أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - لبراليون من نوع آخر !















المزيد.....


لبراليون من نوع آخر !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 256 - 2002 / 9 / 24 - 04:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                       

   تجربة فكرية وسياسية  فريدة و واعدة يخوضها المفكر الإسلامي الإندونيسي "أوليل ابشر عبد الله" عبر الحوار والتثقيف السلمي بركائز فكرية وسياسية تسامحية من خلال  الإذاعة والصحافة والإنترنيت  . و تمزج هذه التجربة بين العديد من مبادئ  التجربة الديموقراطية اللبرالية الغربية وبين التوجهات الإسلامية المعتدلة التي تتبناها جمعية " نهضة العلماء" التي يعتبر أوليل عبد الله  عضوا فاعلا فيها . مهما يكن رأينا في اللبرالية ذاتها، وبنسختها المتطرفة التي ولدت مع وصول الثنائي تاتشر وريغان الى حكم ، و أياً يكن رأينا في الإسلام السياسي الحديث ، فإن تجربة  هذا المفكر  الإندونيسي الشاب (35  عاما  ) تثير الانتباه والإعجاب ، وخصوصا في جوانب قد لا تكون لها علاقة مباشرة بالسياسة . فقد ألحقت بعض الحركات الإسلامية المتطرفة ضررا فادحا بسمعة الدين الإسلامي الحنيف حين تصرفت بدموية يندر مثيلها، متناسية أو جاهلة بأن العالم المعاصر شديد الحساسية والنفور  من الأفعال التي تستهدف المدنيين الأبرياء خاصة  مهما كان مبررها عادلا ، كما تراجعت حركات الإسلام السياسي المعتدلة  والتي ينبغي على القائمين عليها  الاعتراف بأنها لم تنجح في الدفاع عن إسلامها الأقرب الى روح الدين والى التدين الجماهيري العام ، لا بل أن بعض أجزائها التي تزعم الاعتدال تحولت الى مفقسة للتطرف والمغالاة ومصدر للإساءة الى الإسلام الحنيف دين الرحمة والسلام والفطرة الإنسانية  . وإذا ما علمنا أن معسكر التطرف قائم وفعال في إندونيسيا أيضا  ،وأنه يكافح المحاولة التجديدية الفتية بضراوة ، و أنه قد كفَّر أوليل عبد الله وهدده بالقتل هاتفيا فإن القيمة المعنوية لصاحب المحاولة تكتسب كثافة أشد واحتراما أكبر .

   وعلى الرغم من كل التهديدات ،وحملات التكفير ،فلم يهرب عبد الله الى الدول الاسكندنافية، أو ينسحب من الميدان ويعلن التوبةَ في حضرة نفر من رجال الدين المتكلسين  في عتمة القرون الخوالي عن كُفر لم يرتكبه ، بل واصل معركته من خلال برنامج إذاعي تبثه عشرون محطة محلية ،وبواسطة مقالة صحافية  يحررها بنفسه وتنشرها  أربعون صحيفة إندونيسية . وإضافة الى كل هذا فقد أنشأ وأدار موقعا على الإنترنيت  ُيدعى " الشبكة اللبرالية الإسلامية " يدير  من خلاله حوارا عميقا ومتشعبا مع زواره الكثيرين المتعطشين لمعرفة هذا الوليد المفعم بالحياة والبعيد عن الظلامية الاستئصالية .

    سئل عبد الله قبل أيام إن كان يعتقد بأن الجماعات المتطرفة كجماعة "عسكر الجهاد " بقيادة جعفر عمر طالب ،و جماعة " جبهة الدفاع عن الإسلام " بقيادة محمد رزيق ، فيما إذا كانت هاتان الجماعتان تشكلان خطرا على الولايات المتحدة ، فأجاب عبد الله بوضوح وحسم : لا أعتقد إنهما تشكلان خطرا على الولايات المتحدة بل هما تشكلان خطرا على الشعب الإندونيسي والمؤسسات الديموقراطية التي هي في طور البناء والترسيخ " .

  إن من يرصد تجربة السيد أوليل عبد الله وزملائه سيعجب بشجاعتهم الأدبية  فهم   لا يترددون أو يتلعثمون  مثل نظرائهم الإسلاميين المعتدلين العرب حين يحين الكلام عن الديموقراطية واللبرالية والتجربة التعددية البرلمانية  بل يعتبرون أنفسهم من أهل الدار كما يقال . ومع أن المتعصبين قد كفَّروا  صاحب المحاولة ولكن تلك التكفيرات والتهديدات لم تمنع بعض قادتهم من أن يقولوا كلمة حق وإنصاف لصالح أوليل عبد الله فحين سئل الشيخ رزيق زعيم "جبهة الدفاع عن الإسلام" عن رأيه بالسيد عبد الله وتجربته قال أنه ( معجب بكفاءته وأنه ومن معه في الشبكة اللبرالية الإسلامية  أخواننا في الإسلام وشركاؤنا في الحوار . )

هنا فقط يمكن التمييز بين ساحة إسلامية واعدة في إندونيسيا  وأيضا  في تركيا  في إمكانها  أن تقدم شيئا جديدا للعالم السياسي المعاصر باسم الإسلام  وبين تجارب أخرى مذعورة ،قشرية ،شعاراتية ، عاطفية، كادت  إحداها أن تتسبب في حرب أهليه قبل سنوات قليلة في مصر  مثلا بسبب رواية صدرت قبل ثمانية عشر عاما، و تكاد الأخرى أخرى تُغرق المجتمع في دماء  الأطفال والنساء كما هي الحال في الجزائر !  

    وعلى هذا الضوء القادم من الممارسة التاريخية وليس من حذلقات المتفلسفين   يمكن التمييز بين تجربة إندونيسية أو تركية   تريد إقامة الحكومة الإسلامية الديموقراطية  عن طريق صندوق الانتخابات ، ثم ينزلها الشعب عن السلطة - إن شاء - بنفس الأسلوب، وبين تجربة متطرفة تريد إقامة الدولة  الإسلامية الثيوقراطية   التي تبتلع جميع الحكومات والأطياف والألوان السياسية وتختصرها الى لون واحد وحزب واحد وعمامة واحدة  .  ولقد صار بمقدورنا، بفضل محاولات جريئة كمحاولة أوليل عبد الله أن  نعرف الفرق الشاسع بين الديموقراطية والاستبداد وذلك حين نفهم الفرق الهائل بين الحكومة الإسلامية  الديموقراطية التي ينبغي أن يكون لدعاتها حق الوجود والنشاط والتضامن  و بين الدولة الدينية الثيوقراطية التي فتكت محاكمُ تفتيشها بدعاتها قبل غيرهم .

 

 

المقالة الأسبوعية للكاتب ، نشرت  في عدد الثلاثاء 24/9/2002 ممن يومية " الزمان " الصفحة الأخيرة .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف رد علي بن أبي طالب على جورج بوش زمانه !
- الإرهاب الفكري في الفضائيات
- بيان الخمسة وثلاثين مثقفا عراقيا : الصمت على العدوان الأمريك ...
- انتحار مدينة فاضلة !
- جريدة ابن الرئيس والتهجم على الشيعة : تخرصات واستفزازات خط ...
- أبو العلاء الآخر ..وهموم الحاضر .
- التاوي والسحّاب والحرب !
- الظاهرة الطائفية في العراق : التحولات والبدائل . - الجزء ال ...
- أول الغيث " بامرني " : تركيا الأطلسية تريد مياه الرافدين ونف ...
- الظاهرة الطائفية في العراق : تفكيك الخطاب والأدلوجة .- الجزء ...
- الظاهرة الطائفية في العرق:محايثة التاريخ والوقائع -الجزء ال ...
- الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء ...
- توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !
- الظاهرة الطائفية في العراق :المقدمات والجذور - الجزء الأول
- الحصاد المر للتجربة الملكية في العراق :
- دفاعا عن عراقية الشيخ الآصفي !
- ردا على داود السحّاب !
- القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك ال ...
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - لبراليون من نوع آخر !