أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري














المزيد.....

ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 01:46
المحور: المجتمع المدني
    


نعني بالضغوط صعوبات او متطلبات او احداث خارجة عن سيطرة الفرد تسبب له توترا، مثل متطلبات ادارية اكبر من طاقة الموظف. او حاجات اسرية والراتب محدود.
وما لايدركه كثيرون ان الضغوط تسبب اضطرابات نفسية كالقلق والشعور بالعجز، والغضب لأتفه الاسباب، وتقلّب المزاج (ساعة يكون وجهه بشوشا، وساعة يكون مأتم حزن)، واضطرابات فكرية مثل:صعوبة التفكير والنسيان السريع، وتفسير خاطىء لتصرفات الاخرين، كأن يمر صديق دون ان يسلّم عليك..فتفسر ذلك بأنه عدم احترام..او اهمال متعمد، مع انه ما كان يقصد. ليس هذا فقط، بل ان الضغوط تسبب اضطرابات عضوية، مثل القرحة وخفقان القلب وصعوبة النوم..او الجلطة الدماغية اذا كان الضغط شديدا ومفاجئا.والسبب الاول لتعرض الموظفين والعاملين الى الضغوط هو (السلوك الاداري) فأذا كان سلوك الادارة قائما على المشاركة والتعامل بهدوء مع العاملين كان الشعور بالضغط قليلا، في حين تؤدي الرقابة الصارمة والنمط الاستبدادي في الادارة الى زيادة الضغوط على الافراد، كما يؤدي السلوك الفاسد لرؤساء العمل، او قيام المسؤولين بتصرفات غير مقبولة نحو الآخرين الى زيادة مستويات الضغط. وحين يصل الموظف الى حالة اليأس من اصلاح حال الادارة، فانه يضطر الى تركها والبحث عن دائرة اخرى، او يتغيب كثيرا او يتمارض او لا يكون مخلصا في عمله، وهذا يرتبط بدرجة الرضا عن العمل، فالافراد الذين يستمتعون بعملهم ويشعرون بالرضا عنه لديهم ضغوط اقل من زملائهم الذين لا يشعرون بالمتعة في اثناء العمل ولا يكونوا راضين عنه. فضلا عن الجو العام في الدائرة، فأذا كان قائما على التعاون والشعور بالمسؤولية المشتركة والثقة بين العاملين كانت مستويات الضغوط لديهم منخفضة، اما اذا كان المناخ قائما على التنافس العدائي وضعف الثقة والنفاق والتهرب من المسؤولية كانت مستويات الضغوط عالية.
وما يغيب عن ادراك كثير من مدراء الدوائر ورؤساء المؤسسات الحكومية والاهلية، ان الضغوط تؤدي الى تكبد هذه المؤسسات خسائر كبيرة، لأن ضعف الدافعية لدى العاملين يؤدي الى انخفاض في مستوى الانتاجية.. وانخفاض في مستوى الابداع وتلكؤ في انجاز الخدمات..لاسيما تلك المتعلقة بالناس.
اننا اذا نشخّص هنا، ضغوط العمل الناجمة عن السلوك الاداري بوصفها أحد مصادر اشاعة اليأس من اصلاح حال المؤسسات الخدمية، فأن الادارة المعاصرة توصلت حديثا الى اساليب جديدة للتعامل مع الضغوط صارت معتمدة عالميا وحققت نتائج جيدة اهمها شعور العاملين بالرضا عن العمل وانعكاسه الايجابي على علاقاتهم مع بعضهم وبأسرهم ايضا،وتحقيق جودة في الانتاج وكفاءة في الخدمات..وهذا هو ما يعوز معظم مؤسسات الدولة لتريح ،لو طبقتها، شعبا..اتعبه الملل..وما زال متمسكا بالأمل .

ثقافة نفسية(64): للأنفعال ثلاثة وجوه
أ.د.قاسم حسين صالح

من طريف ما يروى عن ابن سينا انه عندما قدم الى جرجان متخفيا ،كان أحد أقرباء أمير تلك الناحية مريضا بمرض عجز الأطباء عن معرفته , فلما عرف اهل المريض بقدوم طبيب الى ناحيتهم – وهم لم يعرفوا انه ابن سينا - دعوه الى علاج فتاهم ،ففحصه ابن سينا ولكن لم يجد عنده مرضا.فطلب رجلا يعرف أسماء جميع الأمكنة في تلك الناحية ،فجيء له به وسأله ان يسرد عليه، وعلى مسمع من الفتى، أسماء جميع الأمكنة في تلك الناحية.فلما لفظ الرجل معلومة ،وكان ابن سينا يجس نبض المريض،اضطرب نبض الفتى اضطرابا ظاهرا.عندئذ طلب ابن سينا رجلا يعرف اسماء الأحياء والبيوت في ذلك المكان عينه .فلما ذكر الرجل الثاني اسم حي معروف اضطرب نبض الفتى ثانية ..فطلب رجلا يعرف أسماء الأشخاص في الحي المعين .وهكذا عرف ابن سينا ان الفتى كان عاشقا متيما..فقال لأهله :ليس بأبنكم مرض ،ولكنه يحب فلانه بنت فلان ..الساكنة في الحي الفلاني!.ذلك هو الوجه العضوي العصبي للانفعال الذي يحدث تغيرات عضوية من قبيل :زيادة معدل التنفس وارتفاع ضغط الدم وسرعة نبضات القلب كما حدث لفتانا العاشق وللذين يكذبون ويكشفهم جهاز الكذب .
وللأنفعال وجه نفسي آخر يتعلق بطريقة ادراك الشخص للمواقف ،وتفسيره لها ،وتوقعاته منها.فاذا كنّا ثلاثة نتعرض الى موقف يثير الانفعال فاننا نختلف في استجاباتنا له باختلافنا في خبراتنا واساليب تفكيرنا وفي تفسيرنا لتلميحات او مدلولات الموقف..ولك ان تسترجع مواقف حدثت لك مع اصدقائك وكيف اختلفتم في ردود افعالكم الانفعالية..كأن يكون احدكم بمنتهى الهدوء فيما الآخر اشتعل نارا مع ان الموقف واحد. اما الوجه الثالث للأنفعال فهو الملامح التعبيرية التي تبدو على الوجه وبقية اعضاء الجسم.فأنت تنظر للمقابل وتحكم عليه من تعابير وجهه او طريقة مشيه او وضعية جلوسه..فللكئيب وضعية الجنين والسكون حين يجلس، وللمنشرح وضعية المنفرج الرجلين وكثرة التلويح باليدين حين يجلس.
وستندهش اذا قلنا لجنابك بأنه تم التوصل الى سبعة آلاف تعبير تظهر على الوجه!.بعضها يمكن تقدير الحالة الانفعالية لصاحبها بسهولة كالخوف ،والاشمئزاز ،والغضب ، والسعادة..وبعضها لا ترتبط بحالات انفعالية محددة. فالارتفاع بحاجبي العين مثلا،او تسبيلهما تصاحب الحديث عادة.فعندما يكون محتوى كلامك سهلا ،وايجابيا،وخفيفا فان الحاجبين يرتفعان،وبالعكس يسبل الحاجبان ويتجه النظر الى الأسفل عندما يكون الحديث صعبا او سلبيا او ناقدا.ومن الطريف ايضا انك تجد نبرة الصوت سترتفع عندما يرتفع الحاجبان وتنخفض عندما يسبلان.
واللافت ان الدراسات تشير الى وجود نسبة بسيطة من الناس لديهم مهارة الخداع الانفعالي والظهور بمظهر يختلف عن الشعور الحقيقي ..فيما الملاحظ على العراقيين ان نسبة القادرين على تشكيل انفعالاتهم بحسب الموقف تفوق ما لدى شعوب أخرى، لاسيما بين السياسيين تحديدا!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!
- ثقافة نفسية(61):الأيمو ..ومسؤولية الأسرة العراقية
- القضية الكردية وحق تقرير المصير(2-2)
- القضية الكردية وحق تقرير المصير (1-2)
- تراجع مكانة المبدعين في الزمن الديمقراطي!
- ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!
- ثلاثية الفساد في العالم العربي -العراق انموذجا-
- في سيكولوجيا قمة بغداد
- استهلال صغير في موضوع كبير-(علاقة الدين بالطب النفسي)
- قمّة بغداد..واغتراب المواطن عن السلطة
- الأيمو!..تحليل سيكولوجي
- ثقافة نفسية(59):سماع الأصوات..أو الهلوسة السمعية


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري