أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر مشالى - لماذا لا يستطيع المؤمن التفكير بصورة منطقية و يتخوف من الالحاد؟















المزيد.....

لماذا لا يستطيع المؤمن التفكير بصورة منطقية و يتخوف من الالحاد؟


عمر مشالى

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 08:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولد المؤمن و تربى لسنوات طويلة و عاش فى ظل الدين و وضع اغلب اماله و احلامه التى لم يستطيع ان يحققها فى الدينا على تلك الحياة الاخرى الوهيمة و هى الجنة , فالانسان فى مجتمعاتنا يشعر بالاحباط و اليأس و ذلك لسوء مستوى المعيشة و الحياة السياسة و الاقتصادية و الاجتماعية , و بالتالى فان بصيص الامل الوحيد لهذا الانسان هو الانغماس فى التدين و الغيبيات بحيث يعطى لنفسه بعض الامل و الثقة فى ان يحقق كل تلك الاحلام المهضومة فى العالم الاخر , و لاسيما عندما يرى ان جميع الدول من حوله فى الشرق و الغرب تتقدم للامام و تتعلم من اخاطئها و البشر هناك يستمتعون بحياتهم , فهذا يشعره بالمزيد من اليأس و الاحباط و لذلك يلجا للتدين و يحاول ان يقنع نفسه انه لا بأس بان يستمتع الاخرين طالما هو سيستمع فى الجنة , فعندما ياتى شخص ما و يحاول اقناعه بان دينه باطل بالعلم و المنطق و انه لا يوجد اله تقع عليه صدمة بالغة و يعتقد انها مكيدة من الشيطان و اختبار من الله له , لذلك يتهرب و يتجه مسرعا الى الصلاة و الدعاء و كتبه و لانه لا يملك الا كتبه ولا يقرأ فى مصادر علمية اخرى تجده مفلس فكريا لا يملك الا السب و الدعاء او الاجابات اللامنطقية التى لا يمكن ان تقنع شخص عاقل فى العصر الحالى.


لا يستطيع المؤمن ان يبرمج عقله للتفكير بصورة منطقية سليمة لانه اذا فكر بصورة منطقية سيتجه للالحاد , و لهذا تجد ان منطقه هو من الزندقة و النفاق و ان الله خارج جميع تصوراتنا و خارج عن الزمان و المكان , و انه خلق الانسان محدود العقل ولا يمكن للانسان يوما ما ان يتوصل الى الله مهما فعل , فهو بذلك ينفى و يكذب جميع العلوم و الاراء المنطقية و يتمسك بكتابه ليس الا , لان تلك العلوم تفضحه و تفضح دينه و تدل على بشريته.


لكى تكون ملحد هذا يتطلب منك الكثير من العوامل مثل الثقافة و القدرة على استقبال العلم و المعرفة و المنطق , و المؤمن لا يملك تلك القدرة على توفير هذه العوامل ولا توجد لديه الرغبة و اللذة فى البحث و المعرفة للوصول الى الحقيقة و متعة العلم , فدائما يتجه الى طريق الفشل وهو الطريق الاسهل و هو الصلاة و العبادات و كتبه المقدسة , و من المعروف ان طريق النجاح هو الطريق الاصعب.


لكى تكون ملحد هذا يتطلب ان تكون على خلق جيد بدون الحاجة الى دين و لكن المؤمن يحتاج للدين لكى يتحلى بالاخلاق فهو يعتقد ان الدين هو مصدر جيد للاخلاق و الحقيقة عكس ذلك حيث انه يمكنك ان ترتكب ابشع الجرائم فى حق اخيك الانسان باسم الدين او لنصرة دينك و التاريخ يشهد على هذا , يحتاج المؤمن للجحيم لكى يفعل الخير , و الجنة لكى يكون له هدف فى تلك الحياة و هو الفوز بتلك الجنة الوهمية ولا يستطيع ان يعيش من دونها لانه عندما يتفاجا بانك تخبره عن عدم وجود جنة و نار و اله سيضطرب نفسيا لاعتقاده انه اضاع عمره سدى فى الصلاوات و العبادات و الصيام و كل تلك المشقات التى فرضته عليه تعاليم دينه و من جانب اخر فقد ترك جميع ملذات الدينا و جمالها التى حرمتها عليه دينه من اجل ارضاء اله الوهمى الذى دائما يرفع يده دوما للدعاء و يكلمه ليلا من اجل الفوز بالجنة , ولذلك يحاول ان يبتعد عن جميع تلك الاراء و يتمسك بدينه.


على اساس النقطة السابقة يعتقد المؤمن ان سقوط دينه و الله يعنى سقوط حياته كليا و عدم وجود اى جدوى او هدف منها , و لكن الحقيقة عكس ذلك فسقوطهم يعنى انه ولد من جديد انسان حر عقلانى متحضر و راقى , يرفض اتباع معتقدات و تعاليم و خرافات و اساطير الانسان القديم التى لم تجلب لتلك الدنيا سوى الخراب و الدمار و التخلف و الرجعية و سفك الدماء و الالم , و فضل اتباع العلم عن اقتناع و ليس وراثة , العلم الذى عرف انه بسببه تقدمت تلك البشرية للامام , فاصبح يفكر بخلق لا يخشى شئ و ليس عبدا لاحد , هدفه السعادة و رسم البسمة على الاخرين و يفعل الخير حبا فى الناس و لارضاء انسانيته و ليس طمعا فى جنة او خوفا من جهنم.


المؤمن مكبوت جنسيا و من قرأ فى علم النفس يعلم ان هذا الكبت ينتظر فرصته للظهور و الانفجار لذلك تجد المؤمن كثير السؤال عن الحرية الجنسية و الزنى و المضاجعة و ما الرادع لها , لانه محروم و يحلم دوما بالجنس و لانه ممنوع عنده فى الاصل , فيتصور انه اذا صار ملحدا سيكون مثل الحيوان يضاجع كل ما تقع عينه عليه لان هذا هو تفكيره الخاطئ عن الالحاد بحسب ما يصوره له الكهنة و المشايخ , و الحقيقة عكس ذلك , و هى ان الدين و الايمان هوما السبب الرئيسى لهذا الكبت و الحرمان , حتى ان الالحاد يكفيه احتراما و شرفا و عظمة انه ليس بكتاب يتحدث عن الدبر و النكاح و الحيض و الحوريات و ملكات اليمين و السبايا.


يخشى المؤمن الالحاد لانه لا يريد ان يضع نفسه فى محل خطر بسبب اعتقاده فى جهنم و بهذا فهو يريد ان يكون فى الجانب الامن ثم انه ايضا يعتقد ان الالحاد هو مؤامرة صهيونية على دينه فينافق نفسه و الاخرين و يظل متمسكا بايمانه و باله الوهمى رغم عدم تاكده من وجوده , و لكنه لا يعلم انه بهذا يحقر من شانه و يجل من نفسه منافق كبير.


يعتقد المؤمن ان الله هو من خلق هذا الكون الواسع و منحه الحياة و ان هذه الدينا ما هى الا مجرد اختبار للفوز بالحياة الابدية فيظن ان الالحاد مكيدة و امتحان من الله له و لايمانه و الحقيقة عكس ذلك , فلو وجد الله اساسا لما سمح بوجود علم المنطق الذى ينفد وجوده , او سمح بوجود نظرية مثل التطور التى تنفى قصة الخلق , و لم يكن عالم مثل تشارلز داروين قد ولد اصلا فلماذا سيخلق الله شخصا ليفضحه؟ , ام انه كان نائم او فى عطلة صيفية و نسى؟ , يخاف المؤمن من الالحاد لانه يتوهم الله , الله هذا الصديق الوهمى الذى يعلم الاسرار , و لتعلم يا مؤمن انه لا وجود لله و العلم و المنطق يشهدوا على ذلك (الاله مات و نحن من قتلناه).


اما عن المراة المؤمنة و بالاخص المسلمة , فقد تم تقيدها و سجنها بسبب هذا الدين و تعانى من السيطرة عليها و اخضاعها سواء عن طريق زوجها او اسرتها , و تعانى من كبت الحريات و النظر اليها على انها اداة للجنس فقط , جميع تلك العوامل تجعل المراة تتمسك بالدين باعتباره الامل الوحيد للخروج من هذا الجحيم و التعويض عما فاتها فى الحياة الاخرى , فهى تنتظر الموت بشغف لانها تعتقد انه السبيل الوحيد من اجل الخروج من هذا الجحيم و السجن المظلم و الاذلال الذى فرضه عليها اله الاسلام , لانها تعتقد انها ستحظى بحياة افضل فى تلك الجنة المزعومة اذا اتبعت كل ما يامره بها دينها , و لذلك تجدها متمسكة بهذا الدين باى شكل من الاشكال لانها تظن انه طوق النجاة الوحيد لها من اجل حياة عاطفية جميلة و للخروج من هذا الجحيم المؤلم , فلا شك انها ستلجا الى ابسط وسائل الدفاع النفسية و هى الانكار , فهى ستحاول بكل قوة الدفاع عن اى اتهامات لدينها الحبيب طوق نجاتها , كما لو انك شاهدت رجلا يخون زوجته و حاولت اخبار تلك الزوجة عن خيانة زوجها الذى تحبه و تعتمد عليه عاطفيا و اقتصاديا , ففى البداية هى ستلجا للانكار و اتهامك بالكذب , و حتى لو عرضت عليها الدلائل قد تظل غير مصدقة و قد تتهمك بتزييف تلك الاشياء , و فى النهاية عندما لا يستطيع عقلها ان يقاوم الفكرة اكثر , فانه سوف يلجا الى تكتيك اخر و هو محاولة التماس العذر لهذا الزوج الخائن , بمحاولة تذكر الاشياء الجميلة له و التى فعلها لها فى حياتها من قبل لكى تستطيع اقناع نفسها بامكانية الاستمرار فى العيش منه , طالما لانها لا تستطيع الانفصال عنه و هذا ينطبق بالظبط على علاقة المراة العربية المسلمة بالدين , بالرغم من عدم وجود العدالة و المساواة بينها و بين الرجل اطلاقا فى هذا الدين و تحقيرها , وجود الحق للزوج فى الزواج عليها من اخرين و التقليل من شائنها , و تنزيل مستواها و جعله فى مستوى الكلب و الحمار فى ابطال الوضوء . و وصفها بالنجاسة لانها تحيض و مع العلم ان هذا شئ خارج عن ارادتها , فهى لا تستطيع ان تصدق ان الدين الذى هو املها الوحيد ما هو الا مجرد كذب و اوهام , و بالتالى فهى تحاول الدفاع عنه بكل قوة و تحاول انكار الحقائق الموجودة فيه و صحة الرويات التى تؤكد خيانة هذا الدين لها و انه هو وراء السبب الحقيقى لحالها ذلك , و حتى ان كانت الدلائل قوية جدا بحيث انها لن تستطيع انكارها , فستحاول التملص و افتعال اى عذر لذلك الدين الخائن (كمثال عن سوء اخلاق محمد و نكاحه لعائشة ذات التسع سنوات , زواجه من اكثر من اربع نساء و تميز نفسه عن الاخرين , او قتله لمعاريضه لانهم كانوا يتطاولون عليه مما استوجب قتلهم , او قصة مذبحة بنى قريظة).
...............................................................................................

ففى النهاية كلما ناقشت المؤمن سيتجه الى حالة الانكار غاليا و هى انه سيتهمك بالجهل او تزييف الادلة او عدم فهمك للايات او اخراجك من سياقها او التماس الاعذار بشتى الطرق , و ان لم يستطيع فعل ذلك فسيحاول الخروج عن الموضوع و التحدث فى موضوع اخر , مثل فوائد الدين و تلك حالة انكار ايضا واضحة و على الرغم من ان اضاراره تعد اكثر بكثير من فوائده و السبب الحقيقى فى فشل الحوارات هو ليس عدم قدرتهم على الفهم و انا عدم رغبتهم فى الفهم.

تحياتى.



#عمر_مشالى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اساطير الاولين - اسطورة مملكة سليمان
- اساطرين الاولين - اسطورة قوم لوط
- اساطير الاولين - اسطورة نوح
- خزعبلات دينية
- بعض من اخطاء القران العلمية و المنطقية
- المؤمن خسر دنيته و هياخد خزوق فى أخرته
- المؤمن هو الخاسر لا محالة
- محمد نبى الاسلام مجرم حرب
- خرافة الشيطان
- اسئلة و اسباب جعلتنى ملحد
- التربية الدينية الفاشلة
- الاله المهووس بالعبادة
- اكاذيب اسلامية
- محمد فى مكة و محمد اخر فى المدينة
- الانسان يفكر افضل من خالقه


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمر مشالى - لماذا لا يستطيع المؤمن التفكير بصورة منطقية و يتخوف من الالحاد؟