أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - المتصوف المتمرد ... 3














المزيد.....

المتصوف المتمرد ... 3


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 20:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حدثني الصوفي المتمرد عن اللوحة الناقصة .. وذلك حين سألته عن طابع هذا العالم

هذا الماتريكس .. التجربة الواعية الذاتية المنفصلة ... التي ينفرد بها كل واحد منا ... فهي عالمه .. هي كل ما هنالك بالنسبة له ..

فقال لي:

إن هذا الواقع الافتراضي مشروط بالانفصال ... وجود تجارب واعية ذاتية منفصلة ينتج عنها لكل واحد منا إيجو أو (أنا) تخوض العالم بنفسها ...

وحين سألته : هل من سبيل إلى اللاعنف المطلق .. أو اللاحكمية المطلقة ... أو اللاسلطة المطلقة .. أو المحبة المطلقة ... أو المعرفة المطلقة؟

أجابني:

إن هذه هي كلها سبل الاستنارة وجوهر ما هنالك .. ولكن شرط هذا العالم أن لا تكتمل هذه السبل ..

فاللاعنف سبيل ... امض فيه قدر استطاعتك ... تجنب العنف .. لكن اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه كاملا في هذا الواقع ... فبعض العنف مشروط من طبيعة الواقع الافتراضي نفسه .. مفروض بقوانين الطبيعة التي تفرض سلما غذائيا وكائنات تسبب الأمراض منها ما هو مجهري .. عنف لا غنى عنه .. وألم لا غنى عنه .. حتى عند غلي الماء قد تموت بعض الكائنات .. عند العلاج ... وإقناع الكائنات الأخرى باللاعنف غير ممكن ... اللاعنف المطلق لا يمكن تحقيقه ضمن هذا الواقع إلا بالموت .. بالكف عن الفعل .. أي أن شيئا من العنف هو من شروط الحياة

واللاحكمية سبيل ... لا تخرج منه ما استطعت ... لكنه أيضا لا يكتمل كلية إلا بالكف عن الفعل والانفعال ... أي بالموت .. وضمن هذا الواقع الافتراضي أو العالم، ستكون بعض الأحكام من شروط الحياة نفسها ...

وكذلك السلام الكامل .. والعدالة الكاملة ... واللاسلطة الكاملة

المحبة اللامشروطة مثلا ،، ستفلت منك حتما في بعض الأحيان لأن استحضار اللاشيء الذي هو كل شيء لن يكون بوسعك دائما ...

كل هذه السبل لا تعرف الكمال ضمن هذا العالم ... وكأن البشرية هي –كما يخلص البير كامو في "السقطة"- لا يمكن أن تتخلص من الخطئية ...

ولما سألته: كيف نمضي في هذه السبل قدر استطاعتنا

قال لي:
لست حرا ما دمت تسعى .. لا تسع إلى الخير .. وبقدر ما تكون صادقا في كل شيء في شهادتك على التجربة الذاتية الواعية التي أنت محصور فيها طالما كنت "أنت" فقط.. وفي حالة الانفصال.. أي في الحياة ... بقدر ما تمضي في تلك السبل دون أن تسعى إليها

والأهم .. أن لا تسعى إلى إثبات أي شيء ...

ولكن مهلا... أليس الحرص على عدم محاولة إثبات شيء .. سعيا .. يتحول في النهاية عادة إلى محاولة لإثبات أنك لا تحاول الإثبات
ان شيئا من كل ذلك هو شرط هذا الوجود المنفصل في تجربته الواعية ... لا يمكن الافتكاك من الايجو تماما الا عند الموت

لذا فالعيش بتلقائية كبيرة .. وعدم محاولة الظهور بأي مظهر ... وعدم الحرص على أي شيء .. هي سمات الصوفي المتمرد.. الذي لا يمانع أن يموت في سبيل الحق .. ويذكره التاريخ على أنه أخس خسيس ... ويبصق الناس على قبره كل يوم ... ان يعيش في سبيل اللاعنف.. فيموت على أيدي من يزاودون عليه بالإنسانية .. الصوفي المتمرد يصل إلى الحياد إزاء نفسه ... فهو الشاهد أبدا ... ولو أنه يرى حياته تعرض أمامه من موقع ال"هو" .. فقد يدين نفسه ألف مرة قبل الآخرين ... ويتلذذ ويشفى صدره حين يعاقب على شيء ما ... فالأنا لسيت حقيقية ... بل هي ورطة الشهادة ... هذه التجربة الواعية الذاتية هي ما "قدر له" أن يشهد عليه... لكنها ليست هو .. لأنه لا هو .. فالكل هو.. وهو الكل

هو لا يهمه أن يظهر بمظهر الحكيم ... او بمظهر من لا يشتهي .. حتى أخس الأشياء .. أو بمظهر من يبالي لوجع الآخرين دائما .. أو بمظهر ما لا يحقد ... فإذا كره .. بدا عليه .. ولما يزعجه ذلك ... وفي سبل تمرده التي يسير فيها بتجرد .. قد يحب أضعاف ما كره .. وتبقى عند "الآخر" صورته ككاره هي ما رسخ وبقي .. أو ربما صورته كقاتل حتى ... وهذا لا يخدشه ولا بالحد الأدنى...

وبهذا فإن عدم محاولة ترك أي شيء للذكرى ... بل عدم محاولة حمل أي ذكرى .. هي من سمات ذلك الصوفي

هذه الشهادة المجرد ،، تصبح هي الجوهر حين يأتي الاتصال ... وينتهي الانفصال ... ويسقط كل شيء دونها ...

ولما سألته: ماذا يريد الصوفي المتمرد... هل يريد أن لا يريد ؟ أم لا يريد أن يريد؟

قال:

هو لا يريد شيئا .. وهو مع ذلك يريد كل شيء


يتبع
http://1ofamany.wordpress.com



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صهيونية، بما لا يخالف شرع الله
- المتصوف المتمرد ... 2
- المتصوف المتمرد ... 1
- لست حرا ما دمت تسعى
- هل يمكن أن نصبح أنا وأنت والآخرون.. أنا فقط
- كيف نعيش ما تبقى من وقت للعالم
- ماذا لو انتهى العالم غدا؟
- الماتريكس الحقيقي !!
- ما هو الإيجو؟ وكيف تمنعه من حجب سلامك الداخلي ومحبتك غير الم ...
- بانغلوس ينتظر البيان رقم واحد
- مقابلة مع نعوم تشومسكي سنة 1995
- عن اللاحكمية .. والتعادلية .. والتحرر من تعين الذات
- عن الديمقراطية: ليس كل ما يلمع ذهبا
- إضاءات على اللاحكمية
- اللاحكمية
- سلمى (7) ... صلاة
- حق الحياة .. في لزوم ما لا يلزم
- سلمى (6) ... بعث
- عن السجون لإيما جولدمان
- موتيات 3


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - المتصوف المتمرد ... 3