أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - ارحموني














المزيد.....

ارحموني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 09:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كل حركةٍ من حولي تؤثر في قلبي وتظهر في عيوني التي اعتادت على البكاء إما صباحا وإما مساء,وكل نسمة هواء تمر بأنفي وعلى قسمات وجهي تجعل أفكاري ومشاعري محط أنظار العالم كله,وكل كسرة خبز آكلها تمر بشرايني وكأنها قطراتٌ من الدم ممزوجة بملح الأرض,وكل شيء يؤثر بي حتى لو كان بنظركم تافها ولا يستحق كل هذه الإثارة..وكل غفوة أغفوها مُكبا على وجهي تأخذني بعد دقائق إلى العوالم الأخرى التي لا توجد فيها طريق للعودة إلى واقعنا الذي نعيشه... وكل صورة تمر في ذاكرتي تجعلني أذرفُ مزيدا من الدموع والأحزان على مصير البشرية,فأنا أعلمُ بأنني سأفنى في هذا الوجود وسينتهي ذكر أسمي إلى الأبد وأنا أعلم بأن مشاعري هي التي ستخلدني بين الناس, فسيبقى العالمُ كله يتذكرني ويتذكر كل صورة تسببت لي بالألم وكل موقف من المواقف التي مرت عليّ وجعلتني أبكي كطفلٍ خائف تركه أبويه نهبا للرياح العاتية, وأنا إنسانٌ كل الأجواء المحيطة بي أشعرُ بأنها غير صحية,فالبيئة التي تحيط بي تتسببُ لي بالألم وكل الهواء الذي أتنفسه أشعرُ بأنه مليء بالسموم,والبيئة التي تحيط بي تتسببُ لي بالأذى ومع ذلك هنالك أناس يريدون محاسبتي على زلات لساني وعلى اجتهاداتي الفكرية والعاطفية, صدقوني أنني إنسان شبه محطم بالكامل فلا يوجد حولي ما يفرح قلبي ولا يوجد حولي ما يتسبب لي بالضحك ومنذ سنةٍ على الأقل وأنا أتمنى لو أتذكر موقفا جعلني ضاحكا أو مُبتسما أو مُنتشياً بالفرح وأرجو منكم أن ترحموا عيوني وأرجو منكم أن تراعوا مشاعري وأحاسيسي كما أراعي مشاعركم وأحاسيسكم, فأنا لا أسيء إلى مشاعر الناس الدينية والدنيوية وإن ظن الناسُ بأنني أسيء فهذا يبقى مجرد ظنون وشكوك ليست بمحلها فأنا أُحاول أن أفهم هذا الكون وهذا التاريخ المُزيف ...وأنا أحاول أن أكون واحدا من هذا المجتمع الذي يرفض وجودي وأن أكون إنسانا عصريا متمدنا ومُتلبساً بالمدنية الحديثة وأنا أُحاول أن أخلق من حولي أجواءً تجعلني أشعرُ بالفرح والذين أناضل من أجلهم والذين تتعبُ أعصابي من أجلهم والذين تبكي عيوني من أجلهم يتمنون لي الأذى وكأنني أنا سبب كل ما يمرون به,وأنا واحدٌ من الناس الذين يشعرون بالألم ليس على أنفسهم فأكثر الآلام التي أشعرُ بها هي بسبب رؤيتي لغيري وهو يتألم وبسبب قوة إحساسي بآلام الناس وأوجاعها,وأنا لم أبكِ يوما من أجل نفسي بل من أجل الآخرين وأنا لم أتألم يوما من أجلي أنا بل من أجل ما يؤلمُ الناس أجمعين,ولا أقول لكم إلا :(نعمل من أجلكم ونأسفُ لإزعاجكم).


لذلك أرجو من الجميع أن يراعي مشاعري وأحاسيسي التي لا تحتمل أن ترى دجاجة أو صرصورا يطحن أمامي تحت ثقل وقع الأقدام والخطوات الطائشة, أنا إنسان حساس جدا من عدة نواحي ولا أحتمل أي تجربة جديدة سواء أكانت عاطفية أو فكرية, أنا إنسانٌ أحتملُ الكثير من الآلام ومن الأحزان وأرجو منكم يا سادة الدمار الشامل أن ترأفوا في حالي فلا تدعوا عيني اليسار تقع على المناظر المؤثرة والمحزنة,أنا إنسانٌ تشل حركتي مشاعري الرقيقة وأنا إنسان لا توقفني أي قوة في الدنيا عن الكتابة وأنا إنسان عبارة عن صخرة تتحطمُ فوقها الصخور ومع ذلك كلمة واحدة تقتلني أو تتسبب لي بأزمة عاطفية خانقة, فمشاعري العاطفية لا تحتمل مزيدا من مناظر الدمار ,ومشاعري وأحاسيسي لا تحتمل رؤية مزيدٍ من التهديدات أو سماع صوتها, أنا كُلي عبارة عن كتلة من المشاعر والأحاسيس الجياشة, ارحموني يا قومي ولا تزيدوا ولا ترفعوا لي درجة أحاسيسي.

وهنالك أناس يحبوا أن تزداد آلامي وأشجاني ولواعجي,ولا أعرف لماذا كل شيء يؤثر في قلبي وعيوني ولا يؤثر في معظم الناس,فأنا مثلا لا أحتمل أن أرى إنسانا يتألم أو حيوانا يتألم ولولى أن هنالك كائن غريب يحمل عني أوجاعي لمتُ على الفور تحت تأثير صور المعارك والأطفال القتلى في كل مكان وخاصة ما أشاهده على شاشة التلفاز حين أرى المعارك في الشام وحمص ودرعا أو حين أقرأ عن المعارك التاريخية الكبرى, وأشعرُ بأنني أتأثر جدا بضوء الشمس وبحركة الهواء وبلسعات البرد,أنا إنسانا عبارة عن محطة للذكريات المؤلمة وعبارة عن خزان ممتلئ بالآلام وبالأوجاع .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلوا وسلموا على هذه الشخصيات
- لغتنا العربية فقيرة الكلمات
- كلمات يجب أن ننساها
- معركة الحديقة
- أنا أكذب وأضحك على نفسي
- خالد بن الوليد ويونان العاشق
- الكلمة المُخدرة
- أنا مثل الحيوانات لا تغيرني المصاري
- معركتي مع أعدائي
- يسوع يسأل عنكم
- شخصية محمد(ص) المثيرة للجدل
- محمد انسان عادي
- سلطة العيب أقوى من سلطة التحريم
- إضاعة الوقت في المساجد
- الحب والمشاكلة والعاطفة هموم صغيرة وكبيرة
- زواج محمد كان بدون حب
- أنا معكم
- تداووا بالمحبة
- إما الجنس وإما الدولة والوحي
- شخصية محمد البارزة


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - ارحموني