|
المصير السوري على محك السباق مع الزمن
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 15:03
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
للمرة الأولى وبعد دخول الثورة السورية شهرها السادس عشر يحصل مايشبه الافتراق بين الداخل الثائر المقاوم بكل مايمثل من حراك احتجاجي وتظاهرات شبابية شعبية سلمية وتنسيقيات في طول البلاد وعرضها وما يحتضن من مجموعات وتشكيلات للجيش السوري الحر الذي رفض الاذعان لقرارات التصدي للشعب ويدافع ببسالة عن شعبه في العديد من المناطق والمدن والبلدات والأرياف وما يحمل من شعارات وأهداف وطموحات من جهة وبين مشاريع وخطط عربية رسمية واقليمية ودولية وامتداداتها المتجسدة في حركات المعارضة السورية بمعظم مسمياتها وتياراتها وبالخصوص طرفيها الأبرز " المجلس الوطني " و " هيئة التنسيق " وبعض المجاميع الدائرة في فلكيهما من الجهة الأخرى . الثورة بطابعها السلمي – الدفاعي وبكل حواملها وفي جميع جنبات الوطن الجريح مستمرة تقدم التضحيات الجسام من أجل هدف أسمى وهو اسقاط النظام بكل مؤسساته ورموزه وتفكيك سلطة دولة الاستبداد ورفض أية مقايضات ومساومات من قبيل رحيل رأس النظام مقابل الابقاء على النظام سليما معافى أو تشكيل حكومة ائتلافية أو بتعبير أدق تمثيل بعض – المعارضين الوطنيين !– في مؤسسات النظام القائم وكأن دماء آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمخطوفين والمعتقلين والمشردين وكأن الدمار الكامل الذي ألحق بدرعا وحمص وحماة ومحيط دمشق واللاذقية وادلب ودير الزور والحولة والقبير والحفة لايساوي الا حفنة من الوزراء والمنتفعين ولكأن ما يحصل في بلادنا ليس ثورة وطنية في سلسلة ربيع الثورات من أجل الحرية واستعادة الكرامة وتحقيق الديموقراطية ولكأن السوريين غير أوفياء لدماء شهدائهم وناكرين لشجاعة وتضحيات شبابهم من النساء والرجال ومتجاهلين لنداءات المحاصرين واستغاثة الثكالى والأيتام أمام تهديدات النظام وجرائمه وآلته العسكرية المدمرة بكل تشكيلاتها البرية والجوية والبحرية . في المشهد الخارجي الموازي – المواجه لارادة الداخل الثوري هناك مؤشرات تدل على محاولات جارية لحسم الملف السوري باتجاه توافقي بين الأطراف الخارجية وامتداداتها المعارضة تلبي مصالح وارادة الدول والجماعات والنظام السوري بشكل خاص وتقضي بتجاهل تام لارادة وأهداف الثورة والثوار والقوى والتيارات والشخصيات السياسية التي ربطت مصائرها بالانتفاضة الثورية منذ الأيام الأولى ومن أبرز تلك المحاولات : 1 – ماتردد عن صدور قرار من رأس النظام باعتباره – القائد العام للقوات المسلحة – والحاكم الفرد المطلق يقضي بتحديد أربعة وعشرين ساعة لاستخدام كل مايلزم من أجل القضاء على جميع ( بؤر التوتر ) وابادة ( المسلحين في كل مكان ) واستعمال السلاح المتطور الجديد الآتي من روسيا في تنفيذ قرار الابادة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي . 2 – المساعي التركية – الدولية – العربية لاستحضار النوع الآخر من المجاميع المحسوبة على المعارضة السورية وعلى رأسها تحالف جماعات الاسلام السياسي والتيارات القوموية في كل من – المجلس والهيئة والمنبر وو- من خلال عقد المؤتمرات واستخدامها كمطية وشاهد زور خاصة من الأنواع التي تدعو منذ زمن طويل الى التحاور مع النظام والاتفاق معه حول المشاركة بالسلطة وترفع شعارات – وطنجية – مثل " الحفاظ على سلامة الدولة من الانهيار " أي عمليا صيانة السلطة القمعية الحاكمة أي الجزء الثالث من الدولة الى جانب الجزئين الأساسيين الشعب والأرض و " رفض التدخل الخارجي والحماية الدولية " . 3 – الى جانب المشروع الروسي لعقد مؤتمر دولي حول سوريا والذي يصب بنفس مجرى المحاولات السالفة الذكر هناك خطوة مكملة أخرى تحضر لها جامعة الدول العربية عبرمكتب الممثل الأممي – العربي السيد كوفي أنان ذات شقين : الشق الأول اعادة دعوة مختلف أطياف المعارضة السورية دون استثناء أحد هذه المرة للقاء في مؤتمر عام بالقاهرة وذلك خدمة للمسعى العام الأساسي في الحصول على موافقة للتحاور مع النظام أو الاطلاع على مواقف الجميع بهذا الشأن والشق الثاني كشف عنه نائب الامين العام للجامعة – أحمد بن حللي – في مقابلته مع صحيفة – الشرق الأوسط 15 – 6 – " بعقد مؤتمر لمجموعة الاتصال بنهاية الشهر الحالي بجنيف برئاسة كل من بان كي مون ونبيل العربي وبمشاركة الأطراف المعنية بالأزمة ( ؟ ! ) لمساندة البنود الأساسية في خطة أنان وهي اطلاق الحوار .." والأخطر في الموقف هو دعوته الصريحة الى تطوير مهام المراقبين الدوليين والتحول الى " قوة حفظ السلام " من دون توضيح بين من ومن ؟ وأين ؟ الى جانب القول " أن النظام يصر على الحل العسكري والأمني والمعارضة تصر على اسقاط النظام بالاعتماد على الحل الأمني أيضا " مساويا من دون خجل بين الجلاد والضحية وعدم اعتبار كفاح السوريين ثورة من أجل التغيير والبناء بل ينادى بضرورة الحفاظ على السلطة القائمة وعدم انهيارها . في هذه الظروف الأكثر دقة وخطورة تتجه أنظار السوريين جميعا الى ثورتهم والبحث عن السبل الكفيلة بحمايتها وتعميقها وتوسيعها لأنها المصدر الوحيد للشرعيتين الثورية والوطنية نعم الأنظار متجهة نحوها بانتظار ممارسة صلاحياتها وواجباتها تجاه مايدور من حولها باعادة النظر في صك تخويل بعض المعارضة ممن نقض العهد وانتهك االاخلاص للأمانة وضرب عرض الحائط بكل الالتزامات المعلنة وبالتالي انحاز الى صفوف الثورة المضادة فالثورة بمضمونها وطبيعتها قادرة على اعادة انتاج من يعبر عن أهدافها ويتكلم باسمها ويمثلها بالمحافل والمنابر نعم السورييون يطمحون الى أن تجدد الثورة تعبيراتها وتؤكد على أنها لكل السوريين وليست أسيرة لا الاسلام السياسي ولا النزوات القوموية بل ثورة الشعب بكل طبقاته وفئاته الوطنية ومكوناته القومية والدينية والمذهبية قامت من أجل الحرية والكرامة وتحقيق الشراكة الحقة والعدل والمساواة وستبقى حتى اسقاط النظام وتفكيك السلطة وستستمر حتى اعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية الحديثة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف الروسي : تبا لمن لايعرف - قدره -
-
كيف السبيل لحل الأزمة الداخلية لكرد سوريا
-
برسم - المفكر القومي -عزمي بشارة
-
في انعكاسات الحدث المصري على الحالة السورية
-
صلاح بدرالدين يعزي برحيل نصير الأسعد
-
كيف السبيل لاعادة تأهيل المعارضة السورية
-
كبوات الاعلام - السعودي - في القضية السورية
-
- حتوتة - وحدة المعارضة السورية
-
اعادة - هيكلة - أم اعادة بناء المعارضة السورية
-
في تشخيص - الثورة المضادة - كرديا
-
كردي – سوري - كردستاني مناقشة جديدة لموضوع قديم ( 2 )
-
كردي – سوري - كردستاني مناقشة جديدة لموضوع
...
-
مهام جديدة أمام الثورة السورية
-
ردا على – الممانع – ميشيل كيلو
-
سوريا ..من الأحادية الى التعددية
-
الكلمة التي حجبتها قيادة - المجلس السوري -
-
قراءة نقدية في مشروع - حازم نهار -
-
يا ثوار سوريا أحذروا - المجالس والهيئات -
-
كفاكم عبثا بقضايانا
-
- نوروز - آخر ومازالت الثورة مستمرة
المزيد.....
-
الامراض النفسية وعلاجها من منظورين مختلفين
-
ما بعد تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق مرحلة جديدة في
...
-
حکاية لا نهاية لها
-
لقاء السوداني و كيير ستارمر- والنفاق الذكوري!
-
تقرير عن رحلتي إلى سوريا ما بعد الأسد
-
هل يمكن للنظام الرأسمالي أن يحترم السياسات الإيكولوجية ؟
-
الميثاق الجديد للاستثمارات بالمغرب، هل يصلح الخلف ما أفسده ا
...
-
شاهد.. متظاهرون غاضبون في الهند يحرقون دمية للرئيس الأمريكي
...
-
اتساع الفجوة بين الكتل السياسية - أرجحية للمعارضة
-
إضراب شادي محمد في سجن “برج العرب”.. وزوجته تتقدم ببلاغ إلى
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|