غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رد على رسالة صديقتي ريم
التي نشرتها هذا اليوم على صفحتها الفيسبوكية
طالبة منا أن نــصــلــي كلنا من أجل ٍســــوريــا.
أنأ لا أعتقد يا صديقتي الغالية أن الصلاة لسوريا اليوم, سوف ترفع عنها الضيم والأذى والعداء. جـربـنـا الصلاة, والصلاة فقط من آلاف السنين, وحتى عدة مرات في اليوم, ويوم الجمعة ويوم الأحد... ورددنا وابتهلنا... وما زال مواطنونا يموتون ويموتون.. ويتفجرون ويتفجرون, ويحصدون كالسنابل اليابسة العتيقة في صيف خارق ومحترق...وتتكرر الصلاة وتتكرر... وبعدها كل يعتقد بأنه المخلص.. وأنه الوحيد في العقيدة.. وأن الأخرين كــفــرة. كل هذا هــراء وهراء وهراء...فـاعذريني يا رفيقة دربي... لأننا طالما لا نسعى كلنا وبلا استثناء لرفع شعار والعمل : لمصلحة ســوريـا فوق وقبل كل مصلحة... فكل الصلوات سوف تضيع كالعادة في وادي الطرشان...............
سوريا بحاجة أن يستمع كل واحد منا للآخر, مهما كان الخلاف. وأن نكف عن قتل كل منا للآخر. لأنه لا يفكر ولا يعتقد مثله.. أو لا يصلي نفس الصلاة. ولا يحمل نفس الإيمان.
سوريا بحاجة ـ قبل كل شيء ـ ألا نترك غير السوريين يقرروا مصير سوريا والسوريين. عشنا آلاف السنين بتوافق ووئام وتفاهم ومحبة... واليوم اكتشف بعض المحللين وتجار الفتاوي والمحللات والمحرمات والسياسة والحرب.. أن طرقنا للإله متفرقة. وعلى الآخر أن يزيل الآخر, حتى يختصر طريق وصوله لهذا الإله. أو أن كلا منا يفسر للحرية وللديمقراطية التي لم يمارسها حتى جد جده, مــعــان متخربطة متداخلة غريبة, لن يتبقى من حقيقة حقيقتها, وباسم ربه الفريد الواحد الوحيد, إذا طبقها وفرضها علينا جميعا... موحدا أشكال الأمة السورية التي تعايشت من آلاف السنين, تحت سقف مظلته وإيمانه وأمارته.
لا يا ريــم... هذه المرة لن تنفع الصلاة... لأننا لا نصلي لنجلب المطر بعد الجفاف... لأن الأموات الأبرياء...يسقطون كالمطر... والبلد لا يحمل سوى رائحة الموت... بعدما حمل عبر آلاف السنين رائحة عطر الياسمين.
ولك مني, ولكل قارئات وقراء هذا الموقع أصدق تحية مهذبة.. حـزيـنـة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فـرنـسـا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟