أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المساواة في القانون والشريعة الاسلامية














المزيد.....


المساواة في القانون والشريعة الاسلامية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 07:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اي قانون سيكون غير جدير بالاحترام ان لم يكن مُشرع على اساس مساواة الناس في الحقوق والواجبات. فالقوانين التي تعامل الناس حسب اعتبارات الجنس واللون والعرق واللغة والمركز الاجتماعي او الوظيفي او والانتماء الديني او الايدلوجي، هي قوانين غير محترمه، سيكون محلها عاجلا ام اجلا قمامة التاريخ مهما كان مصدرها.
المصدر لا يعطي اهمية ولا قداسة للقانون اذا كان القانون تعسفيا ظالما، حتى لو كان مصدره هو الاله نفسه، العدل والانصاف هما اللذان يهبان القانون الاحترام ، والعدل والانصاف ليسا شيئان اخران غير المساواة التامة للناس في التشريعات القانونية دون الاخذ باعتبارات المنزلة.
الناس تحترم القوانين طالما كانت هذه القوانين ملائمة لنوع وشكل الحياة ولدرجة التطور والتنظيم لمجتمع ما، فان لم تكن كذلك، فانها تكون محل استهزاء الناس وسخريتهم واستهجانهم مثلما كانت احكام قراقوش.

المشرع الاسلامي لا يحرص على العدل والانصاف عند صياغة القوانين، انما يحرص ان لا تكون القوانين الجديدة المشرعة مخالفة للشريعة الاسلامية التي هي احكام القرآن وسنة النبي محمد واحكام الفقهاء وفتاويهم، بل المشرع الاسلامي يحرص على ان لا يثلم الدين حتى وان ثلمت العدالة.
واذا كان العدل ولمساواة هما روح القانون المدني في التشريع وفي التطبيق، فان المشرع الاسلامي يؤمن بان الاسلام هو العدالة الشاملة والكاملة والصالحة لكل زمان ومكان حتى وان لم تكن الشريعة منسجمة مع المبادئ الانسانية ولا القيم الديمقراطية.
فقانون العين بالعين والسن بالسن قد يبدو للوهلة الاولى بأنه قانونا عادلا، اذ انه يوحي بان العقاب سيكون من جنس العمل، لكن هذا هو ظاهره اما في جوهره فانه ابعد ما يكون عن العدالة، ليس بسبب همجيته فحسب، بل لانه ايضا يكيل بمكيالين، فدية المرأة تختلف عن دية الرجل، ودية العبد تختلف عن دية الحر، ولا يقتل حر بعبد ولا رجل بامرأة. فالعيون وان كانت كلها اعضاء بصر، الا ان عين المرأة حسب الدين الاسلامي اقل قيمة من عين الرجل، وسنها وان كان عضما، الا ان سن الرجل اغلى مرتين، اما اسنان العبيد وان كانت ناصعة البياض وعيون الجواري وان كانت عيون حالمة، ليس لها قيمة ان اطفئها او كسرها حر، وان كان ولا بد من عقاب، فيعاقب عبد او اجارية بكسر اسنانها او اطفاء اعينهما عقابا لما ارتبكه سيدهما من اعتداء على عبد سيد اخر.
فالشريعة تقسم الناس حسب جنسهم وحسب مركزهم وموقعهم الاجتماعي وحسب كهنوت العبادة وليس حسب حقوق الانسان.
الحق في الاسلام لا يتقررعلى اساس قاعدة التساوي بين الناس، بصفتهم ناس، بل يتقرر وفق قاعدة القوامة، فالرجال قوامون على النساء والاحرار قوامون على العبيد والمسلمون قوامون على غير المسلمين والولاة قوامون على من هم دونهم.
والقوامة في الاسلام ليست قاعدة وظيفية تهدف الى تنظيم وترتيب العمل بين اناس متساويين بالحقوق مختلفين في الواجبات، انما هي، اي القوامة، قاعدة شرعية عنصرية تهدف الى حجب الحريات وحكم الناس وفق قوانين الاستعباد الدينية.

في التراث الاسلامي بعض من الحكايات والروايات التي تشيد بعدل ونزاهة وشجاعة بعض القضاة في النظر الى الناس بعين المساواة، لكن مواقف القضاة هذه ان صحت، وعلى قلتها، هي مواقف انسانية شخصية، تستند على اجتهاد القاضي في قضايا النزاعات بين عامة الناس، وغالبا ما يكون هؤلاء القضاة اصحاب حظوة ومنزلة عند الحكام لهم مطلق الحرية في الحكم بما يشائون طالما كانت احكامهم لا تمس امن الخليفة ولا تعتدي على املاكه ولا تهدد ملكه، اذ ان الخليفة في الدين الاسلامي مصون غير مسؤول بحكم اية اطيعوا الله وولي الامر منكم.
ومهما يكن، فان احكام هؤلاء القضاة العادلين لا تخالف منطق الشريعة الاسلامية الذي يقسم الناس الى مجموعات لكل مجموعة احكامها الخاصة بها، والاشادة والثناء على القضاة ليست لصحة احكامهم، بل لمساواتهم بين الناس ، فلو كانت المساواة هي القاعدة في الشريعة الاسلامية، لما اشيد بهؤلاء القضاة. المساواة في الاسلام هي دائما الاستثناء النادر الحدوث.
لذلك ارى من العبط الدعوة الى دولة المواطنة دون التأكيد على الغاء المادة التي نجدها في اغلب الدساتير الاسلامية والتي تنص على ان الاسلام هو المصدر الاساسي للتشريع، فاذا كان الاسلام يقسم الناس الى مؤمنين وغير مؤمنين، الى مسلمين وغير مسلمين، الى ذكور واناث الى سادة وعبيد، فأن دولة المواطنة يتساوى فيها جميع المواطنين بغض النظر عن اي انتماء قومي او ديني او ايدلوجي او تصنيف جسدي. المواطنة توحد الناس بينما الشريعة تفرقهم، فكيف التوفيق بين متناقضين؟
وصدق الشاعر اذ قال
متى يبلغ البنيان يوما تمامه.... اذا كنت تبني وغيرك يهدم



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
- كلمات الله الضائعة بين جبرائيل وبين محمد
- سيرة غير عطرة لنبي
- الايمو والسياسة والدين.
- اضطهاد المرأة في صدر الاسلام
- عندما يكون الله معديا
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟
- هل يمكن للشيوعي ان يكون مسلما؟
- الدولة السنية والشيعة والتاريخ.


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - المساواة في القانون والشريعة الاسلامية