أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جان كورد - نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش















المزيد.....

نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 09:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما أن انتخاب السيد جورج دبليو بوش رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لدورتين متتاليتين لم يكن متوقعا حتى لدى أفراد عائلته المقرّبين، فإن نجاح الانتخابات العراقية أيضا لم يكن متوقعا بهذا الشكل حتى لدى أشد الناس تحمسا لها.. ولكن يبدو أن القدر يسجّل لهذا الرجل الذي اعتبره كثيرون على الدوام جاهلا بالسياسة أو فاشلا في الحياة انتصارا بعد انتصار، فهو الذي حقق ما لم يتمكّن والده السياسي المحنّك من تحقيقه في السياسة الداخلية مثل تخفيض الضرائب بشكل حاسم والتغلّب على المنافس الديموقراطي جون كيري في وقت كانت فيه وجوه الجمهوريين متشائمة تماما، وهو الذي تجرّأ على القيام بمغامرة اسقاط النظام الدموي في العراق، نظام صدام حسين الذي كان مخيفا حقا، في حين أن والده لم يتجرّأ على ذلك يوما كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وشكّل تحالفا دوليا واسعا لطرد جيوش صدام حسين من الكويت، دون التحرّك صوب بغداد خوفا من تداعيات وانعكاسات وانهيارات كبيرة في المنطقة، معرّضا بذلك الشعب العراقي المنتفض آنذاك إلى انتقام رهيب قام به نظام صدام حسين الدموي ، وبخاصة في الجنوب والشمال..
كما أن جورج بوش الابن هو الذي أكّد مرارا على رفضه تأجيل الانتخابات العراقية رغم كل عمليات التدمير والتخريب والتقتيل الارهابية التي شملت مناطق واسعة من العراق، وتنفّذ بشكل يومي في كبرى المدن العراقية مثل بغداد والموصل والبصرة... ومنهم من كان يحلم بأن يؤدي الفشل في الانتخابات العراقية إلى فشل سريع ونهائي للأمريكان في حربهم الأخيرة يكون على غرار فشلهم الكبير في الفيتنام.
وحسب آراء الذين راقبوا الانتخابات العراقية عن كثب، من عراقيين محايدين وعرب ديموقراطيين وأجانب ومنظمات دولية وإعلاميين معروفين بموضوعية تقاريرهم فإن الانتخابات قد نجحت رغم ما رافقها من عمليات ارهابية منظّمة وهادفة ومنصّبة على مراكز الاقتراع لاخافة الناخبين أو تعطيل المراكز أو كليهما معا، ورغم أن جزءا هاما من العراقيين في المناطق السنّية العربية قد رفض التصويت كليا، وأن عددا من أحزاب السنّة طالبت الشعب العراقي بعدم الادلاء بالأصوات. وفاقت نسبة النجاح ال 60 % رغما عن أنف "القدس العربي" و "الجزيرة" اللتين حاولتا نفث سموم الشك والكره والعداء بتقارير ومقالات ومقابلات تكشف أنها لا تزال تحبّذ أن يحكم العراق طاغوت مثل صدام حسين على أن ينتخب الشعب العراقي ممثليه بذريعة أن الأمريكان متواجدون في العراق. وهاتان الهيئتان الاعلاميتان العربيتان لم تظهرا شيئا من هذه الرغوة السامة لدى انتخابات أي بلد عربي آخر، ومنها بلدان خاضعة للنفوذ الأمريكي مائة بالمائة وعلى أراضيها قواعد ومطارات وموانىء أمريكية ضخمة للغاية.
وجدير بالذكر أن المناطق الشيعية في الجنوب واقليم كوردستان العراق في الشمال يشكّلان معا غالبية الشعب العراقي العظمى وغالبية مساحة العراق المسكون بشريا أيضا. وفي كل من الجنوب والشمال، إضافة إلى مدن عراقية سنيّة وكل المراكز الانتخابية في المهاجر، من استراليا إلى أمريكا وكندا، كان الاقدام على الادلاء بالأصوات كبيرا ومفرحا للغاية، بل إن الناخبين الكورد حوّلوا يوم الانتخاب في 30/1/2005 إلى يوم احتفال شعبي كبير، حيث تم توزيع الورود والحلويات ورقص الكورد رقصاتهم الشعبية وحملوا الرايات الكوردية والعراقية وارتدوا ثيابهم الفلوكلورية تعبيرا عن بهجتهم وحماسهم وايمانهم بوحدة العراق الوطنية..
لقد قال بعضهم بأن هذه الانتخابات هي بداية الطريق إلى الديموقراطية العربية الحقيقية، وقال آخرون إنها أثبتت انتصار السلام الوطني والوحدة الوطنية على الارهاب، ومنهم من رأى فيها بداية لعودة العراق إلى دائرة المجتمعات الديموقراطية بعد غياب دام أكثر من نصف قرن من الزمن، ومنهم من وجد في هذه الانتخابات ترميما للبيت العراقي وإصلاحا لما أفسدته الحرب ودمّره الارهاب وانطلاقة جديدة لبناء اقتصاد عراقي مزدهر، وحقيقة فإن هذه الانتخابات قد أوقفت كل مشاريع التقسيم والتفتيت والتمييز بين أبناء العراق الواحد في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ العراق، وأزالت الجدار الصيني أو البرليني الذي عمل أعداء العراق على بناءه بين الجنوب والشمال، بين الشيعة والسنة، بين العرب والكورد وغيرهم من العراقيين، وبين اليساريين واليمينيين...
ولذلك فإن هذا الانتصار الجديد للإدارة الأمريكية سيشّجعها على المضي في مشروعها الكبير لدمقرطة الشرق الأوسط، كما سيكون بمثابة متكىء للسياسة الخارجية الأمريكية وللسيدة كوندوليزا رايس بالذات، وهي التي وقفت مع رئيسها بقوّة وأشارت عليه بكثير مما قام ويقوم به من خطوات حاسمة.
ومن ناحية أخرى فإن قوى المعارضة الديموقراطية في البلدان المجاورة، وبخاصة في سوريا، ستنظر بعين التفاؤل إلى المستقبل، بعد أن رأت العراق وكأنه على وشك الانهيار التام تحت وطأة العمليات الإرهابية، فإذا بالشعب العراقي يثبت للعالم بأنه شعب جريء ومصمم على تحويل العراق إلى بلد ديموقراطي حر وحديث، وهذا ما سيغمر قلوب السوريين الجيران بالأمل الكبير في أن المستقبل مفتوح لهم أيضا وطريقهم يؤدّي بصورة مباشرة إلى الخصام والصراع والنزاع مع أنصار الدكتاتورية والإرهاب، وأن محاولات النظام القائم لتدجين المعارضة وشلّها وتمزيقها أو دق اسفين بين ما هو معارض في الداخل وما هو معارض في الخارج ستبوء بالفشل الذريع، وسيجد الديموقراطيون السوريون، عربا وأكرادا ومن مختلف الطوائف والفئات والقوميات والمذاهب، في الشعب العراقي بعربه وأكراده وأقلياته القومية والدينية المختلفة نصيرا ومؤازرا وحليفا...
ولذا لايسعني هنا إلا وأن أحيي العراقيين الذين أدلوا بأصواتهم من أجل العراق، وبخاصة أولئك النساء اللواتي أردن بتوجههن إلى مراكز الانتخاب للإدلاء بأصواتهن الانتقام من النظام الذي قضى على فلذات أكبادهن وسلبهن حق الحرية والانتخاب عهودا طويلة من الزمن، وأحيي أيضا أبناء شعب كوردستان العراق وبناته لأن الكورد استوعبوا بشكل جيد ما عليهم القيام به وقاموا بمسؤوليتهم وواجبهم القومي والوطني بشكل يفرح القلوب ويظهر للعالم أجمع بأن الكورد أنصار السلام والوحدة الوطنية والتلاقي بين الشعوب والديموقراطية والحرية.
وليمت أعداء العراق بغيظهم وبخاصة الطورانيون الترك الذين لايكفون يهددون ويرغون ويزبدون لأن الانتخابات أظهرت حقيقة ساطعة كالشمس هم ليسوا قادرين على النظر إلى أشعتها القوية.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جان كورد - نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش