أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الجنديل - منافقون وحكّام














المزيد.....

منافقون وحكّام


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 12:24
المحور: حقوق الانسان
    


على مرّ العصور ، والشعوب تبني مستقبلها بعرق جبينها وعقول مفكريها ، وسواعد أبنائها ، متلاحمة مع حكوماتها تارة ، ومختلفة معها أخرى ، لكن مسيرة التقدم لا تتوقف ، وعجلة الزمن لا تسير إلى الوراء .
أستثني من هذه القاعدة بعض الشعوب وبعض الحكومات ، وأستثني من هذا البعض شعبي وحكومتي وعلى مرّ العصور والأزمان .
بالأمس ، كانت دماؤنا تغذي مواقد الخليفة ، ومعارك السلطان ، ونزوات صاحب السمو ، وكنـّا نتسارع إلى موتنا على قرع طبول المنتصر بالله ، وأناشيد جلاوزته وهم يعدونا بالفرج القريب ، وكلما يغادر خليفة مخلفا وراءه بحورا من الدم ، وعالما من الخراب ، يخرج لنا خليفة آخر بطبول جديدة وجلاوزة يشتمون كلّ أصحاب الجلالة الذين حكمونا قبله ، ويعيدوا على مسامعنا نشيد ( لاحت رؤوس الحراب ) ويزفـّون لنا بشرى النصر المؤزر .
وكنـّا في كل مرحلة نرى جموع الفقراء والمحرومين ، يدقـّون أبواب الخليفة ويعرضون على أبوابه الواسعة نثار ذلهم وبؤسهم ، ولا يجدون غير وعاظ الملك المبجل ومستشارو الخليفة في انتظارهم ، يرشّون على رؤوسهم بركات ظل الله في الأرض ، وحامي حمى المسلمين ، بعدها يهبّ جند راعي الرعية ليحشوا مؤخراتهم هؤلاء المساكين بالخوازيق ، ويلفـّوا على رقابهم الحبال ، ويطعموا لحومهم قضبان الزنزانات المظلمة .
وكلما يرحل أمير ، نكتشف إننا ضحية في مسلسل الخداع الذي ذهب به آباؤنا وأجدادنا عبر صفحات تاريخنا المجيد .
ومع تقدم الزمن ، تطورت أساليب المكر والكذب لدى الحكومات ، وتطورت أساليب النفاق لدى الشعوب ، وأصبحت العلاقة بينهما قائمة على جدلية المنافع والمصالح ، فالحاكم يحتاج إلى مَنْ يقرع له الطبول ، ويقشّر جلد يديه بالتصفيق لمقامه الرفيع ، وشريحة منافقة تحتاج إلى عطايا وهبات الحاكم لكي تعيش في رخاء .
كما أفرزت هذه المسيرة المباركة الرائدة سلوكا مزدوجا لدى الحاكم ، يتلخص في خطابين متنافرين ، الأول يتمثل في الهتاف باسم الشعب والوطن والدين ، ورفع راية الكفاح والنضال من أجل الفقراء والمضطهدين للضحك على ذقونهم ، والثاني يتمثل في نهب أموال العباد والبلاد ، وقطع ألسنة ورقاب المشاغبين الذين يحلمون في حياة هانئة مستقرة ، ونتيجة لهذا السلوك خرج إلى الوجود جيل من المنافقين ، يعرف كيف ومتى ينشر بيارقه وهتافاته ، وكيف ومتى يخفيها !!؟ وكيف ومتى يتخلص من الولاء الكاذب للسلطان الراحل ليخلق ولاء كاذبا جديدا للسلطان القادم !!؟، حتى أصبح من الصعب أن تعرف كم من الوجوه يحمل كلّ واحد منهم ، وأصبحوا حملة الرايات في كلّ المآتم والأعياد ، وغذاء الانقلابات الدموية التي يضجّ بها هذا البلد المنكوب ، ومشاريع ناضجة للفتنة وعلى الدوام ، والوجوه المستنسخة في جميع الفصول والأدوار والأزمنة ، فهم أمويون بامتياز ، وعباسيون باقتدار ، وعثمانيون بكفاءة ، وقوميون حدّ النخاع ، ووطنيون حدّ العظم ، وإسلاميون بطريقة تخجل الكفرة الملحدين ، ويساريون هرب اليسار من صراخهم ، ويمينيون لم يلتفت اليمين إليهم ، وليبراليون لم يميزوا بين رائحة النفط ورائحة الخروّع .
ومع شدةّ الصراع ، وتعقيدات المرحلة ، وتشابك الأوراق والألوان ، أصبح الحاكم لا يميّز بين رأس الثور ورأس الضفدعة ، وأصبح شغله الشاغل ينحصر في الحفاظ على العرش الذي يتنعم بسحره ، وأصبح المنافقون لا همّ لهم سوى إرضاء الخليفة وكسب المزيد من مكرماته وعطاياه ، وتحولت المسيرة الظافرة برمتها إلى حيّة أم راسين ، همّها أن تتبختر بين أدغال حياتنا لتثير الفزع والهلع في نفوس الفقراء ، وما بين رأسي الحيّة ، ظلّت عجلة الحياة متوقفة ، حيث لا وقود يحركها غير أكداس الشعارات التي لا تحرك نملة في جوف الأرض .
إلى اللقاء .
[email protected]



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وينك ياقريب الفرج !!.
- ابتهالات عند قدمي هبل ... قصص قصيرة جدا
- على هامش الحقيقة
- سياحة على شواطئ رواية ( عباءات محترقة )
- أحلام . ..... قصة قصيرة.
- أحلام
- حداء في ذاكرة الليل .... قصص قصيرة
- الغروب
- الكرسي
- يرقية الى ولي الامر
- حفلة ....قصة قصيرة
- على هامش الخط الأحمر
- البالون ...قصة قصيرة
- كتابات باللون الأحمر
- جفاف ..قصة قصيرة
- حكايات ذاكرة.. قصة قصيرة
- الأقلام والخيول
- الوصيّة ... قصة قصيرة
- السفينة .. قصة قصيرة
- الجناة ومزبلة التاريخ


المزيد.....




- المستوطنون وذوو الأسرى يواصلون التظاهرات ضد نتنياهو وحكومته ...
- الحرب في لبنان: منظمات الإغاثة تكافح لتوفير الغذاء والمأوى
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام أردنيين اثنين
- روسيا ستقدم أدلة للأمم المتحدة على جرائم ارتكبها مرتزقة يقات ...
- الأونروا: لم يُسمح بدخول أي طعام لمدة شهر للمنطقة المحاصرة ب ...
- الأونروا: الوضع بغزة كارثي وما يصل من مساعدات غير كاف
- وزير الخارجية الفرنسي: لن نقبل تكرار حادثة اعتقال فرنسيين من ...
- منظمات إغاثة: إسرائيل لم تنفذ مطالب واشنطن لتخفيف كارثة غزة ...
- الأونروا: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة -غير كاف-
- الأونروا: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كاف


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد الجنديل - منافقون وحكّام