خليل الفخري
الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 23:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
في زيارته الى جمهورية هنغاريا , في الاسبوع الاخير من شهر مارس , التقى وزير العمل العراقي في مبنى السفارة العراقية في بودابست جمعاً من العراقيين المقيمين فيها بشكل دائم , ممن حصلوا على الجنسية المجرية , ومن لم يحصلوا .
استعرض الوزير خلال اللقاء سياسة حكومته وآفاق التطور , وخصوصية المرحلة التي تمر بها العملية السياسية .
ومن خلال كلمته حاول الوزيرالصدري تسويق فكرة تعتمد اساسا ومن وجهة نظر المراقب المحايد , تصورات وهمية تتقاطع في الجوهر مع ما يجري على الارض , وموحيا للحاضرين بأن التيار الصدري هو المعوّل عليه والمنقذ في عملية الخلاص النهائي لتراكم معاناة العراقيين , وان استمرار الصدريين في المشاركة في الحكومة ودعمها انما هو لأرساء الديمقراطية وتقليص الفوارق بين افراد المجتمع العراقي , وحماية المنجز من عملية التغيير , وأنه لولا هذه المشاركة لضاع كلّ شيء.
السيد الوزير , دجّال يحترف الكذب ويمتهنه كباقي الصدريين وزعيمهم عبقر السياسة والدين القاتل المحترف , وهو ليس الا نافخ بوقٍ في جوقة المالكي . هذا الشعث الذي لا يجمعه جامع سوى سرقة ونهب المال العام , يزدرد ما يقيئه ثانية ويعيده . ببغاء كشركائه في حكومة المالكي , لا تعي ما تردد ولا تصدّق ما تردده . فالخير سيدي الوزير قد بارح ساحتنا منذ اللحظة التي اطل علينا سماحته فيها رجل دين انتهازي لا يفقه من امور دينه ودنياه شيئا . فكيف والسياسة فن الممكن والحوار والاقناع وسماحته لا يحسن بناء جملة في اللغة العربية سليمة من عيوب اللحن سوى كلمته التي يرددها باستمرار , (ببا)
صراحة اقول : كفرت به وبالملايين الاربعة من العراقيين التي تدعمه وتقف للصلاة خلفه , وهو قاتل السيد عبدالمجيد الخوئي في ضريح الامام وصوتت له في الانتخابات , فعاد صدام ثانية وهو يعتمر عمامة سوداء وكفن ابيض على كتفيه . كفرتُ بهذا الايمان والتقديس الاعمى , الذي يدل على غياب الوعي وانعدام الحسّ بالمسؤولية , هذا الشعب الذي حمله الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم على كتفيه من مهاوي الردى الى زحمة الحياة وبنى له المدن والقرى واقام المشاريع الصناعية وأجاز النقابات والمنظمات المهنية والصحافة والاحزاب والتشريعات الاجتماعية التي ثبتت حقوق المراة ومساواتها بالرجل ودفع حياته ثمنا لهذا الانقلاب و الثورة التي احدثها في البنية الاجتماعية وبسببها كفرّته المرجعية الدينية برأسها السيد محسن الحكيم وتسامحت في التآمر عليه وباركت مقتله .
ان (( سماحته )) والكلّ يعلم أنه وظْف تواجد القوات الامريكية في العراق لبناء جيش المهدي . من المرتزقة وبقايا ايتام صدام وأشباله وفدائييه والخارجين على القانون ليقف به في وجه حكومة فتيةٍ غضّة العود طريته , ويفرض شروطه عليها .
لولا (( سماحته )) لكان في القدرة وبالجهد الدبلوماسي وبتعاون الاصدقاء توظيف تواجد قوات الاحتلال لتصفية تركة صدام من احتلال الكويت واخراج العراق من طائلة الفصل السابع وحسم الملفات العالقة مع الكويت خاصة ما يتعلق منها بمسألة التعويضات والحدود , وكذلك الامر بالنسبة لايران واطماعها في العراق , وتجفيف منابع الانهار التي تصب في العراق وتحويل اراضيه الى سباخ ومستنقعات لتجميع مياه البزل الايرانية , يحدث كل هذا وسماحته مشغول ومنشغل ولا يريد اثارة غضب الاعسم وليّ الفقيه .
بامانة اقول : لولا الضغط الامريكي على نادي باريس واسقاط 80% من الديون العراقية عليه لعاش العراق قروناً قادمةً يدفع اقساطها ولباع اليابس والاخضر ولرهن مستقبل اطفاله من اجل سداد الديون حتى ثياب فقراء العراقيين المهلهلة لو نفعت في السداد .
(( سيدي الوزير )) لسنا مثلكم جهلة وأميين , وان كنا حفاة , عراةً وجياعا , لكننا لا نجهل ما يدور في قحفة رؤوسكم من عفن , فلدينا من الفراسة ما يكفي لمعرفة ما لم يُكتب بعد .
لم يذكر سيادتكم صراحة اسباب التجاذبات السياسية , وتأخر رأس الحكومة في تسمية وزراء امنيين , وقد مرّ على تشكيل حكومة عرجاء عامان . كما ان سيد الحكومة لم يُقدّم للمساءلة وزيرا او مسؤولا بسبب التقصير والتلكؤ في الاداء .
لا ضير فيما يحدث لهذا الشعب المبتلى بهذه الفقاعات , ما دام سماحته منتفخ الاوداج , مملوءة كرشه , وثير فراشه , ملأى جيوبه بثلاثين مليونا من الدولارات يدفعها الملالي لسماحته غطاء لنفقات جيشه يوزع منها على اتباعه ومريديه وبها يشتري اصوات الجياع والمحتاجين تلك هي حقيقة الملايين الاربعة من العراقيين التي صوتت له .
ترك الوزير الباب مفتوحا بعد الانتهاء من كلمته لمداخلات الحضور وبدلا من سؤال الوزير عن اسباب تردي الواقع الخدمي ومعظم الوزارات الخدمية يديرها وزراء صدريون . والى اين تُبحر سفينة العراق ؟ وفي اي مجهول سوف تستقر؟ بدلا من كل هذا , وقف احد الحضور وهو دكتور يعلن اسلامه على يد التيار الصدري , ويتبرأ من ماضيه اليساري وربما الطفولي , قائلا: (( انحني بأجلال واحترام وتقدير امام نضال التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر المدافع الأمين عن معاناة الشعب والذي لولاه لكانت المعاناة والمصيبة اعظم . تمنيتُ على الزميل لو أنه افاض بعض الشيء وثقفنا بقليل من نضالات هؤلاء . وختم الزميل مرثيته لنفسه , وتزلفه الرخيص بالبكاء المتشنخ , انها صناعة جديدة ايها السادة وزادني استغرابا ان طلب احد الحضور تزويد الجهة التي يمثلها وباعتقادي انها حزب الدعوة بالكتب الدينية , وكأن الوزير مالك لمكتبة الاوقاف , او بائع كتب على ارصفة شارع المتنبي في بغداد . غريب ما يحدث هنا في اوروبا ! فكيف بالذي يحدث في الداخل . صحيح ..! لقد حُلّت جميع مشاكل شعبنا , واصابته تخمه الديمقراطية في عيشه , ولم يعد محتاجا لشيء , سوى الكتب الدينية. انا لست ضد هذا ولا ذاك , ولكن القفز على الحقائق والوقائع هو ما يثير حفيظتي , والتنكر للأمس بكل الوانه الجميلة والماضي بحلوه ومرّه مدية تنام في خاصرتي . ما عدت اصدق أنه وبهذه السهولة ينزع الانسان جلدته ويستبدلها باخرى , وليتها اخرى تستحق هذه المقايضة .فهذا الحضور العراقي في حضرة الوزير الصدري فطحل السياسة وفقمتها , جلّهم حصل على زمالات من الحزب الشيوعي العراقي اكملوا بها الماجستير والدكتوراه , ثم اداروا له ظهر المجن . لم يكتفوا بترك الحزب بل انضموا الى جوقة المهاجمين والاعداء , تحول بعضهم الى احزاب دينية قسّمت الشارع العراقي وزادت في وجعه وآلامه واخرون يرون في الصدريين ملاذا آمناً , وأملا في لقمة أدسم
الناصرية - خليل الفخري
[email protected]
#خليل_الفخري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟