أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - الموقف الدولي يعقد الازمة السورية














المزيد.....

الموقف الدولي يعقد الازمة السورية


حسن محمد طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 01:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


من ينظر للمواقف الدولية ازاء الاحداث التي تجري في بلدان العالم , يعتقد انها تعبر عن روح انسانية جياشة , في حين ان المصالح هي التي تحكم تلك المواقف سواء كانت سلبية ام ايجابية . ومن سؤ الطالع ان معظم مصالح الدول الغربية الراسمالية موجودة في البلدان العربية , فالمنطقة تحوي في باطنها اكثر من 70% من الطاقة , وفيها كل المعادن المستخدمة في الصناعات الثقيلة , وفيها المراقد واثار الانبياء والرسل التي تهم اصحاب الديانات السماوية الثلاث . واذا استعرضنا الاحداث العربية نجد ان الدول الغربية تدخلت فيها لغير صالح العرب , بل جر ذاك التدخل الويلات والمصائب على العرب . لقد تدخلت الدول الغربية في العراق تحت شعارات ظهر زيفها واكاذيب ظهر بطلانها , والهدف كان هو سرقة نفط العراق , وجعله مسرحا للفتنة الطائفية التي ستكون نموذجا قابلا للتصدير الى البلدان العربية الاخرى , وقد استخدمت هذه الدول نظام " ولاية الفقيه " في ايران لاشعال نار الفتنة الطائفية في العراق , وليمتد لهيبها الى البلدان المجاورة , وهذا الهدف هو هدف صهيوني بامتياز , طرحه الصهاينة منذ عام 1975 اثناء الحرب الاهلية الطائفية في لبنان . كما جر التدخل الغربي في ليبيا واليمن ومصر الى مزيد من المصائب والازمات السياسية والاقتصادية والدينية والطائفية .
التدخل الغربي او الخارجي في الازمة السورية يصب في ذات الاتجاه , ولا يبدو في الافق اية بادرة نحو حلها , بل تزداد تعقيدا يوما بعد يوم , الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة تغذي الازمة بمزيد من التصريحات النارية التي تطالب بتنحية الاسد عن السلطة , وتدعم قوى المعارضة المسلحة بالاسلحة , او الايعاز الى القادرين على تمويل صفقات السلاح بدفع المزيد من الاموال لتوفير الاسلحة للمعارضين لنظام الاسد , وفي الوقت نفسه يلقى نظام الاسد الدعم السياسي والاعلامي والمادي من روسيا والصين وايران واعوان ايران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحكومة العراقية التابعة لايران .
الاطراف الغربية الداعمة للمعارضة تدعم المؤتمرات الداعمة لها , تحت مسميات عدة مثل " اصدقاء الشعب السوري , وبالمقابل تدعم موسكو عقد مؤتمرات تصب في صالح نظام الاسد . وهذه المؤتمرات تزيد الطين بلة , وتزيد من مساحة النار المشتعلة في سوريا وفي البلدان المجاورة كما حصل في طرابلس وعكار شمال لبنان. وهذا الاصطفاف الدولي الى جانب هذا الطرف او ذاك زاد من شراسة العنف الذي اودى بحياة مئات الاشخاص الابرياء وخاصة الاطفال والنساء كما حدث في الحولة والقبير .
النظام والمعارضة لديهما اعلام يروج لوجهة نظر كل منهما , ويدافع عنها ويعتقد انها الصواب , ولكن المراقب المحايد يتعذر عليه معرفة الحقيقة , ولا سيما في مجزرتي الحولة والقفير , فكل طلرف يتهم الاخر بارتكاب المجزرة , ويروي قصة فيها قدر من الاقناع لمن لا يسمع رواية الطرف الاخر . ولكن معظم الروايات الاكثر اقناعا هي التي ترويها المعارضة ووسائل اعلامها او الاعلام المؤيد لها .
بعد وقوع المجزرتين الانف ذكرهما صارت فرص اللقاء او الحوار كما تقضي مبادرة كوفي عنان صعبة للغاية , وصارت حبال الوصل مقطوعة تماما بين الطرفين ان كان الوسطاء يرجون مثل هذا اللقاء او هذا الوصل . وصار مطلب المعارضة في حده الادنى هو تنحية الاسد عن السلطة , في حين ان نظام الاسد يستبعد مثل هذا الحل في الوقت الراهن , وقد يقتنع اطراف النظام الحاكم بمثل هذا الحل عندما تصل سوريا الى مرحلة الدمار والانهيار , وعندها سيحكم اي طرف سوريه المهلهلة والمدمرة المنقسمة على ذاتها عرقيا وطائفيا .
روسيا تأمل ان تنجح في عقد مؤتمر دولي تحضره اطراف مؤثرة في الازمة السورية , مثل ايران والسعودية وقطر , اي ان روسيا تريد من الطرفين العربيين ان يتوقفا عن دعم المعارضة ماليا لشراء الاسلحة , مقابل ان يوقف النظام عملياته العسكرية , ولكل طرف حججه واسانيده , اذ ترى الاطراف المؤيدة للمعارضة انها تدافع عن نفسها مقابل الة الحرب الجهنمية التي يملكها النظام , والنظام ومن يدعمه يرون انه يشن هجماته ضد العصابات الارهابية التي تقتل على الهوية , في حين ترى المعارضة ان النظام هو الذي يقتل على الهوية , ويفتعل الازمات والقتل ضد افراد الطائفتين لتبرير عملياته العسكرية . ولا سيما بعد ان عطلت قواته مهمات المراقبين الدوليين من الوصول الى مواقع المجزرة , وخاصة في مجزرة القبير .
الغرب والولايات المتحدة غير مستعجلين الامور ولا يسعون الى ايجاد حل للازمة السورية بالسرعة الممكنة , بل يغذون التوترات شيئا فشيئا وعلى نار هادئة , والخاسر الوحيد هو الشعب السوري , فالحصار ينال من قوت الشعب ولا يؤثر على الاغنياء واركان السلطة , والقتل لا ينال الا الابرياء من السوريين , والتهجير القسري لا يطال غير الفقراء ممن ليس لهم معين , وبالنهاية سيصل الوضع في سوريه الى مرحلة الكارثة , ولن يستفيد من هذه النهاية لا النظام ولا المعارضة , لان الطرفين سوف يتسلمان بلدا مخربا مدمرا مقسما .
الاوضاع في سوريه لن تبقى داخل البلد , اي لن تظل شئنا محليا , بل سوف تمتد الازمة الى خارج الحدود , لان الانقسام الطائفي في سوريا سوف يمتد الى لبنان وتركيا , كما حصل في العراق من قبل , والرابح من هذا الانقسام هم الصهاينة ونظام الملالي في ايران .



#حسن_محمد_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان والسياسات العرجاء للسلطة
- رسائل من خلف اسوار معتقل ( ليبرتي )
- افاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية -
- شاهد عيان من مخيم ليبرتي
- هجوم معاكس للمفسدين
- نزع السلاح حق الامم والشعوب في السلام
- المصالحة الفلسطينية الجديدة هل ترى النور ؟
- روسيا تجدف عكس التيار
- فرصة الغرب في الربيع العربي
- تقدموا وتأخرنا ..لهذا كانت الانتفاضات العربية
- هل من سبيل لوقف العنف الطلابي ؟
- من يستعجل الحرب على ايران ؟
- اصلاح اردني ام انقلاب على الحكومات السابقة ؟
- المرزوقي بين دموع الفوز وطموحات التونسيين
- عقد من التواصل والعطاء
- خطر الاسلام السياسي بين الحقيقة والافتعال ( دراسة )
- حرب جديدة بين المالكي والبعث في العراق


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حسن محمد طوالبه - الموقف الدولي يعقد الازمة السورية