لماذا تكون المقالات الدينية اكثر إثارة ؟؟

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 09:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لماذا هذا الحديث وهذه الإثارة التي تنتجها المقالات التي تتعرض للمواضيع الدينية اكثر من المواضيع العلمية في مجتمعاتنا الغريبة ؟؟..
اهلاً بكم في برنامجكم ( صناعة الأنسان ) وهذا الموضوع سيكون محور حديثنا لهذه الليلة وسنستضيف فيها العالم العلماني السيد القبخجي ... اهلاً بك سيد قبخجي حدثنا عن هذا القبخ ..
حاضر : بصراحة كنت اكتب بإستمرار في بعض المواقع ( اقصد اكثر من الآن ) ولكن كانت فيها المواضيع التي تتعرض او تناقش المسائل الدينية او القومية والمذهبية وحتى العشيرية تأخذ حصة الأسد من القراء . اي المواضيع العلمية فيها كانت وكأنها مواضيع نشاز او غريبة عن اهتمام القارىء ( الأقبال كان اقل بكثير مما كان يجب ان يكون ) بينما المواضيع الدينية والقومية والمذهبية والتي هي السبب في كل هذا الدمار والجهل والتخلف الذي نحن فيه هي كانت المطلوبة عند القارىء الكريم ولأسباب قد تكون معروفة للجميع ... هذه المواضيع التي تضع القارىء في حلقة مفرغة تماماً جاعلة منه يدور في فلك دائري لا نهاية ولا بداية ولا زيادة ولا نقصان جديد يُضاف الى المعرفة المطلوب الوصول اليها وكذلك بعض المواضيع الأخرى المتفرقة مثل التعرية مثلاً .. فعندما كتبت كلمة بعنوان ( لماذا تعرت عالية المهدي ) قرأها اكبر عدد من القراء ( كانت فيها تعرية ) ولكن من اين نحصل كل يوم على معرية جديدة ؟؟..
حاولت التوجه الى او التركيز وكتابة لموقع يكون اكثر علماني وحضاري وفيه المعرفة العلمية تسبق المعارف الأخرى وخاصة الغيبية فوصلت الى هذا الموقع والذي يدل اسمه للوهلة الأولى على هذه المعرفة والعدالة والحقيقة العلمية وعندما انخرطنا فيه سعداء اسطدمنا بنفس القصة القديمة ( للأسف ) .
هنا ايضاً نرى المواضيع الدينية والمقالات التي تتعرض لهذا الموضوع لها حصة الأسد من القراء وكذلك من التعليقات حتى وصلت احياناً الى درجة الاصطدام بين القراء نفسهم بسبب الموضوع .. لا اعلم لماذا يتدخل الدين معنا في كل امورنا الحياتية وحتى العلمية واليسارية يكون نصفنا يساري والنصف الآخر قديسي والهي من اجل الإثارة ومن اجل جلب القراء .. اي نبيع احياناً ( مضطرين ) افكارنا ونخون ضمائرنا وعلميتنا من اجل عدد من القراء .. لماذا لا نستطيع فصل كلا الجانبين المتناقضين عن بعضهما البعض ؟ اننا جميعاً ندخل في متاهة المجاملة والكذب وحتى النفاق احياناً من اجل ارضاء هذا القارىء او ذلك الجانب والذي لا يقوم بهذه العملية يكتب لوحده ولعدد قليل من القراء ويبقى اسمه مهمشاً ضعيفاً ... حتى الأخوة من الكُتاب الكبار والمعروفين يضطرون بين الحين والآخر للعودة الى مثل هذه المواضيع للإثارة وللحفاظ على اسمهم ولشعبيتهم الكتابية ..وان دل هذا فيدل على تخلف المادة الثقافية للأنسان العربي بشكل عام ..
لو اعلنت علمانيتك اتهموك بالملحد والكافر والزنديق ...
لو اعلنت عن إيمانك ومذهبيتك ستكون عرضة للضحك والشتيمة والأستهزاء ..
لو اعلنت عن استقلالك وحيادك تركك الجميع وحيداً يتيماً لا اسم ولا قارىء ..
فماذا عسانة ان نفعل انشدونا ناشدكم الباري ( مو باري انطوان ) ...
لماذا ندور ونلف حول نفس الموضوع ومنذ قرون طويلة ( مو انكسرت رقبتنا ) ؟ لماذا لا نحترم كل الأفكار وكل الأتجاهات للانسان ( المصيبة الكبرى يقولون عندما ينزلق الأنسان من المجرى يكون كل شيء مكتوب على رقم سيارته ) إذن لماذا لا يحترمون هذه الإرادة ولماذا لا يطبقون هذه الآية والتي تذكرها وتعترف بها كل المذاهب ( يمكن هذه الآية الوحيدة التي تشترك بها كل العشائر ) ؟..
اين وصلنا من كل هذا اللف والدوران في هذه الحلقة الفارغة ولماذا لا يدور العالم الآخر معنا في نفس الدائرة المقدسة ؟؟ ..
لو كنت علمانياً نعتوك المؤمنين بالكافر ! لو كنت حراً نعتوك المعقدين بالساقط ! لو كنت مادياً نعتوك الروحانيين بالالحاد ! لو كنت مؤمناً نعتوك بالتخلف والجهل ! لو كنت رياضاً نعتوك بالمنشطات ! لو كنت رساماً نعتوك بالكاريكاتير ! لو كنت خبازاً نعتوك بالخميرة ! لو كنت مستقلاً نعتوك بالجبان ! لو كنت جميلاً نعتوك بالقبح ! لو كنت ذكياً نعتوك بالخروج عن الطاعة والشريعة ! لو كنت َ يسارياً نعتك اليمين ! لو كُنتَ يمينياً نعتك السار ! لو كنت مستقيماً ( عدل وكُبل ) نعتوك الأثنين و........الخ ..
ألا يكفي ما ضاع من العمر في العُقم وكم عُقم آخر بقى لنا ؟ وكم قرن نحتاج الى ان نتخلص من عقدة واحدة من هذه العُقد التي ذكرتها ؟ ..
هل لي ان اكون حُراً ولا تنعتوني بالحُر ؟ اتحداكم ! ..
هل لي ان اكون مستقلاً وتحترمون استقلالي ؟ اتحداكم ! ..
هل لي ان اكون صادقاً معكم ومع نفسي ولا اكذب عليها وعليكم وتُقدرون هذا الصدق ؟ اتحداكم ! ..
اذهب يا سيدي واكتب ما هو مكتوب على جبينك والله انا شخصياً سوف لا العنك إلا إذا خرجت عن الطريق او انحرفت عن الخط المستقيم ؟؟؟؟؟؟؟؟...

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات