أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - ألأحد الزاهي في العراق














المزيد.....

ألأحد الزاهي في العراق


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


برقية تهنئه لشهداء الشعب العراقي

عراق المعجزات ، وألأحد الزاهي

كنت اتحدث مره مع احد ألأوربيين، عن التاريخ الدامي للعراق المعاصر. وعن ماضيه الزاخر بأنجازات، وأبداعات، والسبق في مجالات عدة . فعلق: عجيب هذا العراق انه كالعنقاء يولد من تحت الرماد. لم تجف انهاره. ولم تنجرف تربته، ولم يتوقف عن الثوره! واضاف، وكأنه يواسيني، العراق كالبركان الهادئ يطمئن له البعض، ويظنوه خمد، ولا خطر منه، ولا حياة فيه، ولكن... . فقاطعته: ويقول المختصون ان التربه البركانيه اخصب الأنواع. بالضبط هذا ما اريد قوله،واصل محدثي الأوربي، كل مره يظنون انهم انتهوا من العراق، متناسين، ان قصص السندباد لا تنتهي، وقد انتصر فيها جميعآ.

نعم، نعم، هو العراق. ظنه المغول، وبني عثمان لقمة سائغه، ولكن ثوراته، وانتفاضاته لم تتوقف، ولم تهدأ. رغم كل وحشية المغول، وهمجية العنف العثماني. وحاول ألأنجليز تجربة حظهم فابتدات المقاومه من الفاو، والشعيبه، والقرنه، حتى الفرات، وثورة العشرين، وفرض الحكم الوطني. ولما ارادوا تكييل العراق بمعاهدة استرقاقيه بالثلاثينات هب الشعب، وفلاحيه مرة اخرى. وبعد ان فتحوا كل ألأرض العراقيه، متصورين ان انتصارهم بالحرب سيمنحم حق اسعباد شعب اخر جاءت وثبه كانون 1948 مزلزله . ونصبت المشانق، وفتحت السجون، واعدم القادة في ساحات بغداد. ولم يهنئوا بغفوتهم حتى جاءتهم وثبة 1952 وكادت تسحق النظام، واعوانه. ولكن العنف الرهيب، وانتهازية البعض، وتفرق الصف الوطني انقذهم من مصير اسود. واستمر العذاب، والقمع، والتجويع.

وجاءت وثبة 1956 دعما، وانتصارا لتـأميم قناة السويس، وتضامنا مع الشعب المصري. فشلت الحرب ضد مصر وقمعت ألأنتفاضه. وظن نوري سعيد انه يسيطر على كل شئ. ومن ورائه بريطانيا العظمى وحلف بغداد، و تبجح، ان "دار السيد مامونه". واذا بأبطال الجيش، والشعب يفجرون ثورة14 تموز 1958 ويقبروا حلف بغداد، والنظام الملكي الفاسد، المفروض على شعبنا . واستمرت المؤامرات منذ ذلك اليوم ضد هذا الشعب العظيم، الذي منعوه من استكمال ثورته، وانشاء النظام الديمقراطي، الذي كان، ولا زال يخيف المنطقه، وحكامها من حكم الشعب، وسلطة القانون، وتداول السلطه، والتعدديه. وتعاونت قوى الشرالأقليميه، والعالميه مع حزب العفالقه منذ 1963 حتى 9 نيسان 2003 . حيث تحول دعمهم الى ألأرهابيين، واليوم صاروا يعانون، من الشوك الذي زرعوه في درب مسيرتنا.

لكن جبهة اعداء الشعب العراقي اليوم ليست نفسها، تفتت، وتغيرت خارطة الحلفاء، وألأعداء. وصار خطر ألأرهاب اقوى من شبح اليمقراطيه الزاحف. وخاب ظنهم مرة اخرى. فلا اضطهاد نصف قرن، ولا تغييب لمدة 80 عاما، ولا فاشيه بعثيه، او حرب سلفيه استطاعت، ان تمنع ملايين العراق، من الخروج في تظاهرات مليونيه استمرت من الساعه السابعة صباحا حتى الخامسه مساءآ. وهي اكبر، واطول مظاهرة في التاريخ تحدت جيوش ألأرهاب، والتهديد، والتخويف، والسيارات المفخخه، والقنابل الموقوته، ومدافع الهاون الغادره، وانقطاع الكهرباء، والمياه، وتوقف المواصلات، والفساد ألأداري، والفاقه، والعوز، والمرض، وكل الموانع.

الشعب العراقي كله من شماله الى جنوبه. خرج ليبصم لمستقبل جديد. خرج، ليساهم ممثليه في صياغة دستور دائم يضمن حقوقهم ألأنسانيه، ويضعهم ضمن خارطة العالم الديمقراطي. جاءوا، ومعهم ارواح شهداء سوق الشيوخ، وآل أزيرج، ووثبة كانون، وانتفاضتي تشرين، ومعارك، وهبات السجون فهد وحازم، وصارم وأبطال ثورة تموز. ألأضرابات، والمظاهرات، وضحايا انقلاب 8 شباط ألأسود. سلام عادل، والحيدري، والماشطه، ومحمد باقرالصدر، وبنت الهدى. ضحايا حلبجه، وألأنفال، وانتفاضة اذار المجيده، والمقابرالجماعيه، وضحايا الأرهاب السلفي، والغدر البعثي. كل هؤلاء كانوا يمثلون درعا وقائيا ضد اعمال التخريب، والسيارات المفخخه. وانبهر العالم من جديد، وشاهد بنفسه قوافل الديمقراطيه، واحس بانسام الحريه، ونهوض حمورابي ليمسح التراب عن مسلته.

قليلة هي ألأيام الزاهيه في تاريخ عراقنا المثقل بالذبح، والحزن، والقمع. كثيرة هي، ألأحاد، والجمع الداميه في حياة شعبنا. وما أظن ارضا رويت بالدم، والدمع كارض بلادي كما قال مظفر النواب. حتى ظننا ان الشمس لن تشرق مطلقآ على سفوح الرافدين، وان القمر غادرنا بلا رجعة. وان الزهور ذبلت الى الأبد، وان مصابيحنا انطفات، حتى يوم الدين. وان الظلام عم، وساد ولكن يوم 30/1/2005 رفع فيه شعبنا اصابعه المخضبه بحبر الحريه، فاضاءت مصابيحآ، واشتعلت شموعآ، وتوزعت اقمارا في البراري، والقفار. وانطلقت حمامات سلام تهدي لأهلنا، واحبتنا، واصدقائنا في كل مكان تحية الشكر لصبرهم، وتضامنهم. وترسل بطاقة دعوة للحب، والحريه، والديمقراطيه، وتجمع نقاط الحبر المتبعثره بحرا من المداد، سنكتب فيه دستورنا الجديد، في ظل عراق جديد، وتفكير جديد، وعهد جديد. وسيظل ذاك اليوم نبراسا ساطعآ، وعلما شامخآ مدى الدهر.اصبح لنا يوما زاهيا. انه يوم النصر على الخوف، والأرهاب، والقتل، والسلفيه، والبعثيه، والعنف، وألأستبداد، والتعصب، والظلام، والقهر، والظلم، والتسلط،، وكل ماله علاقة بالشر، وألأجرام.

وبودي ان استعير كلمات الشاعر، في وصف صبيحة يوم ثورة14 تموز1958 وهو يقول:

"مصباح مثله ابد
ماهل ولا مصباح
نحييه من ولد الولد
ونقيم اله ألأفراح

وكأنه يقصد ايضا، او يتنبأ بيوم الثلاثين من كانون الثاني 2005
يوم ألأحد الزاهي. يوم الشعب العراقي صانع المعجزات.

رزاق عبود
31/1/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلموا ألأسلام من مسيحيي العراق
- ما علاقة احمد الجلبي بالمرجعيه؟
- هل تصوت المرأه العراقيه لمن يريد أن يستعبدها؟
- العراق غير ملزم بدفع ديون، او تعويضات لأحد
- علاوي غير نادم، فهل نندم نحن؟؟
- هل فقد السيد السيستاني مصداقيته؟
- الخوف من الهلال الشيعي، ام من شمس الديمقراطيه؟
- ديمقراطيه وسلام يا عراق للأمام
- بعده، ما ركب، هز رجله
- متى تصفي الكويت حساباتها مع السلفيين فترتاح، وتريح؟؟
- شتائم عبدالله، استمرار، لصواريخ حسين
- اقتراح اسم جديد للحزب الشيوعي العراقي
- لا مصالحه ضد مصلحة الوطن
- فدرالية الجنوب، بدعة ايرانيه، ولعبة شوفينيه
- فاز صدام، خسرت الديمقراطيه
- العراق الحالي اكثر الدول ديمقراطيه، وشرعيه في العالم
- لا تلهثوا بالشكر لأمريكا
- هل يواجه المسيحيون في العراق نفس مصير الهنود الحمر في امريكا ...
- حرب العصابات الطائفيه
- العراقيون القتله


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - ألأحد الزاهي في العراق