لا تنظر لهم بسخرية

بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 00:40
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    

يولد البعض مختلفون في بنيتهم الجسدية عن الآخرين ويتميزون بقصر قامتهم نتيجة تعطل وظيفة بعض الكروموسومات المسؤولة عن تحفيز هرمون النمو,او تعاطي الأم الحامل العقاقير الطبية او الكحول او التدخين ,او نقص الأوكسجين عند الطفل أثناء الولادة وغير ذلك.
هذه الشريحة من المجتمع تعاني الكثير من المشاكل اهمها النظرة السلبية التي ينظر اليهم بها المجتمع,إضافة إلى تعرضهم لضغوطات نفسية كبيرة بسبب الوضع الذي يعيشونه و الصعوبات اليومية التي يتعرضون إليها منها العمل وعدم قدرتهم على فعل او لبس ما يرغبون , فان وضعهم خاص جدا فليس من العدل ان نحّملهم معاناة أخرى و نسخر منهم ,فان ذلك يؤثر على نفسيتهم سلبا وقد يعرضهم للكآبة والعزلة المقيتة وتدمير شخصيتهم , فعلينا ان ندعمهم معنويا ونشجعهم على الاستمرار وتحقيق طموحهم وذاتهم وان نجالسهم في الخير فان الله لا يرضى بغير الحق ولا بقهر الأنفس الضعيفة التي لا ذنب لها سوى انها ولدت وهي على هذا الحال ,فمن الأنصاف ان نكبر عقولنا وان لا ننظر لهم بعين السخرية وان نقدم لهم كل ما نستطيع فعله .
ان حجم المعانات التي يعانوها كثيرة منها العمل حيث أنهم لا يستطيعون امتهان أي عمل إلا اذا كان يناسب قدراتهم الجسدية ,حيث يصعب عليهم حمل كل ماهو ثقيل ويتعذرون من القيام بالإعمال التي تحتاج الى قوة جسدية , وأيضا يجدون صعوبة في الصعود للاماكن المرتفعة كالسيارات العالية والأرصفة والدرج وغيرها وهذا يجعلهم أضحوكة للآخرين ,إضافتا الى مشكلة الزواج واختيار شريك الحياة فان اغلب الأهالي يرفضون تزويج ابنتهم الى قصير القامة ,فنجده يبقى بدون زواج او يستمر في بحثه عن قرينته ويطول بحثة مما يفوته قطار العمر ,وكذلك الفتاة أيضا التي تعاني من التقزم فإنها لا تعيش حياة طبيعية فانها ستواجه مشاكل ومعانات أكثر من الشاب كونها أنثى ومشاعرها تتأثر بسرعة .
لذا فأن هذه الشريحة يجب الاهتمام بها وعلينا ان نراعي مشاعرهم وان نساعدهم في تخطي الصعاب وان لاننظر لهم بسخرية ,وعلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان تهتم بهم وترعاهم وتخصص لهم رواتب أسوة بذوي الاحتياجات الخاصة ,وان تفتح لهم باب التعين على مصراعيه , لان الكثير منهم يعاني من تردي المعيشية ,و صعوبة في توفير لقمة العيش نتيجة الظروف الراهنة الصعبة لذا على الحكومة والمعنيين ان يلتفتوا لهذه الشريحة لأنهم فعلا بحاجة للمساعدة .

#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات