أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل هي ثوراتٌ أم غزوات؟














المزيد.....

هل هي ثوراتٌ أم غزوات؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يستطع العربُ إنتاجَ ثورةٍ تجديديةٍ في علاقاتِ الانتاج غير الثورة الإسلامية التأسيسية، لكونها صنعتْ برنامجاً تحويلياً في علاقات الانتاج، وعبرَ العامةِ والتجار فككتْ أنظمةَ العبودية السائدة في المنطقة.

لكن العربَ والمسلمين بعد ذلك عاشوا على منتجاتِ هذه الثورة وقد خلتْ من مضامينها فكرياً، وعلى الغزوات معيشة.

لم تقدر المدنُ على صناعةِ حراك سياسي تحولي، فقدراتُ الجماعاتِ الدينية والفكرية لم تصلْ لإنتاجِ مفاهيم وجماعات ديقراطية لكونها لم تقرأ أسلوبَ الإنتاج السائد ولم تكن نتاجَ أسلوبِ إنتاجٍ جديدٍ فأهترأتْ المدنُ من الداخل وغدتْ حصالات لاستنزافِ الأرياف والبوادي.

قوى التحول غدت من خارج المدن فكانت وبالاً جديداً على هذه المدن العربية الإسلامية الشوامخ.

وجاءت من الشعوب غيرِ العربية أو من المناطق العربية القاحلة من الثروة والوعي، ولكنها لم تحمل برامج تحول نوعية إن لم تكن جماعات غازية كالهلاليين وغيرهم من القبائل الصحراوية.

ولهذا فإن التحولات المعاصرة تراوحت بين تحولات داخلية من دواخل هذه المدن عبر تنامي التيارات التحديثية فيها، أو كغزواتٍ خارجية وبأدوات عسكرية.

تحولات البورقيبية التونسية كانت تحولات نهضوية ديمقراطية من داخل المدن وأسست تعددية، وديمقراطية لم تكن مكتملة ونهشها الاستبداد لكن تصحيحها جاء من المدن كذلك، فصُححَ الخطأُ الديمقراطي بصوابٍ ديمقراطي.

لكن تحولات دول عربية أخرى جاءتْ من الجيوش وهي تحملُ في دواخلها مضامينَ كثيرة حسب القيادات وبرامجها وتعبيرها عن القوى الاجتماعية السياسية، لكن الأجندة الشمولية عبرتْ عن قوى غيرِ مدنيةٍ وغير ديمقراطية، فالقادة القادمون من الأرياف والبوادي عبروا عن استمراريةٍ تراثية سابقة، وفرضوا أنظمةً شمولية عبر أتباعهم وربما عبر قبائلهم أو أبناء مناطقهم.

وإذ عبرت الثوراتُ العربية عن زخم شعبي وطني لكن الانتخابات عادت لهيمنةِ قوى المناطق المختلفة، ولتغلغل الأرياف وسكانها في المدن.

إن الهجرات الكثيفة السابقة للمدن العربية مراكز القرارات والثروات، لم تكن هي أساس الثورات الشبابية الناتجة من المثقفين والمتعلمين الذين راكموا الأدوات الديمقراطية والتقنية الغربية، وهي القياداتُ التي أُزيحتْ بسبب التدفق العامي الهائل المحدود المعرفة، وقد أخذها هذا لخريطته الاجتماعية التقليدية. وكان المسارُ بسبب القيادة التونسية، لكن كل بُنية عربيةٍ لها مستوياتها وقوانين تطورها الخاصة.

ولهذا فإن الهجوم قد بدأ لإعادة توزيع الثروات المدنية، كما كان يفعل الأجداد بعد أن ينزلوا في القصور وينزلوا عن جيادهم، فكل حزب له جماعة يريدها أن تقتسم الثروة معه، وإذا كان ثمة حزب واسع متغلغل في كل مكان فهو سوف يصنع شبكة كبيرة من المنتفعين من خلاله.

هي غزواتٌ جديدةٌ بأشكال حديثة، استُخدم فيها العنفُ العام السلمي، أي القوة العادية للسكان، وهي مرحلة متوسطة لحين الاستيلاء على وسائل العنف الرسمية من قبل الحزب الجديد.

طرح الثورات السلمية كان نتاج قهر طويل وعنف مستمر عبر القرون، فالناس بحثت عن تحولات دون دماء، ثم تفجرت الدماء بقوة، لأن القوى الجديدة لا تحملُ أسلوب إنتاج مختلف عن ما هو سائد. الطبقة البرجوازية التي يُفترض أن تقوم بذلك هي فئات مالية وصناعية صغيرة وعقارية لا تمتلك إمكانيات ثورات صناعية جماهيرية بعد أن حجمتها القطاعات العامة البيروقراطية.

الفئات البديلة المضطربة الوعي المتعددة التشكيلات الفكرية والسياسية هي فئات متصارعة ستعود لعقلية الغزو، عنفاً في السلطة، واستغلالاً للجمهور. والتجربتان التركية والتونسية سبقتها فتراتٌ سياسية علمانية ورأسمالية خاصة ممهِّدة ولهذا فإن مصر تدخلُ الآن مرحلةً هي بين الثورة والغزوة، فليست لها تقاليد قوية مثل التجربتين التركية والتونسية، وقد تدخل في صراعات داخلية وإقليمية، إذا لم تقبل مسارَ التجربتين السابقتي الذكر، ومشكلاتها ليست فقط مشكلاتها بل هي مشكلات المنطقة.

التباينُ بين شريحتي البرجوازية المصرية الحاكمة سياسةً ومذهباً، بين الحزب الوطني والإخوان، بين القوى الرأسمالية المنفتحة في المدن، والقوى الغنية المحافظة ذات الأصول الريفية، تباينٌ كبير وتاريخي معقد، ولم تنشأ مقاربةٌ بينهما، وهما يدخلان الآن صراعاً على كسر العظم، بدلاً من العمل المشترك في ظل الديمقراطية والحداثة والتنوع.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العوامُ الخطرون
- فئاتٌ صغيرة تابعة
- الناصريون والساداتيون
- قفزتان ونموذجٌ يحترق
- الرأسماليةُ العربية وقضايا الديمقراطية (٢ -٢)
- الرأسمالية العربية وقضايا الديمقراطية (١-٢)
- أسبابُ عجزِ القوميةِ الفارسية عن التطور الديمقراطي
- أحمد شفيق طيارُ التحول الاجتماعي
- رياضُ الترك رمزاً (٢-٢)
- رياضُ الترك رمزا
- مع الرأسماليةِ الحرة يمينٌ ويسارٌ جديدان
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (٢-٢)
- الشيوعيون العربُ والثورة السورية (١-٢)
- فصل المذاهب عن السياسة الحديثة
- الإخوانُ المسلمون في سوريا (٢-٢)
- الإخوان المسلمون في سوريا (١ -٢)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الحكومة إلى السجن (٣-٣)
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراءِ إلى السجن (٢-٣ ...
- مير حسين موسوي من رئاسةِ الوزراء إلى السجن (١-٣)
- ولاية الفقيهِ ضد الليبرالية


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - هل هي ثوراتٌ أم غزوات؟