أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني















المزيد.....

أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني


الحايل عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 19:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أولا : يجب ان نتفق على ان كل شخص يتصرف ويتحرك حسب نسقه الفكري.
تانيا: يجب أن نتفق بعد هذا، على أن الله ليس ملكا لأحد ولا ربا لشرذمة دون أخرى؛ وأن فكرة الله اختيار شخصي.
تالثا: ولنتفق أيضا على أن كلنا يعلم أن العالم الآن فيه فوضى وظلم وغبن وحرب يذهب ضحيتها أبرياء. هذا لا يعني أنه لا يوجد بالعالم أناس طيبون صادقون خيرون. كل ما في الأمر أن الخير موجود لكنه مغمور...
رابعا : ومن المعترف عليه عالميا ودوليا أن خيرات العالم يتقسمها أقل من ربع سكانه دون الباقي. أما الثلاثة أرباع المتبقية من سكان الأرض فيعانون الفقر والمجاعة والظلم والحرب. فقد أنبتت الدراسات العالمية ومن ضمنها منظمة الأمم المتحدة للتغذية أن مليار من بين سبعة ملايير نسمة على وجه الأرض يعانون المجاعة.
خامسا: ليس المسلم هو الوحيد الذي يريد الخير للجميع ويود أن تسود المحبة والخير والسلام على الجميع. فهناك مسيحون ويهود وملحدين لهم نفس الرغبة ونفس الشعور والإحساس. لكن لكل واحد طريقته في تصور اقتسام خيرات الأرض بشكل مقبول...ولكل نظرته الخاصة لإسعاد الناس من حوله تختلف عما يقترحه الآخرون...
سادسا : قبل أي فهم أو حوار منطقي وبناء، يجب ان نقر بأن من بني البشر من لا يحب الخير إلا لذاته أو لغيره أو لهما معا، بدرجات متفاوتة من الحدة أو البرودة.


من أجل ذلك جند البعض، وعبر التاريخ الإنساني، من بني البشر من جند طاقاته ومعرفته وانتفض وينتفض، لمحاولة التغلب على الفقر والظلم والحرب والبأس. وهذفهم هو توزيع الخيرات المتواجدة على الأرض على كل بني البشر. هذا ما وصى أو أمر به القرآن الكريم بني البشر حين قرر المبدأ القائل: " فلتكن منكم امة يامرون بالمعروف وينهون على المنكر".
لكن هذا المبدا ليس فقط مبدأ ديني إسلامي. فكل الثقافات على اختلاف محتوياتها تؤمن به. ومبدأ الشر والخير تقدير شخصي أو جماعي.
افلاطون، أرسطو، ماركس، المعتزلة...، هؤلاء كلهم، في تصورهم هم مقتنعون بمحتوى استراتيجية وإديلوجية معينة، يعرفها الجميع. هذا مع التسليم بان الإستراتيجيات والإديلوجيات المستعملة من قبل هؤلاء أو أولائك مختلفة ومتنوعة.
ومن ضمن هؤلاء وأولائك أشخاص (أو جماعات) كثيرون يودون قيام نظام اقتصادي، سياسي، اجتماعي، علمي، ثقافي على أساس الدين الإسلامي، وذلك لأسباب متعددة...
ومن ضمن هؤلاء ( بغض النظر عن غيرهم) من هم صادقون في رغبتهم بعد تصورهم هذا، ومنهم من هم غير صادقون في رغبتهم وتصورهم هذا لأسباب متعددة...
فباسم الدين ارتكبت وترتكب حماقات، وتشرد ملايين الناس، وتثار حروب دامت لسنوات وقرون...
ومن الملاحظات الواقعية أيضا أن الدين لم يعد لوحده قادرا على تحديد الأضرار التي تلحق الناس وممتلكاتهم والطبيعة من حولهم...ومن ثم كانت فائدة التشريع أو التقنين الوضعي.
فالتطور البشري أظهر أن هناك جرائم جديدة لم تكن لتخطر على بال السابقين من الرسل والأنبياء والمفكرين. مثلا حرق الضوء الأحمر لم يكن ليخطر على بال ابن مالك أو الحنفي أو الأشعري أو غيرهم.
فالقاعدة الدينية : "لا ضرر ولا ضرار"، أي لا تضروا بانفسكم ولا بالناس ولا بالطبيعة، هي قاعدة عامة لا يدرك كنهها كل الناس بل حتى المتظلعين في علم الدين قد لا يدركون كل تفاصيلها. وقد لا يفرزون بين ما هو شر وما هو خير.
فالمقتصد المسلم قد يرى بان الزيادة في الضريبة هي حل لانتعاش الإقتصاد الوطني. وقد يرى مقتصد آخر، هو الآخر، أن هذه النظرة غير صحيحة، ويقترح أن الزيادة في الأجور هي السبيل الوحيد لإنعاش الحركة الإقتصادية ورخاء المواطنين. وهكذا فالمسلمون أنفسهم مختلفون كغيرهم من المسيحيين واليهود والبوديين والملاحدة وغيرهم في طريقة توزيع خيرات البلاد بين المواطنيهم.
ومن ثم فالإسلام كغيره من الديانات لم يأتي لتنظيم الحياة الإقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية وغيرها من العلوم كما يدعي بعض المسلمين الجهل. بل جاءت فقط لتبين للناس أن هناك شر وخير. لكن تحديد معنى الخير والشر يبقى موكولا لعقل وتصور بني البشر.
فليكف هؤلاء الذين يقولون بأن القرآن فصل كل شيئ وقنن كل شيئ. وليعلموا أن الله شرع وقنن في بعض المواد أو المواضيع، لكن الكثير من لأمور والمواضيع ترك النظر فيها لللإنسان.
كفانا استهتارا وتكليخا لعقول الناس وخاصة منهم المسلمون. فكل الديانات فهمت أو على الأرجح أصبحت قابلة للفهم. أما الإسلام فكان عرضة للتاويل والشرح الخاطئ او اللآني. والدليل على ذلك هو ان الشعوب الإسلامية متخلفة، لا تريد فهم، أو غير قادرة على فهم دينها العظيم.
لقد حان الوقت ان نقول للشعوب العربية الإسلامية أنكم مخدوعون ومغلطون ومغبونون في تصوركم وفي تطبيق دينكم والتعايش مع ثقافتكم. لنقل لهم الحقيقة التي لا مفر منها والتي مفادها ان الله لا يتدخل في كل الأمور والمواضيع بل ترك ويترك للمخلوق ساحة من الحرية والإستقلال ليستعمل عقله في مسائل دنياه.
فليتركوا للشعب العربي الإسلامي حريته واستقلاله في فهم الدين. وليكفوا عن الإيمان بانهم معصومون من الخطئ كما يوحي لهم الحديث القائل : " ما اجتمعت أمتي على ظلال". هذه المقولة هي الأخرى مغلوطة في ثقافة المسلم العربي والبربري. فالمسلمون في غالبيتهم مجتمعون الآن على ظلالة من دون أن يعول ذلك. فليكفوا ايضا عن الإعتقاد بأنهم هم المالكون والمستحكمون في الحقيقة وانهم صادقون، وأن غيرهم في غلط وجهل وكفر."ألا إنهم هم الكافرون ولكن لا يشعرون". فليخشوا الله إن كانوا صادقين. أما خشيتهم من العقل والمنطق والواقع فسيتكلف ويتكفل بها من هم ادرى منهم بالدين والسياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات...
فالعقل عدوهم والمنطق هو مركز خشيتهم. هم لا يخشون الله حق خشيته على ما يبدوا، بل يخشون العقل والمنطق المكذبين لأقاويلهم وتقولاتهم الكاذبة المظلة والمظللة. واكثر ما يخشونه، باختصار شديد، هو الواقع؛ لأن الواقع صعب المنال بالنسبة إليهم. ولفهم الواقع مع حفظ مصالهم فهم يتحايلون عليه لينالوا حظهم من الخيرات الأرضية. ويتعامون مع الحق والواقع والعقل والمنطق كآلة طيعة في متناولهم. فهم يخشون فقد وضياع مصالحهم ومراكزهم الناعمة والمترفة واللذيذة.
وهنا يثور سؤال مكروه ومنبوذ: كيف يمكن لدي عقل ومنطق أن يتحاور مع من لا يستخدم العقل والمنطق؟
فإما أن ينافقه وينصرف لحال سبيله أو ندخل معه في نقاش لا يفيد ولا يستفاد منه.
أما نحن، في كتاباتنا هذه وغيرها، فقد اخترنا المواجهة والمقارعة الفكرية ضد من تسول له أفكاره وتصوراته أن يفتي الغلط في مفهوم الدين. لأن الدين، في العالم العربي الإسلامي، هو مشكلنا الأول والأخير. هذا مع علمنا النسبي بأن كل انتصار على علماء الدين المسلمين الحاليين هو انتصار للعقل وللمنطق وللواقع الحالي البئيس.
فليعلم الجميع أن أغلب علماء الدين المسلمين الحاليين لا الميتين حجروا في عقولنا... خبت التفكير وغلط التصور والفهم. فهم يمنعوننا ليس فقط من فهم الدين ولكن أيضا من فهم الواقع بالعقل السليم...
الحايل عبد الفتاح من المغرب



#الحايل_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة حتمية تاريخية
- كيف ولماذا تسيس الدين وتدينت السياسة بالعالم العربي الإسلامي
- الحركة الإجتماعية بالعالم العربي الإسلامي
- مرسي الإخوان المسلمين مرغم على تحقيق الديمقراطية بمصر
- محاربة التطرف الديني والوقاية منه
- وظيفة المعلم والأستاذ هي التربية أو التعليم أو هما معا ؟
- التفاحة الحكيمة
- عولمة الثقافة الغربية وتشردم الثقافة العربية الإسلامية.
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس دولة سوريا
- الفساد الإداري وتمرد الموظف
- الشعارفي الدساتور عامة وفي الدستور المغربي خاصة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الحايل عبد الفتاح - أحذروا انحراف الأحزاب القائمة على أساس ديني