عبد العزيز الخاطر
الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 13:59
المحور:
المجتمع المدني
الارتقاء بفكر المجتمع إلى مستوى الدوله يتطلب وجود دستور, عندما يغيب الدستور تغيب الدوله, يخلق الدستور فى وعى الناس حيزا للدوله إلى جانب حيز البرنامج الانتخابى للمرشح. بدون ذلك يصبح الحيز بأكمله مملوكا لفكر الناخب وتوجهاته. من يصوت اليوم لمرسى يصوت لفكر الاخوان ولايصوت لفكر الدوله التى يشكل الاخوان جزءا منها وليس كلها, من يصوت اليوم لشفيق يصوت للحزب الوطنى وللمباركيه حيث لاحيز للدوله التى يمثل بقايا النظام جزءا منها لغياب الدستور. لست مع الاجتثاث لايمكن إجتثاث حصيلة مرحله جاوزت الثلاثين عاما, لاتزال فى روسيا بقايا للستالينيه واللينينيه, الفكر لايمكن اجتثاثه لأنه يعود أو تبقى آثاره أو يتطور مع الوقت وهذا هو الأفضل. يعيب الناس على إنتخاباتنا الخليجيه بأنها قبليه أو طائفيه, لأن المجتمعات لم تخرج من دائرة القبيله والطائفه , هذا صحيح ولكن هذه مصر العريقه, تنتخب على نفس المنوال بين طائفة مرسى وقبيلة شفيق , بناء الدوله يتطلب الارتقاء الى فكر الدوله, لاتبنى الدوله كإمتداد لاحق للقبيله أو الطائفه. التجربه المصريه الحاليه لن تحل الاشكال بل ستعمقه أكثر وأكثر , لأن الناس أتت الى الدستور من خلال مرجعياتها الأولى والخوف على ضياعها. أفسد الاستبداد إمكانية تحقق الدوله الدستوريه فى مصر بشكل يضمن إمكانية تدوير الحياه المدنية فيها بلا مشاكل. يبقى الاشاره الى موقف الجيش, الجيش فى عالمنا العربى ضحية الانظمه أما بالاستحواذ عليه أو بإنشاء بدائل عنه تحمى النظام , درجت الانظمه العربيه على إفساد الجيوش وإدخالها فى الحياه السياسيه والاقتصاديه لضمان ولاءها فأصبح من الصعب جدا وقوفه على الحياد أو مع الشعب ألا فى حالات نادره كالحاله التونسيه وبدرجه أقل الحاله المصريه, فيما كانت قوات الامن النظاميه ترتكب الجرائم والقتل والجيش فى سوريا مثال بشع لصورة الجيش الوطنى حيث استطاع النظام تكوين عقيده مختلفه لدى الجيش بحيث يقاتل شعبه وكأنه يفتك بعدو متربص. مثل هذا الوضع يجعل من الأولويه بناء الدوله وإقامة الدساتير قبل الشروع فى إجراءات ديمقراطيه أخرى لأن الأمر وهو كذلك سينتهى إلى كونه إعادة إنتاج للاستبداد بزى مختلف وبأسم جديد.
#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟