مسامير جاسم المطير 824

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1100 - 2005 / 2 / 5 - 12:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تعددت الفنون والشهوة واحدة ..!
في السابق كنت أسمع المقولة الخالدة : الفنون جنون ..!
وحين أقمت طويلا هنا في أوربا فقد أمنت بمقولة أخرى( تعددَت أشكال الجنون والفن واحد ) . في كوبنهاكن واستكهولم مثلا تجد المتسولين والمتسولات يجوبون محطات القطار والباصات يطلبون منك " المساعدة " وهم ، رجالا ونساء ، بأحلى شياكة ..!
في الأنفاق والشوارع والساحات العامة في لندن تجد فرقا موسيقية بكامل آلاتها الحديثة تعزف وتغني وترقص ، وما عليك بعد المشاهدة والسماع والاستمتاع إلا أن تضع أي مبلغ مهما كان بسيطا في صحن صغير موضوع أمامهم ..!
في ألمانيا تتقدم نحوك ،وأنت جالس في البار ، امرأة كبيرة السن تطلب منك " مساعدتها " بنصف قدح من البيرة ..!
في النمسا يطلبون منك سيكَارة ..!
في باريس تجد من يطلب منك سندويجة ..!
يقول علماء النفس أن أغلب هؤلاء وأمثالهم ليسوا بحاجة إلى ما يطلبون ، غير أن " شهوة " الاستجداء تضغط عليهم من داخلهم ..!
في مبنى الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة تفتحت " شهوات " الكثير من شبان وعجائز العاملين في برنامج النفط مقابل الغذاء للحصول على الرشاوي التي فاحت روائحها الكريهة بمليارات الدولارات حسب تسرب اخبرها هذا اليوم داخل مقر لجنة البرنامج المذكور الذي فرضته الأمم المتحدة على نظام صدام حسين لـ" مساعدة " الشعب العراقي خلال فترة الحصار ..!
أما في الولايات الأمريكية المتحدة فالأمر مختلف . من يحتاج إلى أي طعام أو شراب أو سيكَارة عليه أن يذهب إلى حاويات القمامة ..!
لكن شهوات الصفقات المالية الكبيرة انكشفت عنها هذا اليوم أخبار جديدة .. أولها عن قيام معالي بطرس بطرس غالي الأمين العام السابق لهيئة الأمم المتحدة بالتدخل لإرضاء " شهوة " أثنين من " أقاربه " بمنحهم حصة في مقاولات النفط مقابل الغذاء ..!
أما الأمين العام الحالي للأمم المتحدة المستر كوفي عنان عنـّن الله مرضعه ..! فقد صرح أنه بانتظار وصول تقرير اللجنة التحقيقية بأسرع وقت بل أنه أكد على ضرورة وصوله " اليومَ اليومَ وليس غداً" للإطلاع على تفاصيل الجريمة الآثمة التي أرتكبها أبنه " كوجو " الذي كان قد أستلم مبلغا كبيرا من المال كعمولة لتدخله في برنامج النفط مقابل الغذاء لصالح أحدى الشركات السويسرية حفظها الله ورعاها من كل مكروه ..!
ما علينا بالقال والقيل عن " شهوة " الوساطات والرشاوى فهي " سمة العصر الحديث " أبتداء من الأمانة العامة للأمم المتحدة وصولا إلى باب وزارة الاتصالات العراقية ، فـ" الشهوة " المالية واحدة ، وتعالوا يا أصحابي القراء نتسلى بالخبر التالي عن " الشهوة " ولكن " الشهوة الجنسية " هذه المرة :
في الولايات المتحدة أزمة كبرى على نطاق واسع تتجسد في عدم حصول النسوان العجائز ومتوسطات العمر على " الجنس " فهن يعانين من مشكلات عديدة بعدم قدرتهن على حصول "لحظة الشهوة " لديهن مما دعا العلماء الأمريكان للبحث عن حلول هذه المشكلة النفسية العويصة فقد تبين من بحث علمي أجري في الولايات المتحدة ونـُشرت نتائجُه في المجلة العلمية "نيو - سينتيستس" أن هناك مادة كيماوية غريبة الأطوار يتم إنتاجها من " العرق " الذي تفرزه أجساد النساء الشابات، تثير " شهوة " النساء البالغات سن اليأس ..!
وقد أضاف الباحثان جوان فريبلي من جامعة "هارفارد" وسوزان ريكو من جامعة "نيوتون" في ولاية ماسيتشوسيتس، المادة الخفية، "فرومون" إلى العطر الذي وزع إلى النساء البالغات سن اليأس ومن ثم تم فحص تصرفاتهن وكانت إيجابية.
كما تم إعطاء نصف النساء، وعددهن 44، العطر الذي يحتوي على هذه المادة، في حين أعطي النصف الآخر عطرًا يحتوي على مواد كيماوية حيادية.
وأفادت مجلة "نيو - سينتيستس": " أنه تبين من يوميات النساء المشاركات في البحث، خلال ستة أشهر، أن 41% من النساء اللواتي استعملن العطر الذي يحتوي على مادة الـ"فرومون"، حظين بملاطفات، قبلات ولمس ومداعبات من قبل أزواجهن" أكثر من المرات السابقة . أما بالنسبة للنساء اللواتي استخدمن العطر العادي، فقد تبين أن 14% منهن فقط شعرن بازدياد " الشهوة " تجاههن من قبل أزواجهن...!!
فمتى يستطيع العلماء في جامعة هارفارد أو جامعةعين شمس أو حتى في جامعة "هاك هاك " من أكتشاف نوع من العطور " الفرومونية " التي " تقضي " على " شهوة " الرجال والنساء إلى الرشوة والنهب والغش والغدر والسرقة والاستجداء والوساطة وخيانة الأمانة وما شاكل ذلك ..!!
صحيح ما يقال أن " الشهوة " مثل مياه الآبار العميقة لا صوت لها ، سواء كانت شهوة مالية أو شهوة جنسية ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 4 – 2 - 2005

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات