أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة














المزيد.....

ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 17:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ قيام انتفاضة الشعب الليبي ضد حكم الطاغية في السابع عشر من فبراير 2011م و إسقاطه في أغسطس من نفس العام بتحرير العاصمة طربلس من بقايا أزلامه، كان شبح الفتنة القبلية والتعصب القبلي يلقي بظلاله المظلمة على ليبيا وينذر بشر مستطير يهدد بدفع البلاد الى اتون صراعات عبثية ملتهبة تأتي على ما تبقى من حطام هذا الوطن عجز الطاغية عن تدميره، لكنه فخخه بقنابل موقوته، يعمل اليوم بقايا أذنابه على إشعال فتيلها من خلال إقامة محاور وتحالفات قبلية تستهدف تفجير حروب قبلية وجهوية وعرقية في أرجاء البلاد، تلغي وطنا اسمه ليبيا من الوجود، تحقيقا لنبوأته التي أطلقها لحظة احتظار نظامه على يد الشعب ..

لقد لعب النظام المنهار ورقة القبلية ببراعة نادرة مكنته من تفكيك تلاحم المجتمع الليبي طيلة العقود الاربعة الماضية، وأحيا سلبيات الانتماء القبلي في النفوس ونفخ في كل جذوة خلاف بين القبائل كانت في مرحلة الاندثار بحكم التقادم، وأعاد اوارها من جديد مستخدما ضعاف النفوس والمرضى بالزعامة من افراد مغمورين في قبائلهم ليكونوا أدواته المنفذة لكل مخططاته الاجرامية لبث الفرقة والتطاحن و الخلاف بين القبائل، وكان ابن عمه خليفة حنيش المعروف بجهله وعقده القبلية أداته الفعالة في إدارة وتفعيل سلاح القبلية والتطاحن القبلي ليسهل لسيده حكم البلاد وتدمير بنيتها الاجتماعية وتحويل الشعب الليبي الى قطيع يتطاحن ولا يشعر بالأمان إلا في ظل وجود سيده الطاغية.

وإذا كان الطاغية قد تمكن خلال 42 عام من حكمه الفردي من إدارة سلاح القبلية القذر بما يخدم امنه ومصالحه، وتفكيك بنية الانتماء الوطني في وعي الليبيين، فإن آثار هذه الجريمة لم تندثر بعد ولا زالت باقية في وعي شريحة مهمة من الليبيين، خاصة بين القبائل التي كانت تحظى برعايته وتنعم بمشاركته في السلطة ولو بشكل رمزي. فقبل أيام أعلنت جماعات من القبائل التي تشربت مقالب الطاغية وتشبعت باطروحاته القبلية الهدامة ونافحت عنه الى آخر لحظة، أعلنت عن عقد ملتقى لها في بني وليد اليوم الخميس يستهدف تشكيل تحالف مغلق فيما بينهم تحت شعار براق يناقض حقيقتهم كقوى قبلية مفاده "توظيف اللحمة الاجتماعية لبناء الدولة المدنية". هذا النوع من التجمعات القبلية كان ينظمها الطاغية سنويا للمرضى بوهم الزعامة من ضعاف النفوس المتعصبين والمتشبعين بروح القبلية المتخلفة لاستخدامهم في فرض سيطرته على الشعب الليبي ووأد أية انتفاضة تقع ضد نظامه في اي منطقة.. هذا الملتقى الذي من المقرر انعقاده اليوم الخميس في بني وليد لن يكون إلا استنساخا لتلك السياسة الهدامة التي طالما استعمل الطاغية فيها القبائل لقمع اي انتفاضة فردية او جماعية تظهر هنا او هناك ضد نظامه.. والقبائل التي اعلن منظمو هذا الملتقى عن مشاركتها، وهي معروفة بوقوفها الى جانب الطاغية خلال انتفاضة 17 فبراير، يجب ان تكون في الصورة الحقيقية لهذا الملتقى المشبوه وتبادر الى إعلان موقفها الواضح من هكذا ملتقيات تجاوزتها الاحداث، وان تبادر للتبرؤ من اي فرد يمثلها فيه، إذا كانت قد آمنت فعلا كقبائل بالتغيير الذي أنجز لنقل البلاد من حالة اللادولة الى دولة القانون والمؤسسات.. فليبيا بعد 17 فبراير لن يكون فيها مجال للقبلية او العرقية او الجهوية التي طالما استعملها الطاغية لضرب تلاحمنا كشعب واحد تربطه اواصر الانتماء الى وطن اسمه ليبيا، لا مكان فيه للقبلية أوالعرقية او الجهوية ، وطن تذوب فيه كل الانتماءات الضيقة وتسموا فيه النفوس على كل الحساسيات التي كانت سلاح الطاغية الفعال في تفكيك تلاحمنا وانتمائنا الوطني الذي فقدنا الاحساس به طيلة العقود الاربعة الماضية..

إن هذا الملتقى القبلي المشبوه يجب ان يكون مناسبة لدفن ثقافة القبيلة المقيتة والمتخلفة وتعرية كل المؤامرات التي تنسج في الظلام من قبل بقايا اتباع الطاغية الذين لا زالوا يصادرون صوت قبائلهم ويجيرونه لإثارة الفتن والعنف القبلي بإقامة محاور جديدة للشر والفتنة تتخذ من بعض القبائل ستارا لها، مستغلة بعض الحوادث المعزولة التي تجد هنا او هناك للزج بقبائل بعينها في مواجهات يتم تجييرها لخدمة أجندات أجنبية ومحلية تستهدف امن واستقرار ووحدة ليبيا والحيلولة دون إقامة دولة مؤسسات ديمقراطية فيها..

إن الرد الحاسم والفاعل على هكذا مؤامرات يجب ان يكون في الشارع الليبي بخروج مظاهرات سلمية في كل المدن والقرى الليبية تندد بمثل هذه النشاطات المشبوهة، وقيام منظمات المجتمع المدني بتنظيم ندوات ومهرجانات لتوعية الناس بمخاطر السير وراء هكذا دعوات تستهدف تشويه انتمائنا الوطني وزرع الشقاق وعدم الثقة بين مكونات المجتمع الذي لم يشف بعد من مرض القبلية والانتماءات الضيقة التي زرعها فيه الطاغية ولا زالت تعيقنا عن الانطلاق لبناء ليبيا الجديدة .. ليبيا لكل مواطنيها دونما إقصاء على اية خلفية.. لقد آن الأوان للبدء في إعادة بناء الانتماء الوطني من جديد في وعي افراد مجتمعنا وتطهيره من أدران الانتماءات الضيقة التي يمثل هذا الملتقى أحد وجوهها الكريهة.. وهذا الهدف لن يتحقق في ظل وجود دعوات او تكتلات ذات مرجعيات وخلفيات قبلية او عرقية او جهوية لأن هكذا مرجعيات تتنافى وتتقاطع مع الانتماء الوطني الذي يسمو فوق كل انتماء ضيق .



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة