أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم الحكيم - -الدمقراطية ليست عسلا نقيا جاهزا-














المزيد.....

-الدمقراطية ليست عسلا نقيا جاهزا-


سليم الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 09:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تاريخ الشعوب يؤكد على إن تطبيق الدمقراطية ، يؤدي الى إشاعة أُسلوب حضاري لإدارة الحياة السياسية في المجتمع المؤسس على مرجعية القانون والدستور، فينعكس ذلك إيجابيا على سلوك الجماعات والأفراد ، و يأتي في مقدمة هذا السلوك الإعتراف المتبادل بالحقوق المتساوية بغضّ النظر، عن الاصول القومية والدينية أوالعقيدية ، والجنس أو اللون، فيطبع المجتمع الدمقراطي حالة من التسامح المتبادل بين الأفكار المختلفة، وسلوك الإصغاء لمنطق العقل، قبل منطق العصبية و العزة للذات.
ومن المنطقي أيضا أن تحوِّل الحرية الشخصية و حق الإختيار- المكونات الأساسية للدمقراطية- أفراد المجتمع إلى نماذج إنسانية سوية، واثقة من أنفسها، لا تتهاون تجاه تضييع الحقوق ،بعد أن إلتزمت بواجباتها، فيجعلها صلبة تجاه الظلم والدكتاتورية أو القمع الفكري، وتعمرأنفسها بالكرامة، وبعكس ذلك الإحساس بالعار، عندما تُفرض عليها التبعية العمياء، الى القائد الفرد أو المقدس ،مهما كان المصدر الذي يستمد منه قوته .
لكن، كما للدمقراطية عناصرها الإيجابية، فلها عناصر سلبية ، " فهي ليست عسلا نقيا جاهزا ، ولا تقدم حلولا سحرية للمعضلات المجتمعية ،بل لها سلبياتها ، كالبطئ في صنع القرارات وإنفتاح المجال للإنحرافات السياسية والإدارية، أو الجرائم الإقتصادية و الإجتماعية، بما فيها نشاطات "المافيا" و أعما ل السوق السوداء خاصة في الد ول الأقل نموا"((إقتباس من كتاب +التحول الدمقراطي و المجتمع المدني + للدكتور عبد الوهاب حميد رشيد))
ومن هنا تنشأ أهمية حماية الدمقراطية، بنشر الثقافة الوطنية الدمقراطية، كعملية تربوية إجتماعية يجب أن تسير بجد و توازي مع، سيادة القانون، والقضاء على البطالة، وتوفير السكن و الصحة والتعليم والضمان الإجتماعي؛ فعليهم تقوم دعامات التحول الدمقراطي، ويُبنى الحصن الذي يحمي المجتمع من الظواهر المَرَضية الناجمة عن السلبيات المحتملة للدمقراطية.
حتى لا يؤدي تشعب الحديث عن الدمقراطية الى خلق كرة هلامية غير محددة الشكل، تشوش الرؤية حول الواقع العملي للدمقراطية، يكون من الأجدى التأكيد على مكونات الحد الأدنى للدمقراطية المتفق عليها بدرجة كبيرة و هي :
الأول : حقوق الإنسان؛ بما تتضمنها من حريات عامة و مساواة كاملة في الحقوق والواجبات.
الثاني : التعددية السياسية ؛المؤسسة على تعددية الأحزاب و تعددية مناشئها الإيديولوجية (العقيدية).
الثالث: التداول السلمي للسلطة ؛ كنتيجة يجب أن تترافق مع التعددية السياسية .
فهل حقا ً إن عراقنا على طريق تطبيق هذه المكونات ،بعد أن تحقق هذا النجاح الباهر لعملية إجراء الإنتخابات على رغم النواقص الجوهرية التي رافقتها؟... مما قد تؤثر على مصداقيتها؛ ومن بين تلك النواقص :
+ عدم توفير الوقت الكافي و الظروف الآمنة التي تسمح للدعاية الإنتخابية السليمة ،في الوقت الذي توفر ذلك من جانب أُحادي للجهات السياسية الدينية ، فتحولت الاماكن الدينية و الجوامع والمساجد ، الى منابر دعاية إنتخابية بشكل مباشرأو غير مباشر.
+ عدم التكافؤ في فرص التنافس، بين البرامج الإنتخابية من على وسائل الإعلام ، مما ضيّع على جماهير الشعب حقها في أهم مبدأ دمقراطي في الإنتخابات ، وهو منح الأصوات على أساس من القناعة الواعية في البرامج السياسية للمرشحين بعد معرفة الفروقات الجوهرية بينها .
+ سوء إستغلال وتعميق البعض لحالة الفوضى السياسية و إنتشار الأمية السياسية الناجمة من عهود الدكتاتورية، تحت تأثير حملاتها المنهجية الإيمانية جدا جدا! ،غايتها خلق جمهور تنتشر بين صفوفه، أخلاقية الولاء للأسماء و الرموز أشخاصا كانوا، أو كيانات ؛ وكذلك سيادة حالة الولاء المذهبي والعصبية، ونصرة الجماعة بشكل أعمى في الصحيح و الخطاء !عند منح الأصوات للمرشحين.
+ حرمان جماهير مهمة من الشعب،من تطبيق حقها الإنتخابي، لسبب التقصير القاهر الذي وقعت
فيه المفوضية العليا للأنتخابات تجاه بعض أقضية وقرى الموصل التي تضم الكلدان والآشوريين
والإيزدْ يين و آخرين.
ومن كل ذلك تبرزبوضوح أهمية تعلم مناورات الدفاع عن الحقوق، وعدم السكوت تجاه التجاوزات، و فضح جوانب الخطأ وكل حال مائل، وبنفس القوة ضرورة نشرالوعي السياسي الدمقراطي، وتفعيل منظمات المجتمع المدني، ومواصلة النضال لحراسة الدمقراطية وترسيخ مبادئها إجتماعيا .
فمن دون كل ذلك سوف لن نضمن أي حق في جني عسل الدمقراطية!!!



#سليم_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتها العراقية الصابرة إستفتي عقلك الراجح أولاً ثم إمنحي صوت ...
- إنتخبوا قائمة مُجَرِّبٍ وليس غيرها!
- إمنح صوتك لهؤلاء! لتضمن الحرية والأمان والرخاء للعراق!
- بين الفساد والإنتخابات وأوجاع الظَهْر!!
- من إغتال شجرة البلوط قبل الأوان ؟
- الى من يهمهم أمر تنفيذ القوانين والقرارات عن بُعد!
- الوطن يستصرخ ! حطموا الإرهاب
- أيها المفصولون السياسيون يريد -مجلس الوزراء- إستلاب حقوقكم
- هل تتكرم السيدة وزيرة-المهجرين والمهاجرين- بالقليل من وقتها ...
- الكرسي الأسطوري!!
- إمارات الطوائف والمليشيات رصاصة موت العراق
- لك الحمد؛مهما استطال البلاء ومهما استبد الألم
- الحلم بالفراشات الجميلة
- شيطان نا طق في جلباب قد يس!!
- لا تنحروا العراق على مذبح النفاق السياسي و المذهبي!!
- لنحمي العراق من ألاعيب السُراق الجُدد!!
- عزيزي وزير الثقافة ؛إن استغاث بكم رجلٌ،،أغيثوه!!
- َطرَشْ الحاج رَجَبْ؛ و لا ُثقل سَمْع وزير- المُهَجّ- والمُها ...
- نداء من المتضررين العراقيين في المهاجر
- يا مجلسا ً!! تسعيركم الشلغم أثلج صدورنا!


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم الحكيم - -الدمقراطية ليست عسلا نقيا جاهزا-