أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - بول بوت السوري!














المزيد.....

بول بوت السوري!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 15:54
المحور: حقوق الانسان
    


الصورة أكثر تعبيرا عن مئة مقال، والحقيقة أكثر وحشية من مئة صورة، واللغة لا تملك في عالم المجازر القدرة على الوصف والشرح ونقل المشهد من عالم الذئاب إلى خيال المتعطشين لمعرفة تفاصيل جحيم حرب الإبادة في سوريا!
لهذا لم أعثر في كَمِّ المعلومات المخيف عن جوانب خفية أكتب عنها لتصف مشاعري تجاه مجازر السفاح الأشر في سوريا الحبيبة.
بعد مقالي ( هل يصبح الجيشان السوري والإسرائيلي جيشاً واحداً) توقفت قليلا عن الكتابة للسبب التالي: كارثة سرقة ثورة 25 يناير في مصر، ولو لم يسرق الغوغاء ثورة شباب أم الدنيا لكان الوضع مختلفاً، وربما لعبت مصر دور الريادة في اسقاط نظام بشار الأسد دونما حاجة لقوات الناتو.
وانشغلت مصر بأوجاعها، وكلما داوينا جرحاً بان جرحُ، حتى برَّأ القضاء مساعدي العادلي وابني المخلوع اللعين، وعاد الفلول بأقنعة جديدة يــُـخرج من تحتها مبارك لسانه لنا: إما أنا أو .. الفوضى!
وخرج اللعين الآخر، علي عبد الله صالح، بعد أن جزأ اليمن، وقتل من أبناء شعبه ما يجعله يستريح أكثر من جلسة تخزين قات بعد ظهر أحد ايام اليمن السعيد.
خرج آمنا، ومعه رجاله وأموال سرقها، وخزائن نهبها، والعالم كله يتفرج على مسرح العرب في مكافأة الطغاة، فكل طاغية يرى نفسه في صورة أخيه الذي مكــّـن له الأصدقاء خروجاً آمنا حتى لو تدفقت الدماء أنهارأً من أنيابه.
سوريا ليس بها بترول، ولن يخسر الضمير العالمي من ذبح الأسد ثلث أبناء شعبنا السوري كما فعل دراكيولا كمبوديا، بول بوت، في منتصف السبعينيات، وهناك مقاطعة اقتصادية يستفيد بها اقتصاد الأغنياء، لكن لن تنتقص المقاطعة قيد شعرة من رفاهية الديكتاتور.. صدام حسين، بشار الأسد، معمر القذافي، فيدل كاسترو، راءول كاسترو، عمر البشير، روبـِـرت موجابي .. وقائمة تطول لكنها لا تضر سيد القصر، بل تطيل عمره لأنه أمام شعبه يتعرض لــ( ظلم الغرب الإمبريالي !).
نبيل العربي وعمرو موسى وكوفي أنان أقنعة لوجه واحد في أزمنة مختلفة، تتحدث عن الظلم، لكنها تتكلم بلغة لا تــُـغضب السفاح ولا تقوم بتعرية.. الصامتين!
حيرتي هي في عثور الطاغية على كل هذا الجيش المفزع من السفــَّـاحين الصغار الذين نزعوا قلوبهم وألقوها في غيابات الجب قبل البدء في المجزرة، مليون رواندي عام 1994 في خلال مئة يوم فقط، وثلث سكان كمبوديا، ولو لم ينتصر ثوار ليبيا لكان نصف الليبيين في باطن الأرض.
بشار الأسد انفصل من جيشه عدة مئات بعد نصف عام، ثم بضعة آلاف بعد أقل من عام، لكن ما يزال هناك مئات الآلاف الذين يعرفون أن حياتهم متوقفة على حياة سفاحهم، ومن قسوتهم فهم مستعدون لذبح أولادهم وأمهاتهم وآبائهم، وقطع رؤوسهم لتسليمها لأسدهم الجبان.
المقاطعة الاقتصادية بوجه عام هي حرب إبادة ضد الأطفال، وكلنا نعرف أن رأس الأسد لو أراد المجتمع الدولي أن يأتي بها لما استغرق الأمر فجرين متتاليين.
الدول العربية قادرة لو أرادت على تنظيم يوم الانتفاضة السورية، إعلاميا وماديا وعتاداً وتعاطفاً، بعد قطع كل العلاقات مع النظام الجزار، ومنع أي طائرة سورية أو قطار أو حافلة أو ذبابة تطن في القصر الجمهوري بدمشق ثم تحاول عبور أي حدود عراقية أو لبنانية أو تركية أو أردنية، أما الانتفاضات المتفرقة والليلية في مدن سورية فهي مصائد يحدد فيها العدو، أي عائلة الأسد، مكان المذبحة القادمة.
لم أفقد الأمل بعد رغم أن بيننا وبين مجزرة قادمة عدة دقائق، لكن سحل عائلة الأسد قبل اخراج الحل اليمني إلى النور، هو الحل العادل.
الخوف من الطائفية، ومن صراع سني شيعي، ومن مذابح ضد العلويين، ومن اشعال شرارة حرب في لبنان، ومن الانتقام الأعمى بعد سقوط جزار دمشق.
هل سيهرب آلاف من الجنود السوريين إلى إسرائيل لطلب اللجوء السياسي، ثم نكتشف أن أكثرهم كانوا تلامذة إيللي كوهين، وأن صناع السياسة السورية الحديثة مزروعون من الموساد في الأرض السورية المخضبة بدماء شهدائها الأبرار؟
الأيام حبلى بأكثر المفاجآت صدمة للعقل العربي عندما نفغر أفواهنا كالبلهاء ونتعجب من أن عائلة الأسد كانت تأتمر بأوامر تل أبيب، لكن تبقى حيرتي كما هي في سؤال لا أجد إجابة عنه: هل لو أن الجيش الإسرائيلي مكان الجيش السوري لكان أغلظ وأقسى وأشرس وأعفن، أم أرحم وألطف وأكثر رأفة؟ الإجابة على لسان أم سورية ذبح جيشُ العروبة كل أبنائها الصغار!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 12 يونيو 2012



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير
- لسان هذا الرجل أعجمي وليس عربياً!
- معذرة، ففي صدري بركان!
- الجزء الثاني من مقال طاووس وكابوس وجاموس و ...
- طاووس وكابوس وجاموس و .. أحد عشر متواطئاً!
- حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية!
- لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!
- البحث عن شباب 25 يناير!
- مليون فيسبوكي لاسترداد ثورة 25 يناير
- النَصُّ الأصلي للدستور المصري قبل نشره!
- كلمات في رحيل بابا المسلمين!
- تشريع قريب من مجلس الشعب: ارجموهم!
- مبروك فالجارية وصلت!


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - بول بوت السوري!