أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟















المزيد.....

هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3759 - 2012 / 6 / 15 - 07:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد قيام ثورة 25 يناير2011 فى مصر ، وبعد تشكيل لجنة تعديل بعض مواد الدستور وعلى رأسها المستشارطارق البشرى والمعروف عنه انتمائه لفكرة الدولة الدينية وعضوية الاخوانى القح صبحى صالح ، وبعد حملة الاخوان والسلفيين المحموعة لدفع الجماهير للتصويت بـ " نعم " عل هذه القرارات بالاستخدام الفج والممجوح والنفعى للدين بوضع الناس بين خياري الجنة والنار ، وتلى الموافقة صدور الاعلان الدستورى ومن ضمنه المادة 28 التى تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات ضد الطعن والموافقة الضمنية لجماعات التيار الدينى على مواد هذا الاعلان ، والتى اثارت فيما بعد استنكار نفس هذه الجماعات فيما بعد عندما انفض التحالف مع المجلس العسكرى ، ثم السماح لهم بتكوين احزاب مدنية على مرجعية دينية ، والصمت المريب من المجلس العسكرى ومن اللجنة المشرفة على الانتخابات على تجاوزاتهم خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى بالاستخدام الصارخ للشعارات الدينية مرة اخرى وتقسيم الشعب الى مؤمنين تابعين او كفار من الليبراليين والعلمانيين المعارضين . ومن قراءة المشهد وصلت الى قناعة مفادها :
( ان المجلس العسكرى اعتقد ان قوة المعارضة الرئيسية فى مصر والتى ساهمت فى استمرار الثورة هى للاخوان والسلفيين وحدهم وان التفاهم معهم والاعتراف بهم كقوة فاعلة فى المجتمع المصرى ومؤثرة فى المشهد السيايى بأن يكونوا شركاء بشكل ما فى احدى سلطات الدولة ، وليكن مجلس الشعب على ان تكون الحكومة من التكنوقراط ورئاسة الدولة لاحد اقطاب ممثلى التيارالمدنى ؟ وان شباب الثورة الذين اشعلوا شرارتها الاولى سرعان مايتفرقون ثم يعود لمصر استقرارها مرة اخرى ) .
اعتقدت جماعات الاخوان والسلفيين ان مجرد وصولهم الى اغلبية البرلمان سيخرج الشعب عن بكرة ابيه يغنى لهم ( طلع البدرعلينا من ثنيات الوداع ...... الخ ) ولكن قوى الثورة عرفت بحدسها الثورى اتفاق التيار الدينى مع المجلس العسكرى .
وفجر شباب الثورة مفاجأته الثانية بنزولة المكثف فى الميادين – دون قوى التيار الاسلامى وكان عدم نزولها يؤكد للثوار هذا الاتفاق - واجبر الممجلس العسكرى على محاكمة اركان النظام السابق وعلى رأسهم حسنى مبارك بدلا من اقامته المريحة فى شرم الشيخ ، وفى موجه ثانية من الضغوط عبر الميادين ايضا اجبر المجلس على تحديد ميعاد لانتقال السلطة الى سلطة مدنية منتخبة والمحدد له نهاية هذا الشهر، كل هذا وتيار الاسلام السياسى بعيدا عن الميادين .
جرت فوق السطح وبين الكواليس وتحت جنح الليل امور كثيرة لايسع مقال واحد ذكرها ، وبعد وصول حزب الاخوان الى اكثرية اعضاء البرلمان انفتحت شهيتهم على التكويش على السلطة وطالبوا بحل حكومة الجنزورى ليكون خيرت الشاطر رئيسا للحكومة الجديدة وزادوا على ذلك بأن اعلنوا احد كوادرهم لرئاسة الجمهورية .
هنا تنبه المجلس العسكرى الى ان الاخوان يكرروا اخطاء الماضى مع جمال عبدالناصر عام 1954 ، وهنا عرف المصريين ان من انتخبوهم يريدون ان يفرضوا على الشعب المصرى لون واحد وثقافة واحدة وفكر واحد ، شعب عرف التعددية منذ بداية التاريخ مع تعدد اشكال الطبيعة وتعدد انواع الطعام وتعدد آلهة القرى والمدن دون تكفير والتى انتقلت فيما بعد الغزو الاسلامى الى مساجد وموالد اولياء الله الصالحين دون تكفير ، فالمصرى ينتقل من مولد ابراهيم الدسوقى الى مولد السيد البدوى الى مولد السيدة زينب ومولد الحسين ..... الخ ويتمسح بهم جميعا ويطلب بركتهم وشفاعتهم جميعا دون ان تقول طائفة انها انصار السيد البدوى واخرى من انصار ولى آخر ..... هذا المخزون الحضارى المصرى المتوارث منذ سبعة آلاف عام انفجر مرةواحدة فى وجه جماعات المنتفعين بالاسلام السياسى خصوصا عندما شاهدوا اعضاء هذه التيارات تحت قبة المجلس تتحدث عن الغاء اللغة الانجليزية من التعليم ، والآخر يؤذن للصلاة ، والثالث يقدم قانون لختان البنات والرابع يريد صياغة قوانين الاسرة من جديد لصالح ذكورية الرجل على حساب الحقوق التى اكتسبتها المرأة ، هذا ناهيك عن المرشح السلفى الكاذب ونائب المناخير الكاذب واخيرا نائب الفعل الفاضح فى الطريق العام مع احدى الفتيات داخل سيارة .
وعندما رأى الشعب ان الفن الذى تقوت عليه منذ فجر تاريخه معرض للرقابة والتحجيم ( سأضرب مثلا صغيرا : ونحن صغارا كانت احب الاشياء لدينا ان نذهب الى السينما مع والدينا ، وعند الشباب كانت السينما مكانا للقاء الصديقات والاصدقاء، وعندما كبرنا كنا نصطحب اولادنا الى دور السينما التى كانت ايضا من احب الاشياء لديهم .... فيأتى التيار الدينى ليهدم صرحا عشنا عليه وتربينا فى احضانه وقضينا فيه مع الآباء والحبيبات والابناء اسعد اوقاتنا .. ؟؟ ).
وتبدا انتخابات الرئاسة ويحصل مرشح الاخوان على خمسة ونصف مليون صوت هو كل ما استطاع الاخوان حشدة من بين 25 مليون صوت ذهبوا للصناديق ، البعض فسره بهجوم الاعلام عليهم – وهذا ايضا ماوصف به مرشدهم الاعلاميين عندما وصفهم بسحرة فرعون – وفسره البعض الآخر بالاداء السيئ لهم تحت قبة البرلمان وفسره آخرين بالخوف من التكويش على السلطة ، والقول الاخير اقرب الى الصحة مع اضافة هامة وهى ان المخزون الثقافى الحضارى المصرى المؤمن بالتعددية لم ولن يقبل ان تفرض عليه ثقافة واحدة وفكر واحد وديكتاتورية واحدة بمعنى ان الشعب المصرى بمخزونه الحضارى يفضل ليبرالية التعدد على ديكتاتورية التوحيد .وكان ماكان فى الجولة الاولى للانتخابات وحصول التيارات المدنية على اكثر من 55 % من اصوات الناخبين ( راجع مقالتى السابقة على الحوار ) ولاننسى ان نشيد بدور الاخوة اشقاء الوطن من الاقباط الذين خرجوا لتاييد مرشحى التيار المدنى وفرضوا ارادتهم ليكون لهم صوتا مسموعا فى المعادلة الانتخابية .
كل هذا اوصلنى الى قناعة اخرى ربما يكون لها ظل من الحقيقة وهى ان المجلس العسكرى اراد لهذه التيارات ان تخرج الى النور حتى يراها الشعب على حقيقتها ، فاذا كان هذا حقيقى فالمجلس العسكرى فى منتهى الذكاء ، وهذا ماقلته انا مرارا : ارتكوهم فى الضوء حتى يراهم الناس جيدا .
قرائى وزملائى الاعزاء :
نحن امام مأزق بين ممثل هذه التيارات – محمد مرسى – واحمد شفيق المحسوب نظريا على النظام السابق رغم عدم وجود شوائب ماليه تحيط به غير عدة بلاغات امام النائب العام لم يثبت صحتها .
امامنا الدولة المدنية التى يمثلها احمد شفيق – رغم بعض المآخذ عليه – وامامنا الدولة الدينية التى يمثلها محمد مرسى بكل ماشاهدناه مع رغبه عارمة فى الاستحواذ على كل شئ ، حتى انهم تحرشوا بالقضاء والمحكمة الدستورية من قبل . مقاطعة الانتخابات سوف تصب فى صالح محمد مرسى لان كل كوادر الاخوان ستخرج لتاييده . اخرجوا وصوتوا الى احمد شفيق من اجل الدولة المدنية ، واذا لم يكن على مستوى اختيارنا فى قادم الأيام نستطيع تغييره لانه لايرتكز على تنظيم منضبط يقف ورائه .
انتخاب احمد شفيق ليس خيانه للثورة ، ولكنه المتاح امامنا من اجل مدنية الدولة المصرية وحفاظا عليها من الوقوع فى براثن الظلام والعصور الوسطى .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الاخوان والسلفيين : مصر كبيرة عليكم
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 1/2
- - براءة من الله لبديع واخوانه المؤمنين من الذين عاهدتم من ال ...
- تكريس مفهوم العبودية فى الاسلام
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 2/2
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 1/2
- الحياة الجنسية للنبى محمد من خلال آيات القرآن
- التحليل النفسى لزواج النبى محمد من عائشة
- تبخيس المرأة فى الفكر البدوى وارتباطه بالتعويض النفسى عن الع ...
- جمعية تبادل الزوجات بين الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة..!!
- مابعد النقد : (7) تطوير الخطاب الدينى
- نقد الفكر الدينى : (6) اشكالية علوم القرآن واستخراج الاحكام
- المجلس العسكرى والاسلاميين : انقسام مصر بعد اقتسامها
- مبروك للاخوان والسلفيين امارة المحروسة
- خطأ ثوار التحرير .. وخطيئة المجلس العسكرى
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 5/5
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5
- نقد الفكر الدينى (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 3/5
- السعودية : الشقيقة الكبرى لمصر ....!!


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - هل انتخاب احمد شفيق خيانه للثورة المصرية ؟؟