيو حتى عشية ما يسمى ب"النهضة". و كانت تلك الجماعات الغامضة تبدو متفاهمة فلم تكن متخاصمة دينيا فى الوافع. و لم يكن معظمهم قد الحق نفسه بعد بالمراكمة الرأسمالية المالية و بما بات يعرف بنمط الانتاج الرأسمالى الميركانتالى. فلم تكن الرأسمالية الموصوفة-رغم الادعاءات الغربية غير القابلة للاثبات-تملك-حتى الصليبيات و نهب وبيزنطة القسطنطينة وصولا الى ما يسمى "الاكتشافات الجعرافية الكبرى- تحقيق شرط المراكمة المالية التى باتت غير مسبوقة.
هذا و حيث تعاصرت اخر الحروب الصليبية(الشرقية) الثمانية مع ما يسمى عصر النهضة" فقد تفاقم التناقض بين تعاليم المسيحية والتقاليد السياسية و "الدبلوماسية" الاوربية الغربية. فقد كانت الكاثوليكية الغربية قد احتكرت كل من السلطة الدينية والوضعية فاخذت بخناق كل من التطور الاجتماعى الاقتصادى و ضيقت على الفكر. و قياسا فلم يكن غريبا ان يغدو اى تناقض مع او انحراف عن تعاليم الكاثوليكية الغربية تجديف و كفر يهدد سيطرة الكنيسة الروحية. و كان حتى احتمال نشوء تنظيمات او طوائف دينية كاثوليكية معتدلة او متطرفة يهدد سيطرة الكنيسة الروحية. و كان كل ما و من يخرج على الكنيسة الكاثوليكية الغربية قد بات بدوره بمثابة خطر على سلطة الكنيسة المادية اذ قد ينافسها على اكتناز الذهب و الفضة و على اقتناء الرقيق باسم الرب و على نصرنة خلقه من البرابرة و على خراج و تبرعات المفقرين و صدقات المحسنين الاغنياء و الفقراء جميعا.
و قياسا كانت السلطة و الثروة قد بقيت حتى القرن السادس عشر متقاسمة افتراضيا او متشاركة او الاحرى متنافس عليها بين العرش والكنيسة. ولم تنفك الثروة و المراكمة بالوصف اعلاه ان قيضت استقطاب الجماعتين المذكورتين فى كل من النهضة و التنوير مثلما يستقطب المصريون بين الاخوان و العسكر-ام لعلهما يتقاسمان قوانين اللعبة-فيما يشارف الحرب الباردة بين حزبين كبيرين على التوالى وكأنهما يعيدان انتاج ما يزوق فى مفهوم حزبي الشمال و الجنوب.

ومن المفيد تذكر ان الصراع الكاثوليكى البروتستانتى-كان بين طائفتين على الاقل–و بين طبقتين و بين العلم و الامية او-و الجهل الابجدي و الديني. و كان الصراع الى ذلك بين شمال برتستانتى-و كان معظم المفكرين من الشمال-و جنوب كاثوليكى مما يكون قد تمأسس عليه ما يزوق بصراع ملكى الشمال و الجنوب. و قد راح المبشرون-و كان اغلبهم من شذاذ افاق الكاثوليك كالجزويت و الكويكرز فى بداية عهدهم-ينتشرون-مثلهم مثل المغامرين فى رحاب الكرة الارضية فيما كان الكالفينيون وهم اليهود الكاثوليك قد راحوا ينتحلون زعامة و عضوية تنويعات من الطوائف البروتستانتية او المعارضين للفاتيكان فيما بقى المفكرون رهناء مصادرة و تعقب الكنيسة مثلما حدث لجليلو جاليلى و جوردانو برونى و كارافاجيو وغيرهم و قد كرست تلك الجمتعات كافة كراهية الشعوب بدرجات المقياس.
الشعب:
الشعب تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا كلمة او مفهوم عجيب -غريب لا يتوقف معظمنا على مر التاريخ فيتأمله مليا ويعرفه. و لعل مفردة الشعب يعنى موضوعا و تاريخيا فيما تعنى:
-التنوع و اللاتجانس رغم توحد معظم مكوناتها حول امان و مصالح و غايات و طموح يحدوه النزوع للحرية و الكرامة. و لعل تلك الامانى و المصالح و الغايات و ذلك النزوع الجمعي هو الذى يثير تطير الطبقة الحاكمة و الطبقات الوسيطة معا. ذلك ان تحقق تلك الامانى و المصالح و الغايات و ذلك النزوع الى الحرية و الكرامة حريا بان يخصم على كل من الطبقات الحاكمة و الوسيطة بها الوصف,
- الديمومة و مقاومة الفناء و التحول و التزايد فى مواجهة القمع و الترويع و الابادة و التكاثر فى مواجهة التعقيم و السموم.
-انه كلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما ثير تطير اعداء الشعوب و على رأسهم اعراب الشتات وتنوعاتهم الاوليجاركية و اتباعهم من النخب فى كل مكان. وذلك ان افتراض برامج اعادة التوزيع مهما كانت فارقة تثير تطير أي مشروع اوليجاركي لتقاسم السلطة و الثروة بوصف ان اعادة التوزيع من شأتها ان تثقف كاهل المشروع الاوليجاركي.
-مثابرة المؤرخين الرسميين من النخب الوظيفيين على تزييف تاريخ الشعوب لحساب سردية متكاذبة.

(الوعي الشعبي الحقيقي مقابل التهمة الناجزة التى تصم بها الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كل من يجرؤ على وصفها على حقيقتها بالنظرية التآمرية: اى ما ان يسال احد الخراف اخر ان كان الراعي وكلب الحراسة متفقان على الخراف؟)
لا عاصم من خندقي الباطل سوى الحركات الشعبية:
يلاحظ الناس فى كل مكان اليوم كيف تتم مفصلة خطاب و تزويق لغة احزاب رأسالمال المالي و الصهيونية العالمية تباعا على يدي جماعات-طبقات سياسية-مشبوهة بزعامة شخصيات غامضة مشبوهة الماضى فاضحة الحاضر مثل تونى بلير و بيل كلينتون و باراك اوباما و ديفيد كاميرون و نيكولاس ساركوزي و تنويعات الاخيرين الهزلية من العرب و المسلمين و على رأسهم سلمان رشدى واشباهه. فمسئولية الاخيرين التاريخية و مسئولية نظرائهم من حكام المجتمعات- المفقرة بالتماس-الاصدار عن خطاب و اجندة الرأسمالية ما بعد الصناعية المالية الصهيونية العالمية. و قياسا فحيث تدرك الاخيرة انه يتعين عليها اعادة انتاج خطابها فى كل مرة تفتضح فيها الاجندة فانها تستبدل حزب من بين الحزيين الكبيرين او-و حزب بتحالف ثالث-مثلما فى بريطانيا و المانيا او تستبدل حزب بحزب او-و بتحالف اخر.
وكانت الاحزاب المذكورة قد عبرت عن نفسها في احزاب اليمين التقليدي و اليسار التقليدي اللذان كنا قد عهدناهما على ايام البرجوازية الصناعية و التناظر الطبقى الذى كانت الاخيرة قد انتجته. و قد ادخل ذلك فى روع الناس فاوهموا و بقوا لوقت طويل و تباعا يتوهمون بان الاحزاب ما برحت تعبر عن تنويعات لليمين و اليسار حتى عندما يغدو الاخيران يمين جديد و يسار جديد او لا يبقى منهما سوى اشباح ذواتهما القديمة تراروج عن يمين الوسط بحد سيف اباطرة الاعلام وشروط المراكمة المالية.
بل يتضح تباعا ان الحزبين الكبيرين ليسا سوى تنويع على احزاب الملك و ان واحدهما يقف على بسار الملك و الاخر على يمينه يتلقى اوامره وحسب منصاعا و غالبا ذليلا مغلولا الى تعاليم اباطرة الاعلام بوصف الاخيرين فيلق حيوي فى ترسانة الاوليجاركيات العولمية-الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. فهيمنة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بصورة غير مسبوقة على مجمل الطيف السياسي او معظمه فى افضل الشروط-فيما خلا كوبا و فنيزويلا والصين الشعبية و كيرالا الشيوعية جنوب الهند فى درجات المقاس-ينتفى معها شرط اعادة انتاج اليمين و اليسار و ما بينهما.
على انه من المفيد تذكر ان فمهوم الحزبين الكبيرين بات بائرا بوصفه زائدا عن حاجة المراكمة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. ذلك انه ما ان قضت الاخيرة الطبقات و تكاد تقضى على المجتمع فلم تعد بحاجة الى احزاب تعبر عن الطبقات او عن المجتمع. و قياسا فقد يسهل تباعا القضاء على الحزبين الكبيرين بضربة واحدة على طريقة الايقاع بالدول فى غواية و لا اخلاقية الديون السيادية Sovereign Debts التى تمثل في الواقع-على نحو يصدر عن المصادرة على مطلوب السيادة القومية-لاخر ما تملك الدولة القومية من سيادة القرار- لحساب المصرفيين و الرأسمالية المالية. و عليه لا يبقى للشعوب و لا لاي مؤسسة اخرى و لا للدولة و لا للقوانين-و قد اعيد سن القوانين لحساب المخدمين و المراكمة المالية وخصما على النقابات و على العاملين و على فائض انتاج منتجي الكفاف و الحياة فى كل مكان فى المقياس المدرج-لا يبقى للاخيرة و لا لغيرها-الا م اخلا الشعوب-قيمة.
هذا فان تحاول الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية القضاء على الشعوب بالحروب و الاورئئة و التصحر و بالتدهور المناخي و التلوث و الجفاف و بسقوط المحاصيل و بالثورات الخائبة وبالثورات المضادة تنتشر انفلونزا الطيور و وباء الحمى القلاعية فى الابقار والاغنام Foot and Mouth و قد انتشرت اوبئة اخرى بين البشر و الحيوانات ناهيك عن الجوع وصولا الى ما يشار المجاعات بين المفقرين فى الارياف فى غفلة من الاعلام او-تغافل الاخير و ربما [راء انشغال كثيرين باللجنة الدستورية و قانون العزل و الانتخابات الرئاسية .
و قساسا لعل حركات الشارع فى كل مكان من ما يسمى ثورات الربيع العربي الى حركة احتلال وول ستريت Occupy wall street-بنيويولاك و مدينة لندن_الماليةthe city of London- وهى الكيلو متر المربع الذي يستقطب اصاحب المال العولميين و يديرون عمليات المراكمة عابرة الحدود خصما على من عداهم لعل حركات الناس العاديين او الحركات الشعبية وانتفاضات الشارع تلك تنضج تباعا وتنشئ لها احزابا تواجه الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية.
و قياسا يعول الناس فى كل مكان على نشوء الحركات الشعبية العربية و غير العربية التى ما تنفك تنتشر فى كل مكان جراء الازمة الالية و الديون السيادية التى تسلم الشعوب لعبودية جهات غامضة و غير ذلك الى مرحلة اعلى من الفكر و التنظيم لتأخذ مكانها فى صناعة التاريخ. و لا يحدث ذلك فى ايام و قد لا تقيض شروط حدوث ذلك ذاتيا و موضوعيا فى شهور و قد يستغرق ذلك سنوات فعلى المناضلين الحقيقيين الصبر على النضال فالانتهازيين وخدهم بتهافتون على المكاسب السريعة الدانية مما يخص بطبعه و تطبعه على الاوطان و الشعوب.



#خديجة_صفوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتضاح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباعا
- المبشرون الجدد :المنظمات غير الحكومية واعادة تشكيل المجتمع [ ...
- 100 عام على يوم المرأة العالمي؟
- النسووقراط و وأد البنات: احلال الحرب بين الجنسين مكان الصراع ...
- الاطفال الشهداء بضغينة شمسون على دليلة وعشيرتها [1]: في ذكرى ...
- اوباما المسيح الكذاب؟
- داروينية الاشمئزاز و فاشية اليوتوبيا
- نحو علم اجتماع عربى: الاقتصاد السياسى لايقاف علم الاجتماع عل ...
- هل يحتمى المحافظون الجدد ببعض الثورات الشعبية من هوان هزائم ...
- معلقة قصيرة فى غبائن العولمة اللامتناهية
- هل الازمة المالية تنويع على المحارق المنوالية؟
- رأسمالية الكازينو: عقلنة خصخصة الربح وتأميم الخسارة - القسم ...
- هل يتعالق انفجار الفقاعة المالية و القنبلة الديمغرافية
- تواطؤ الحكام و النخب والاوليجاركيات المالية على العامة و الم ...
- كيف احتمى المحافظون الجدد بدافور من هوان هزيمة العراق![
- رحيل عبد الرحمن النعيمي
- من التقليدية الى العولمة المتخاتلة
- كيف تفتضح الطبيعة الفاشية للديمقراطية ما بعد الليبرالية تباع ...
- ابيي وعنصرية العرب والمحارق القادمة
- تعالق الديون و القنانة: لماذا تتطير الرأسمالية من السخط الشع ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خديجة صفوت - الشعوب اخر من لم ينكسر من خصوم الصهيونية بعد