اصداري كتاب * المرأة العراقية كفاح وعطاء*

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 12:45
المحور: سيرة ذاتية
    

اصداري كتاب *المرأة العراقية كفاح وعطاء*
دأبت مسؤلة منظمة رابطة المرأة العراقية في دمشق, المناضلة خيال الجواهري , في كل زيارة لي الى دمشق, على اقامة ندوة لالتقي بالرابطيات والقي محاضرة عن تاريخ الرابطة ودورها الثابر في النضال من اجل تحرير الوطن والمرأة . وتقدمت مجموعة من الرابطيات بطلب اصدار كتاب عن تاريخ الرابطة . فعزمت على اصداره في يوم المرأة العالمي عام 1998. واهديت الكتاب الذي اخترت عنوانه بمساعدة ولدي يحيى *المرأة العراقية كفاح وعطاء* لشقيقة نضالي في السجون وفي المطابخ و الحقول , في المعامل و المكاتب , على ذرى كردستان وفي سهول العراق واهواره, الى الام العراقية واهبة الحياة والمجاهدة من اجل حمايتها من الفناء على يد اعداء البشرية , المناضلة من اجل التحرر والسلام والغد الافضل للبشرية, .
تناولت فيه تطور الحركة النسوية في العراق منذ مطلع القرن العشرين , التي ادت بمنجزاها واقترانها بتطور الحركة الوطنية الى تشكيل رابطة المرأة العراقية عام 1952. وتطور نضال المرأة العراقية في ظل رابطتها , ومساهمتها في النضالات الوطنية من اجل التحرر الوطني والسلام العالمي وتطور علاقاتها الوطنية والعربية والعالمية, وانجازاتها في مجال تطوير وعي المرأة العراقية السياسي والاجتماعي والصحي. وتقديرا لجهودها في تحقيق ثورة 14/تموز, تحقق للمرأة العراقية اول قانون للاحوال الشخصية , الذي ضمن الكثير من الحقوق للمرأة العراقية , وتبوأت رئيستها * الدكتورة نزيهة الدليمي * منصب الوزارة لاول مرة في تاريخ البلدان العربية .
واوضح الكتاب الترابط المتين بين اوضاع المرأة ونظام الحكم . فمع انتكاسة الحركة الوطنية وتمكن اعداء شعبنا من الانتقام من ثورته التي قوضت مواقعهم ليس في العراق فقط بل وفي عموم المنطقة الاستراتيجية, بتدبير انقلاب 8/شباط /1963 الفاشي, وما تعرض له شعبنا عامة والمرأة خاصة من ارهاب دموي وتصفيات جسدية وتحريم لكل نشاط سياسي او اجتماعي معارض لحكم البعث ومن ثم للحكم العسكري الذي تلاه. وبقيت الرابطة بما حققته في مسيرتها الكفاحية الطويلة وتجاربها المجيدة في مختلف الظروف , تعمل سرا. واذ حققت الرابطة الوجود العلني لفترة وجيزة في السبعينات وساهمت خلال عام المرأة في تطوير قانون الاحوال الشخصية في العراق وفي اعداد مشروع الغاء التمييز ضد المرأة العالمي , فان النظام الدكتاتوري لم يكتف بتحريم نشاطها , بل واصدر الاحكام الثقيلة بحق من تنتسب اليها!! وتعرض العشرات من الرابطيات الى الملاحقات والسجون . ومع تصاعد الارهاب لقتل كل معارضة لمشاريع النظام الدكتاتوري في التوسع والعدوان. وعانت المرأة العراقية من اهوال الحرب ضد ايران ومن ثم الحرب ضد الكويت وما خلفته من دمار وفناء وتشرد في جميع انحاء العالم.
وجمعت في الكتاب ما تيسر لي من ذكرى شهيدات النضال والمختطفات وتابعت فيه اوضاع السجينات التي تهز الضمير الانساني, وسجلت فيه مساهمة المرأة العراقية في الكفاح المسلح الذي خاضه شعبنا ضد الدكتاتورية , باعتبارها تجربة رائدة, جمعت فيها المرأة العراقية بين القدرة على حمل السلاح وخوض المعارك من اجل التحرر من الدكتاتورية وبين النضال الاجتماعي في مكافحة الامية وبث الوعي الصحي والاجتماعي والسياسي, في المناطق النائية من كردستان , التي كانت محرومة من كل مظاهر الحضارة الانسانية. وتناول الكتاب معاناة المرأة العراقية في الغربة ونضالها لاسناد قضايا شعبنا وتسجيل العديد منهن لمنجزات علمية وادبية وفنية على مستوى عالمي.
فالكتاب تسجيل حي لدور المرأة العراقية في تاريخ العراق المعاصر بكفاحها وعطائها , بمعاناتها وجلدها , بما تقدمه من مأثر بطولية على ارض الوطن وبحضورها المتميز عالميا . فهي بحق سليلة ومنجبة الشعب الذي اغنى الحضارة الانسانية على مر العصور ومنجبة اجياله التي ستبني العراق الديموقراطي المزدهر والمساهم في تحرير البشرية وتطوير حضارتها. واخترت لغلافه صورة من * كتاب العراق* للفنان عامر بدر حسون, تصور مساهمة المرأة العراقية في وثبة كانون / 1948. وزينته بصور تعكس اوضاع المرأة العراقية في المدينة والريف ومن مختلف المكونات, تعكس مسيرة تطورها الاجتماعي والثقافي والسياسي واخيرا دورها في تأجيج الاسناد العالمي لنضال شعبنا. فقد ضم صورة للعراقيات المضربات عن الطعام لم تضمني , رغم مساهمتي فيه , احتجاجا على القصف الامريكي للعراق في شباط 1998, نشرتها الصحف السويدية في حملتها التضامنية مع شعبنا . ولم ننهي الاضراب الا بعد توقف القصف نتيجة للضغط العالمي.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات