أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - حقوق الطفلة كما يطالب بها دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية














المزيد.....

حقوق الطفلة كما يطالب بها دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية


مستخدم العقل

الحوار المتمدن-العدد: 3758 - 2012 / 6 / 14 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في رأيي فإن الذين ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية في هذه الأيام هم تماماً كرجلٍ يطالب بتدمير جميع ما أنتجته حضارتنا الحديثة من حاسبات ووسائل مواصلات واتصالات وعلوم طبية وهندسية وغيرها ويريد العودة الى عصر الكهف مرة أخرى في انتظار أن يتم اختراع العجلة مِن جديد. المقارنة هنا تكمن في أن مفاهيمنا العصرية للأخلاق هي بالتأكيد أرقى كثيراً من مفاهيم الأخلاق التي كانت سائدة منذ 1400 عاماً وبالتالي فإن التمسك بحرفية السنّة والشريعة هو إنكار للتقدم الأخلاقي الهائل الذي نعيشه والذي هو نتاجٌ للعديد من الثورات السياسية والاجتماعية التي قادها العديد من المفكرين والفلاسفة والمصلحين في خلال تلك الأعوام الطويلة. العودة بمفاهيمنا الأخلاقية الى القرن السابع الميلادي تُعني العودة الى زمن الاسترقاق والسلب وإنكار الحوار والنظر للمرأة كمجرد وسيلة للإشباع الجنسي ، فهذه كانت هي المفاهيم الأخلاقية السائدة في ذلك العصر البعيد والتي تطوّرت الآن حتى جاء مَن يطالبنا بالعودة اليها مرة أخرى.

كمثالٍ بسيط للتدليل على الفارق الأخلاقي الهائل الذي يفصلنا عن تلك العصور فسنعيد قراءة قصة زواج الرسول باليدة عائشة مرة أخرى وذلك بطريقة مختلفة نوعاً ما عمّا أَلفناه قبل ذلك. فقراءة تلك القصة تجعلني أتساءل عمّا إذا كان الرسول عادلاً مع عائشة ، فمن صحيح البخاري نجد الحديث الذي يقول (‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تزوجها وهي بنت ست سنين وأدخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعا) ، وكذلك هناك حديث الأرجوحة الشهير الوارد بصحيح البخاري أيضاً والذي يقول على لسان عائشة (تزوجني النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأنا بنت ست سنين فقدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فنزلنا في ‏ ‏بني الحارث بن خزرج ‏ ‏فوعكت فتمرق شعري ‏ ‏فوفى ‏ ‏جميمة فأتتني أمي ‏ ‏أم رومان ‏ ‏وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني ‏ ‏لأنهج ‏ ‏حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏في البيت فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين)

إن الأحاديث الواردة عاليه خلقت لديّ الكثير من التساؤلات ، وأول هذه التساؤلات هو أنه من خلال هذه الأحاديث المذكورة نجد أن الرسول لم يأخذ برأي عائشة في زواجه منها (وكيف يفعل وهي كانت بنت ست سنين) وبالتالي فإنني أتساءل عمّا إذا كان الزواج من فتاة دون أخذ رأيها يتفق مع مفهومنا العصري للأخلاق. أرجو مِن القاريء الكريم أن يلاحظ أنني لم أتساءل عن البعد الأخلاقي للزواج من طفلة حيث أنني فقط أناقش صفة العدل هنا.

الغريب في الأمر هو أنه بالرغم من أن الرسول قد تزوج من عائشة بدون أخذ رأيها فإننا نجد دعاة الإسلام يتشدقون بأن الإسلام كان أول دين يمنع الزواج من فتاة بدون أخذ رأيها ويسوقون في ذلك الحديث الوارد بالبخاري الذي يقول (أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا تنكح الأيم حتى ‏ ‏تستأمر ‏ ‏ولا تنكح البكر حتى تُستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت (وبالطبع فإننا لانستطيع القول أن سكوت عائشة هو موافقة منها على الزواج فحديث الأرجوحة يذكر بوضوح أن سكوتها كان عن جهل وليس عن موافقة ، وبالتالي فإنني أتساءل أيضاً عمّا إذا كان من العدل أن تنهى الناس عن فِعل ثم تأتي بمثله؟

أيضاً فإنني أتساءل عمّا إذا كان مِن العدل أن يتزوج رجلٌ في الثالثة والخمسين من فتاةٍ ذات تسعة أعوام ، مرة أخرى فإنني أنظر للأمر فقط من زاوية العدل وليس من زاوية شيوع مثل هذا الفعل في المجتمع في ذلك الوقت. فإن مثل ذلك الزواج بين كهل وطفلة يحرم تلك الطفلة مِن طفولتها ومن حقها في مراهقتها بعد ذلك في أن تتخيل فتى أحلامها من عمرها وليس كهلا في الستين من عمره.

أيضاً فإن الرسول حين تزوج عائشة وهو في الثالثة الخمسين كان يعرف بالتأكيد أنها ستكون أرملة في سن صغيرة للغاية (وهو ماحدث بالفعل حيث توفي الرسول وهي عندها 18 عاما) وفي نفس الوقت فقد حرّم عليها الزواج من بعده بدليل الآية (53) من سورة الأحزابالتي تقول (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ) فهل من العدل أن تترك أرملة ذات 18 عاما وتحرّم عليها الزواج من بعدك؟

للأسف فإن هذه الصورة تعبّر عن حقوق الطفلة كما كان يُنظر اليها قبل 1400 عاماً وكما يريد دعاة الشريعة الإسلامية أن يعيدوه مرة أخرى.



#مستخدم_العقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزيد من التساؤلات حول عدالة الإسلام
- التعصّب الديني هو خيانة للوطن
- الحجر الأسود والتفسير الغيبي للظواهر الطبيعية
- الضعف المطلق لله في أعين المسلمين
- زغلول النجار وقناع العلم المزيف
- تضحية الرسول بالأخلاق مقابل تحقيق أحلامه السياسية
- تسرّب الأخطاء العلمية في الطب اليوناني القديم الى النصوص الق ...
- لا أرى الفيل الذي في الحجرة: حالة الإنكار لدى المدافعين عن ا ...
- جريمة العقاب الجماعي وجذورها في الفكر الإسلامي
- هل يجب أن أعبد كوكو واوا؟
- الإسلام تنبأ بنظرية التطوّر
- محاكم التفتيش الجديدة في الشرق والغرب
- مأساة العقل في الإسلام
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (4)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (3)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (2)
- أخلاقيات القصص القرآنية – ثوابت أم نواقص (1)
- خلف الباب الأسود - قصة قصيرة
- هل فقد المسلمون إدراكهم لدورة الزمان
- الصورة البغيضة للإله في الفكر الإسلامي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مستخدم العقل - حقوق الطفلة كما يطالب بها دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية