أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن الدقر - أين المواطن من اقتصاد السوق؟














المزيد.....

أين المواطن من اقتصاد السوق؟


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 1101 - 2005 / 2 / 6 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد من المخيف الحديث عن فشل أغلب مؤسسات القطاع العام، بل بات الحديث عن ذلك ضرورة ملحة للوصول إلى حلول ناجعة تنقذ هذا القطاع مما هو عليه من ترهل ومرض أوصله إلى حافة القبر..
كلنا يعلم أن هذا القطاع الذي تم إنشاؤه في العام 1958 كان استناداً لسياسة كانت في زمنها تحمل أهدافاً وتصورات وحلولاً لمشكلات قائمة وأهمها ما يتعلق بالوضع السياسي والإيديولوجي، فإنشاء القطاع العام ضرورة لابد منها من وجهة نظر مخططي السياسة في ذلك الزمن.
وبنظرة سريعة لأهم المشكلات هذا القطاع والتي أدت إلى هذا الوضع المزري الذي هو عليه الآن، نجد أن هذا القطاع نشأ دون وجود إدارات خبيرة تديره ودون أن يفكر أحد بضرورة وجودها، مما جعل الأداء متدنياً في أغلب الأحيان، إضافة إلى عملية ربط هذا القطاع بخزينة الدولة، وتحديد نجاح أو إخفاق أدائه (بالإيديولوجيا) مما أدى إلى استيعاب البطالة في ذلك الزمن دون محاولة خلق توازن بين العامل الاجتماعي من جهة والنمو والربحية من جهة أخرى، لأنه كان في أحسن الأحوال ينفذ سياسة الدولة دون النظر إلى تلك الربحية التي انخفضت مع مرور الزمن، ووصلت به إلى مرحلة عدم القدرة على استيعاب البطالة، وبالتالي تفاقمت المشكلة ومازالت تتفاقم حتى لحظتنا هذه.
أمام كل ما سبق وجدت الدولة الحل لمشكلة هذا القطاع أن يعمل بآلية اقتصاد السوق كي يستطيع تحقيق ربحية لانتشاله من الخسائر التي وقع بها خلال أكثر من أربعين عاماً، إضافة إلى ضرورة ترشيد نفقاته، وبدأت القوانين والقرارات تصدر تباعاً، ولكن، ورغم قناعتنا بضرورة دخول اقتصاد السوق، إذ لا يمكن لأحد في هذا الزمن أن يعيش منفرداً دون تبادل نفعي، إلا أن الحكومة على ما يبدو قد وضعت خططها الاقتصادية دون النظر إلى (الأجندة أو الخطة الاجتماعية) التي يجب أن تتوازى مع نظيرتها (الاقتصادية).
ما حصل الآن هو نتيجة لعدم وجود الخطة الاجتماعية، فقد بدأت تظهر وبسرعة كبيرة آثار هذه التحولات الاقتصادية على حياة المواطن السوري الذي أمل من دخول اقتصاد السوق انتشاله من وضعه المتردي ورفع مستوى معيشته ليجد نفسه وقد ازداد غرقاً في الهموم اليومية التي تورمت كالسرطان خلال أشهر قليلة مضت، ويتمثل هذا التورم بالارتفاع الحاد لإيجارات وأسعار العقارات، وارتفاع أسعار المواد التموينية والصحة والوقود والكهرباء والماء والاتصالات.. والقائمة كبيرة جداً..
إذاً، كيف نتلافى ما يحصل الآن؟.. هل ينتظر المواطن من جديد كي يحقق أحلامه الصغيرة؟.. ماذا أعدت الحكومة لمواجهة حال كهذه؟ الوقائع على الأرض تقول: ما ندر، وإلا لما حصل ما حصل الآن؟..
هل تفكر الحكومة بتأمين شبكة ضمان اجتماعي متكاملة (بطالة، صحة، تأمين على الحياة؟) إن كان هذا مستحيلاً في الوقت الحالي، هل فكرت بطرح إنشاء شبكة كهذه على القطاع الخاص كونها تعمل جاهدة لجلب الاستثمارات، وهل هيأت الأرضية التشريعية لذلك؟
هل قامت بوضع سياسات لدعم المواد التموينية بحيث يستفيد من هذا الدعم المواطن الذي يحتاجه؟.. فماذا يعني مثلاً (وليس حصراً) أن تستهلك المشافي والفنادق ذات النجوم الخمس أو الأربع مواداً مدعومة تكفي آلاف المواطنين وعلى (حساب من يستحقونها) لتبيعها (بأسعار الفندقة) العالمية؟ وو... والأمثلة أكثر من أن تحصى، ألم تلاحظ الحكومة أنها بعد أن رفعت يدها عن موضوع (التسعيرة) الذي كانت تقوم به اللجان التموينية، بأن الأسعار ارتفعت بدرجة جنونية بعيداً عن قوانين (العرض والطلب)؟ هل حاولت الحكومة أن تتساءل لماذا؟ وهل حاولت دراسة المشكلة؟
إن القوانين والقرارات التي تشكل مقدمة لدخول اقتصاد السوق تحتاج إلى قوانين اجتماعية تتساير مع القوانين الاقتصادية وتوازيها، لأن الغاية الأولى من التحول الاقتصادي وتقدمه هو المواطن.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع سفير سوريا في الولايات المتحدة الأمريكية
- إصلاح الخردة
- عودة للشرق الأوسط الكبير
- الخليفة
- إعادة توزيع الثروة
- حالة فصام..
- مؤتمر البعث القادم
- أمريكا ونحن.. موسم الهجرة إلى السؤال!
- ساميو شعب الله المختار
- ثلاثية السياسة والإدارة والاقتصاد
- القانون المهزلة
- حـكي مجــانيـن
- همسة حب للحكومة
- سقوط ورقة التوت الأخيرة
- الوزير الفهيم
- سفاراتنا
- من أجل المواطن وليس من أجل لصوص الفساد
- يوم مع وزير سابق
- تداعيات ديمقراطية
- حديث ودي ممنوع من النشر


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيمن الدقر - أين المواطن من اقتصاد السوق؟