اين غريب ؟ ابو غريب و ام غريب بيدورا عليه

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 12:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اقدم اعتذاري مقدما عن استخدام أسم سجن ابو غريب في عنوان المقال.
موضوع سجن ابوغريب ظل يؤرقني لما فيه من مهانه لجميع الاطراف سواء السجانين او السجناء . كيف يستطيع احد منا ان يأخذ موقف من احدهما فكلاهما وبدون شك يستحق الشفقه.
المساجين يستحقون الشفقه لانهم مجرد مجرمين وارهابيين سجناء و السجانين ايضا ليسوا بأفضل حال فهم سجناء ايضا. ان لم يكن السجانين امريكان هل ياتري يكون رد فعل الدول العربيه كرد فعلهم عندما فضحت تلك الاحداث المشينه ؟ علي الرغم من انني لاأؤيد نظريه التعميم لكن اعتقد ان معظم المساجين يستحقون ان يسجنوا ولكن لا يستحق السجناء ان يعاملوا تلك المعامله الغير ادميه. وتكمله لنفس النظريه ليس كل السجانين شواذ وبدون ضمير بل علي العكس اعتقد انهم مرغمون علي الخدمه في تلك المكان وحسب تعليمات قادتهم .

فلسوف يتسائل القارئ لماذا فكرت في كتابه هذا المقال بعد فترة من الزمن ... لعده اسباب اذكر منها علي سبيل المثال وليس علي سبيل الحصر ... قيمه الانسان بغض النظر عن جنسيته او هويته او حتي وضعه الاجتماعي . فالانسان هو اعظم خليقه علي وجه الارض و الانسان حياته يجب ان تكون مصانه ولها تقدير و احترام بصوره غير مقارنه بحياه اي كائن حي علي وجه الارض فكل نفس غاليه ولاتعوض .

هل ياتري تستطيع جريده عربيه واحده ان تنشر مايدور بسجون الدول الاسلاميه علي وجه العموم و السجون في مصر و السعوديه وسوريا و اليمن وهذا ليس معناه ان بقيه الدول ملائكه بل هم اقل وحشيه لبعض الشئ .

يصلني اكثر من رساله يوميه تتكلم عن الانتهاكات الخطيره في حق المواطنين في تلك الدول المذكوره اعلاه ... فالسجناء هنا هم افراد الشعب من المفكرين و الكتاب وكل من تسول له نفسه الحديث عن آماله في تحقيق العداله الاجتماعيه و حفظ كرامه الشعوب ... هنا انا لااتحدث عن القتله بأسم الدين او السفاحين الاسلاميين فهم يستحقون ان يضعون خلف اسوار السجون حفاظا علي المجتمع منهم . ولكن هذا لايمنع اطلاقا ان يقتص منهم حسب اعمالهم ولكن دون اهدار لكرامه الانسان ومعاملته كحيوان .

ذهبت احدي الصحفيات كنديه الجنسيه الايرانيه الاصل لتفقد احوال السجون في أيران..... فعادت الي كندا جثه هامده ؟ ضربت في وزاره الداخليه الايرانيه الي درجه ادت الي وفاتها لانها اخذت صور واحاديث تقضح النظام الفاشي الايراني ؟

في سجون مصر تري العجب العجاب فهناك من هم مسجونين دون تهم او حتي بأحكام وهناك من هم مسجونين دون ان يعلم عنهم مخلوق وهناك من المساجين يموتون من الضرب و التعذيب ومنهم يموت من اهدار كرامته ... تقابلت بالصدفه في احد مطارات أوربا من حوالي 3 سنوات مضت مع رجل اعمال مصري لم اراه لعدة سنوات وخلال انتظارنا للحاق بطائره متجه الي دوله اوربيه أخري دار بيننا الحديث التالي سلامات كيف حالك يأستاذ فلان فرد علي عايش ودي اكبر نعمه وشكت علي الافلاس لكنني في منتهي السعاده ... تعجبت من هذا الرد الغريب فهذا التاجر من اغني اغنياء مصر او هكذا كان قال لي انني تركت مصر بعد ان وقعت ضحيه للابتزاز من بعض الشخصيات العامه وقبل ان اوشك علي اشهار أفلاسي تركت كل شئ وحضرت الي هنا اعيش في شقه بسيطه في منطقه وسط البلد في عاصمه تلك الدوله التي نحن كنا في صدد اخذ الطائره اليها. فقلت له حظك ممتاز انك فكرت في ان تشتري شقه هنا ... فقال لا لست انا بل الوالد رحمه الله هو الذي اشتراها عندما كان طالبا في الجامعه ... جدي دفع ثمنها وصممت ان احتفظ بها مهما تكلفت . وجاء اليوم الذي احتجت فيه لمكان اضع فيه رأسي وانام دون خوف من زبانيه الحكم ... فقلت له احكي لي ماذا حدث ... فقال دون علم اصدر زبانيه جهنم حكم علي بالسجن في قضيه شيك دون رصيد ... انتهزوا فرصه سفري للعلاج ودبروا جريمتهم وتفاصيل هذا الموضوع ليست هي سبب ذكري لهذا الحديث انما بسبب ما قصه علي هذا الانسان الطيب قال لي الذل الذي رأيته في رحلتي من قسم الشرطه الي النيابه ومن النيابه الي القسم ومن حجز المحكمه الي حجز القسم و الانتقال بعربات البوكس الزرقاء مع كافه انواع المجرمين . هل تتخيل ان المشوار كان يكلفني اكثر من 100 جنيه يوميا !! فقلت له هل تدفع ثمن انتقالك في البوكس مع اللصوص وقطاع الطريق فقال لا اشتري كرامتي فقلت له ماذا تقصد بأنك تشتري كرامتك ؟ قال لي حراس البوكس يطلقون عليك الاوغاد المرحلين معك فأن لم تدفع المعلوم ينوبك ما لم يخطر لك علي بال فقلت له يضربوك يعني قال ياريت الحكايه تتوقف علي الضرب و سرقه ملابسك انما يصل بهم الامر لترك هؤلاء الاوغاد في ممارسه شذوذهم الجنسي مع من لايدفع المعلوم ؟ فقلت له هل يستطيع كل الناس دفع المعلوم فقال بالطبع كل برغوت وعلي قدر دمه واللي مايدفعش يتركه حراس البوكس يكون الترفيه للبلطجيه بتوعهم علشان يخوفوك وتدفع المعلوم من سكات ... علشان انام في حجره مأامور السجن لمده اربع ساعات علي الكليم الاسيوطي كنت بدفع 50 جنيه الليله سواء نمت املم انم قلت اذاي يعني قال الليله اللي سياده المأمور يكون بايت فيها او متأخر لازم ادفع احسن الليله اللي بعدها حد تاني ياخدها ... و الاذفت من كده لو حبيت اخد حمام .... في الحمام بتاع الباشا المأمور بالكثير 15 دقيقه ومن غير صابون وبمياه بارده ذي الرصاص في وش الصبح عندك من 20 الي خمسين جنيه قلت له بصراحه يفلان بيه ده ولامؤاخذه كلام يصعب علي ان اصدقه ... قال انت عارف فلان الفلاني التاجر قالت اسنع عنه قال اللي جاله شلل نصفي قلت له ايوه سمعت قال جاله حاله الشلل النصفي و احنا في البوكس لما شاف راجل بيمارش الشذوذ مع راجل تاني بالعافيه ولما قال للحارس ايه ياشويش اذاي سايبه يعمل كده قاله اسكت احسن اخليه يعمل فيك كده ياحرامي يابن الكـــــــــــــــــــــ
الراجل وقع من طوله .

الصراحه انا سمعت كثير عن قصص عن التعذيب و الضرب و السحل وغيره بس كانت اول مره اسمع حكايه البوكس و الحمام والنوم علي ارض المكتب ... قال لي الصراحه انا كمان لو كنت سمعت القصه دي كنت قلت نقس الكلام .
مرت لحظه سكون لعده دقائق شعرت بأنها ساعات وفي لحظات اتذكرت حبايبنا اللي كانوا في لاظوغلي وراحوا مدينه نصر ومعاملاتهم التي لاتوصف لافي ابوغريب ولاام غريب حتي ... وكيف يمتهن الانسان ويعامل اقل من الحيوان وتري الراجل من دول ينضرب القلم تسمع صوته من الدور السادس ده غير ان كل واحد يدخل المبني ده لازم امه تكون لاموائخذه ست مش كويسه لان الظاهر ان ضباط مباحث امن الدوله بيعرافوا امهات كل واحد يخش عندهم ويقولوله اهلا يابن الشرمــــــــــــــــ..... حد يقدر يراجعهم وهما اهل الكرم و الضيافه ...

هل ياتري حكايه سجن ابوغريب غريبه علي سجون الوطن الاسلامي ... بما فيهم تركيا ... اتمني ان تصحو تلك المنطقه وتنفض عنها غبار الارهاب الحكومي وتطالب بسقوط تلك الحكومات الغير شرعيه التي لاتمثل قوي الشعب وليس لها اي اساس او جذور ماضيها اسود وحاضرها اسود والغد بسببها اسود ...

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات