أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - المسلمون بين الشورى والديمقراطية















المزيد.....

المسلمون بين الشورى والديمقراطية


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الديمقراطية تعني (حكم الشعب ) وهي من نتاجات العقل الفلسفي الأغريقي .. وقد نشأت في أثينا أول حكومة ديمقراطية في التاريخ .. ويتهكم قائد ثوري عربي من كلمة (ديمو كراسي ) على أنها تعني :ديموا الكراسي !!! في استهانة واضحة من الديمقراطية في الوقت الذي يبشر العالم بحل مشكلة الصراع على كرسي الحكم بالديمقراطية الشعبية التي تطبق في بلده بشكل كاريكاتوري !! يرى الدكتور علي الوردي ان الأسلام بدأ في أول أمره نظاما ديمقراطيا ثم أختفت منه بعد أن رفع معاوية المصاحف في حرب صفين وقال : تعالوا نحتكم الى كتاب الله !! يضرب الوردي مثلا لديمقراطية الحكام المسلمين الأوائل برواية عن أبي بكر الذي أعتاد أن يحلب للضعفاء من جيرانه أغنامهم كرما منه .. فلما تولى (الخلافة) سمع جارة له تقول : اليوم لاتحلب لنا.. فقال :" لعمري لأحلبنها لكم .." !! ان تواضع ابي بكر هذا لايعني كونه حاكما ديمقراطيا منخبا بقدر ماتعكس هذه الرواية مستوى فهم وظيفة الحاكم في ذلك العهد الذي لايفرق بين حلب الأغنام و مركزه ومسؤليته في ادارة شؤون الحكم !! .. ان ماجرى في سقيفة بني ساعدة لم تكن بأي حال من الأحوال ممارسة أو أنتخابا ديمقراطيا كما يريد أن يوهمنا بعض الأسلاميين .. !! ولكن يمكننا ان نقول ان عملية ( انتخاب ) علي بن أبي طالب جرت بطريقة أكثر شعبية من غيره من ( الخلفاء) .. وقد أشار علي الى ذلك بقوله : " ان العامة لم تبايعني لسلطان غالب ولا لعرض حاضر " ... وعلى الرغم من المعارضة والحروب التي صبغت فترة حكومة علي الا أنه يمكن تلمس بعض النزعة الديمقراطية لهذا الرجل حيث يروى عنه أنه قال :" ولعمري لئن كانت الأمامة لا تنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما الى ذلك من سبيل ..." !! ويعلق الوردي على ذلك :" والأمام محق في هذا . والحكومات الحديثة لم تستطع أن تجعل الأنتخاب عاما الا بعد أن توفرت لديها عوامل عديدة منها انتشار الوعي الديمقراطي بين عامة الناس وقيام الأحزاب ورواج الصحافة " ...
يصف المتطرفون الأسلامويون الديمقراطية بأنها كفر أو بدعة و من يذهب للأنتخابات الحرة هو خارج عن الملة يستحق القتل .. لقد أستمعنا الى الخطاب التكفيري للمتطرفين في خطب بن لادن والزرقاوي وأمثالهم من السلفيين التكفيريين الذين يعتبرون الديمقراطية من نتاجات الصليبيين الكفار ومن سار على سيرتهم كان منهم لاحرمة لدمه وبالتالي يصبح قتله واجب شرعي ... لنقرأ رأي أحد الأسلامويين المتطرفين :"...أما الذين يلوكون كلمة الديمقراطية من المهرجين، أتباع كل ناعق ولا يعرفون عنها شيئا فهؤلاء لا يستحقون حرفا يقال فيهم .وهؤلاء ، مروجوا الديموقراطية في عالمنا الاسلامي ،بعضهم عملاء اجراء للغرب الكافر تحت ستار الابحاث العلمية ومراكزها المبثوثة هنا وهناك،والتي يُنْفقُ عليها بسخاء ما بعده سخاء، والغريب أن هذا الترويج يتم برعاية الانظمة الديكتاتورية وتحت سمعها وبصرها. وبعضهم مضحوك عليهم مغرر بهم نتيجة انخفاض مستوى الوعي على الاسلام الحنيف النقي الصافي عندهم. وليتهم درسوا الاسلام على الحقيقة ، قبل قياسه على باقي الاديان . أرضيةً كانت أو سماويةً نالتها يَدُّ التحريف الآثمة منذ عهودها الاولى."!!! ولم يكتفي بتلك النظرة الضيقة بل أخذ يحلل فلسفة الحداثة و يستنكرها بشكل مثير للسخرية فيقول :"كان اقصاء الله عن التدخل في حياة الناس هو اساس الفكر الغربي وكان اطلاق العنان لحرية الانسان هو حجر الزاوية في البناء الفكري عندهم فهم بهذا اعطوا وجة نظر كلية تجيب على أي سؤال يطرحه الانسان وهذا ما جعل ما انتهوا اليه يمثل مبدأ ودينا من اختراع البشر ، من دخل فيه خرج من غيره. ومن قال لا حكم الا للانسان حارب من حَصَرَ الحكم بالواحد الديّان."!!!
يحاول بعض الأسلامويين الوسطيين أن يركبوا موجة الحداثة وبالتالي يتبنون مفهوم (الشورى) كسابقة أسلامية لفكرة الديمقراطية وبشكل أسقاطي لمفهوم حديث على نصوص تأريخية تصلح لزمانها ..يقول الدكتور عبد الرحيم علي مدير عام الجامعه الافريقيه العالميه في السودان :"ان موضوع الشورى موضوع في غايه التعقيد ، و يتسع لهذه الآراء و غيرها .
القرآن الكريم يشير الى الشورى بقوله : (و امرهم شورى بينهم ) و يضيف:( فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكّل على الله )، و هذا يعني ان الشورى ادب في السلوك اكثر منه مجرد نظريه سياسيه ، و هذا الأدب في السلوك يبدا من الاسره و التعامل مع افرادها و يمتد لكي يشمل بقيه المجتمع ، لأن الأسره هي نواه المجتمع فمعنى ذلك ان الشورى تعتبر ادباً لكل ذي مسووليه (كلكم راعٍ و كلكم مسوول عن رعيته) ثم تتم ممارسه الشورى على المستوى الاعلى و الارفع اي ما بين الأمه و قيادتها ، و حتى القيادات العسكريه تحتاج الى تطبيق و ممارسه الشورى في عملها ، فالرسول (ص) شاور اصحابه في غزوه بدر الكبرى مشاوره فيها إلحاح حيث قال (ص) : " اشيروا عليَّ ايها الناس ، اشيروا عليَّ ايها الناس " بينما كان علم الرسول (ص) من عندالله ، و يوحى اليه و يستمد من الوحي ما يريد و ما يشاء الله . و في معركه احُد شاور اصحابه و له معهم قصه ايضاً .
و انا ذكرت هذه الأمثله لكي اخرج بنتيجه مفادها :
1- إن الشورى هي ممارسه في اتخاذ القرار .
2- الشورى تعتبر ادباً في العلاقه بين القياده و القائد .
3- الشورى تمثل طريقه في اختيار القائد او الأمير .
4- الشورى بعد ذلك طريقه مفضّله في تقنين و تنظيم وسائل اداره البلاد و وضع القوانين اللازمه لها ؟
كل هذا لابد ان يتم بالشورى ."
في أستطلاع لرأي المسلمين بالديمقراطية قام به موقع ( بي بي سي ) نستطيع ان نتعرف على آراء تعكس وعي الشارع العربي لمفهوم الديمقراطية .. وهذه بعض آراء بعضهم:
· [يجب على رجال الدين أن يقفوا عند حد النصيحة وان لا يضعوا أنفسهم كحكام] (عبد الله احمد خير السيد - السودان).
· [ديموقراطية الإسلام ديموقراطية تحفظ للإنسان كل حقوقه] (عبد الله - أردني في باكستان).
· [الإسلام ليس من وضع البشر حتى يتم نقاشه وإخضاع قوانينه للتعديل أو للتصويت] (حافظ أمين الحافظ - عمان الأردن).
· [ما رأيكم إذا اختار الشعب غير حكم الله؟] (علي التمني - السعودية).
· [إننا أيضا نتساءل متى يكون رئيس حكومة غربية من الأقلية المسلمة؟] (أحمد الشرقاوي - أبو كبير – الشرقية - مصر).
· [لن تقوم دولة ديمقراطية مبنيّة على أسس ديمقراطية تستمد منهجها وتعاليمها من الدين] (نمير صبري - الدنمارك).
· [الديمقراطية الحقيقية هي وجود ثلاث سلطات في الدولة تراقب بعضها البعض .. التشريعية والتنفيذية والقضائية] (أمير إبراهيم - مصر).
· [مجرد ترميم(وليس بناء) كنيسة مثلاً يحتاج إلى مرسوم من الرئيس!] (يوسف عزيز - دمشق).
· [إنساننا العربي الإسلامي ليس لديه من جديد سوى النسخ من فضلات الآخرين] (عبد الكريم سلمان).
· [الفكر الإسلامي سابقا كان لا يقتنع بالديمقراطية أصلا ويستبدلها بالشورى] (عباس عبد القادر- الخرطوم السودان).
· [الشورى هي ديمقراطية العلماء بينما ديمقراطية الغرب هي ديمقراطية الدهماء] (عبد الحكيم أحمد- المنصورة مصر).
· [الديمقراطية هي ميكانيكية التصويت، لا غير.] (مهنّد المجريسي - طرابلس الغرب).
· [الانتخاب في غير الإسلام لمنع الاقتتال على الحكم] (عامر - دمشق سوريا).
· [لا أرى تعارضا بين الديمقراطيات الحديثة والشريعة إلا في الشيء اليسير] (ثائر الجحيشي- بغداد العراق).
· [لا ينبغي الخلط بين الدين والفكر البشري ومنتجه الوضعي] (ام جون كوي -الخرطوم السودان).
· [لا يلتقيان، بل هما ضدان] (ناصر بن عبد الله- الرياض السعودية).
· [لا افهم سبب الحساسية التي تصيب المسلمين من كلمة "الديمقراطية"] (محمد- الولايات المتحدة).
· [بعض القيود التي تفرضها بعض المجتمعات لا تمنع من كونها أنظمة ديمقراطية] (منار محمد - الظهران السعودية).
· [شيء ممتاز لو كان "أولو الأمر منا" أناسا تقاة ومحترمين] (إبراهيم صالح - بغداد العراق).
· [لا بد من مرجعية للمجتمع تنص عليها الدساتير] (حمادة - القاهرة).
· [يجب فصل الدين عن السياسة ثم التحدث عن الديمقراطية] (حقي - العراق).
· [لم توجد أبدا ديمقراطية إسلامية] (محمد الشريف - الخبر السعودية).
· [هذا الاقتراح محكوم عليه بالإعدام في الدول الإسلامية والعربية] (جورج مايكل - القاهرة).
· [ماذا عن المساواة بين الجنسين؟] (زيد - العراق).
· [لا ديمقراطية في العالم العربي إلا بتغيير الأنظمة الشمولية الفاسدة] (نشوان الهاشمي - بغداد).
· [شعوبنا لم تتعود على رفاهية الحرية والديمقراطية] (سامح السيد - القاهرة).
· [موجودة ولكنها غير مطبقة منذ السنين التي تلت وفاة الرسول] (ازاد - بغداد العراق).
· [التشريع في الإسلام مرتبط بالشريعة الإسلامية فهي المصدر الأساسي للتشريع] (نور الدين محمد الفاتح).
نريد أن نقول أن الديمقراطية لا تعني بمعناها الحديث والواسع ( مبدأ الشورى الأسلامي ) !!! ولايمكن أن تكون الشورى بديلا للديمقراطية لأن الشورى ببساطة تعني التشاور في الأمر بين مجموعة من الناس من ( أهل الحل والعقد ) لم ينتخبهم أحد ..أما الديمقراطية فهي مفهوم حديث يحتاج الى وعي اجتماعي وثقافة متشبعة بقيم الأعتراف بالآخر والتسامح وحرية الرأي والتعبير والأعتقاد .. و لا أعتقد أن الشعوب العربية في وضعها الحالي قادرة على تقبل الديمقراطية .. وقد تحتاج الى أجيال وأجيال لكي تستوعب و تمارس الديمقراطية الحقيقية !!!



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير والحرية والديمقراطية
- تحية للأمة العراقية ... بزوغ فجر الديمقراطية
- أسطورة الحميراء
- بريجيت باردو .. ونحر الخراف الآدمية
- سادية أعراب الصحراء في نحر الأبرياء والتعامل مع النساء
- أحلام المسلمين المقدسة
- الكبت الجنسي .. بين الجنة والأرهاب
- الأمم الحية ... وأمة العرب ... مقارنة
- الأخلاق الصحراوية المقدسة
- هل المجتمعات الاسلامية مجتمعات متسامحة ؟
- جذور نفور اهل السنة العمرية من الانتخابات
- العقل العربي الأسلامي ونظرية المؤامرة
- الزنداني ... والأيدز ... وجائزة نوبل


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - المسلمون بين الشورى والديمقراطية