أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الضرب على القفا














المزيد.....

الضرب على القفا


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 01:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاول المعتزلة إعادة الدين إلى مواقعه الحقيقية , فقالوا بأن مناهضة الظلم واجب ديني , وأعادوا النظر إلى الحقائق الدينية وتفعيلها حتى تتحول إلى ثورة على الواقع ويتحول الدين إلى أيديولوجية ثورية تحرض الجماهير على الثورة , فرفضوا - أي المعتزلة - حكم المتغلب وقالوا بعدم جواز الصلاة خلفه , ويأخذ بمثل قولهم الزيدية والخوارج . لكن ابن حنبل يرى مبايعة المتغلب وإن كان فاجرا , ولا يشترط العدالة في الإمامة , ويجرم الخروج على أئمة الجور . كذلك يرى ابن جماعة أن فسق الخليفة وجهله لا يقدحان في شرعيته . وكم من فقيه من " فقهاء " الإسلام لا يرى الجور والفسق وتعطيل الحقوق (!) موجبات كافية لعزل الخليفة , وبدلا من ذلك يرى وجوب وعظه وتخويفه . ولم يبين لنا مثل هذا الفقيه البائس كيف يمكن للمسلم الضعيف المستخذي الذي لا يجد قوت يومه لأولاده , أن " يخيف " السلطان أو يعظه ! وحسبك من فساد الدنيا أنك ترى من يسترعى الذئب الغنم ,وحسب المرء من الهوان أن تضطره الدنيا إلى طلب العدل من أهل الجور, فذلك من قبيل إراقة ماء الوجه عند من لا ماء في وجهه .لقد كانت جناية فقيه السلطان على الإسلام والمسلمين فادحة فادحة . وانشغل الفقيه وشغل الناس بمسائل يدور معظمها في فلك المرأة : فصوتها عورة - مع أن النساء كن يحادثن النبي بالصوت لا بالإشارة , وهي كالزانية إن تعطرت , والنساء مفطورات على حب العطر والتطيب . وكأنه يجب أن تكون رائحة المرأة المسلمة كريهة . وتركزت خطب الوعاظ في المساجد على قضايا غض البصر والحجاب والنقاب وأن من تصل شعرها بشعر مستعار أو تنتف الشعر من حاجبيها وجبت لها النار . وظنوا أن الشرف ينحصر فقط في دائرة ثابتة لا يغادرها وهي المرأة والجنس , وفات فقيه السلطان البائس أن الشرف - كل الشرف- في عدم الاستخذاء وقبول الهوان والرضا بسلب الحقوق , فليس اكتمال شرف الرجل في إسدال جلبابه وإعفاء لحيته , فهو ليس بشريف إن ضُرب على قفاه وسُرق رغيفه وبُصق في وجهه ورُكل في مقعدته, وعجز عن توفير لقمة العيش لزوجه وأولاده وسائر من يعول . "وأنكر أصحاب الحديث وأهل السّنة الخروج بالسيف على أئمة الجور حتى لو قتل هؤلاء الأئمةُ الرجالَ واسترقوا الذرية وسبُوها ( من السبي وليس السب) , وقالوا بإمامة الفاجروالفاسق" . فإن كان ذلك هو رأي أصحاب الحديث وأهل السنة , فعليهم أن يقولوا لنا عن أي حديث يتكلمون , وأي سُنّة يقصدون . وينفرد الخوارج بقولهم إنه لا شرط لانتخاب الخليفة , فيجوز أن يكون من عامة الناس عربيا كان أم أعجميا , ويجيزون عزله بل وقتله إن طغى واستبد . لذا كان فكرهم السياسي مجرَّما , وتم تسفيههم واعتبارهم خوارج بكل معاني الخروج على الشرعية والمألوف . أما الجبرية (وهم القائلون بأن لا إرادة للإنسان فيما يفعل , مما يعني أن أفعال الحكام مقدَّرة عليهم مما يسقط مسئوليتهم) , فقد مثلوا قمة استخذاء الفكر واحتقارالعقل إذ نسبوا أفعال الناس إلى الله وكان القصد تبرير الفساد السياسي والاقتصادي والدعوة إلى قبول الظلم على اعتبار أنه مقدر . والحقيقة التي جهلها أو تجاهلها فقيه السلطة , هي أن الخروج على السلطان الظالم واجب ديني كالصلاة والصيام . وأوامر الله بالخروج والثورة جاءت كفلق الصبح في آيات بينات جاهد فقهاء السلطان والسلطة على إخفائها وطمس معانيها , فأثبتوا على أنفسهم الجهل فوق العمالة وخيانة الله ورسوله . واسمع معي الله تعالى يقول :
"َمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً" النساء 75- 76 .
ويفسر فقيه السلطان هذه الآيات على أنها موجَّهة إلى المسلمين في مدة الدعوة بمكة , إذ فسر"القرية" بأنها مكة , وهذا التفسيرغير صحيح من عدة وجوه : لأن سورة النساء مدنية ونزلت - في تقديري - في السنة السابعة عشرة من البعثة النبوية , أي بعد الهجرة بأكثر من ثلاثة أعوام تقريبا بحيث لا محل للكلام عن استضعاف في مكة وتمني الخروج منها إذ كان قد مضى على الهجرة أكثر من ثلاثة أعوام تقريبا . كما أن المسلمين لم يؤمروا بالقتال في مدة الدعوة بمكة , لذا فلا محل للقول بالحض على القتال في سبيل الله في المدة المكية , فالله لم يأذن للمسلمين بالقتال إلا بعد الهجرة . والآيات توجيه عام للمسلمين لدرء الظلم الذي يحيق بهم طوال تاريخهم , واستنفارهم للتمرد على حالة الاستضعاف للرجال والنساء والولدان , وهو استضعاف العيش في ظل سلطان ظالم يقهرهم وينهبهم . والاستفهام في الآية استنكاري , والخروج على الظالم على هذا النحو يتطلب قائدا يتولى هذا الأمر ," وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً"أي قائدا من عندك يتولى إدارة هذا الأمر .ويقرر اللهُ قاعدة أساسية , هي أن المؤمنين يقاتلون في سبيل الله , أي سبيل الحق والخير , وفي المقابل الكفار يقاتلون في سبيل الطاغوت , وهو لفظ جامع لكافة أنواع الطغيان والاعتداء ومجاوزة الحد . والأمر هنا بقتال أولياء الشيطان مع كشف حقيقة الظالم ووصفه بالضعف وإن كان بين جيوشه وجنوده : إن كيد الشيطان كان ضعيفا .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني
- طار الكفرة إلى المريخ والقمر
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الضرب على القفا