أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين علوش - حوار مع الفيلسوف السلوفيني سلافوش جايجيك















المزيد.....

حوار مع الفيلسوف السلوفيني سلافوش جايجيك


نورالدين علوش

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 23:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




ترجمة نورالدين علوش- المغربhttp://www.lacan.com/nouvob.htm

يعتر ماركس ولا كان من المرجعيات المهمة في تفكيرك. ما هو تكوينك الفكري؟
في نهاية الستينات كانت سلوفينيا بلد اشتراكي. حقيقة لكن مع ذلك منفتح بايجابية على الغرب. عندما كنت شابا كانت الفلسفة الرسمية للحزب هي ماركسية غربية في اطار ما تطرحه مدرسة فرانكفورت. أما المنشقين فاجتمعوا حول قومية هيدغرية. أما نحن الشباب فلم نكن نميل إلى واحد من الاتجاهين.كما كنا منفتحين كثيرا على كتابات فوكو, التوسير ليفي استراوس ,لا كان. لهذا لم يكن الخيار ابدا بين ليبرالية غربية مبتذلة وقومية حمقاء. لماذا لقي لاكان رواجا كبيرا في بلد صغير قوامه مليونين من السكان؟ فالأمر غامض وحتى مضحك. هنا تقام ستة او سبعة ندوات خاصة بلا كان , كما تجد العشرات من الكتب التي تتناوله بالدرس والتحليل.
اتذكر في حلقة تليفزيونية بأكبر محطة تلفزية في بلدي , قبل الانتخابات الحرة انه مرشح شيوعي قال لأخر": لا ,ما تقوله خطأ لا نك لا تفهم بان العضو الذكري هو مدلول الخصاء " يتعلق الأمر بنقاش بين رجال سياسة وطنيين. فالامر يشبه اذا قال ذلك بوش لكيري خلال الحملة الانتخابية؟
نعم في السنوات الأخيرة للشيوعية بين سنوات 1985 و 1989 مثلت لحظة تاريخية للمثقفين. مع معاينتا لانهيار النموذج الشيوعي لم نطور أية فكرة ساذجة عن الغرب وكانت لنا رؤية نقدية للديمقراطية.

تدافعون عن فكرة تجاوز ممكن للرأسمالية وتناضل من اجل إعادة تسييس استعجالي للاقتصاد. ماذا تحتفظ من الفكر الماركسي؟
اذا كنت دكتاتورا سا حكم عليك بخمس سنوات من الغولاغ بسبب طرح هذا السؤال .-( ضحك)لا يتعلق الأمر بمعرفة من الجزء الحي والجزء الميت في الماركسية. فهذا الإجراء اظن بانه خطير.فضلا عن انه إجراء نوعي تمارسه الدوائر الثقافية الأمريكية.
فتحويل الماركسية الى تحليل ثقافي يوظف كثيرا نظرية الاستلاب وصنمية السلعة ؛ لكن الاديولوجية العفوية لكل عالم لم يبق على الأقل الرأسمالية بطابعها الإنساني.. لن يكون هناك ادنى ضرر لنا بتصور نهاية للعالم بتغيير ولو بسيط في نظامنا الاقتصادي.
لم يترك لنا اي فضاء مفتوح للتفكير خارج جذري للرأسمالية كمخرج. اما هو مطروح ألان بفرنسا وأصبح موضا هي ليبرالية مراقبة من طرف حس جمهوري قوي. نتساءل كيف يمكن انسنة الرأسمالية بقليل من التضامن او ضمان حقوق الاقليات. ا ما هو اخطر كيف يمكن الحفاظ على الهوية الوطنية في عصر العولمة؟ فالأمر مضحك الى حد بعيد لن تجري الأمور هكذا. لا فالسؤال الجوهري هو: هل الرأسمالية تمثل الأفق الأخير او لا؟
كتبت كتابا حول إحداث 11 شتنبر 2001 . حيت اعتبرت الاعتداء المزدوج على البرجين التوؤمين بمثابة نهاية اليوتوبيا الرأسمالية؟
مع نهاية سنوات التسعينات انتشرت أطروحة مفادها :نهاية الماركسية هي بمثابة نهاية اليويتوبيا واليوم ندخل عصر ما هو حقيقي واقتصادي. فانا أظن العكس: فسنوات التسعينات هي التي مثلت انفجار حقيقي اليوتوبيا . فهذه اليوتوبيا الرأسمالية الليبرالية مفروض انها مخالفة للعقل انها تحل كل المشاكل . منذ أحداث 11 سبتمبر نعرف على الأقل ان لازال التقسيمات هي نفسها. بدأنا نفهم بان العولمة هي انقسام اكبر من السابق داخل كل وطن وبين أسياد العولمة و الخاضعين لها. هناك اكثر من مليار انسان من أمريكا اللاتينية إلى الصين مرورا بإفريقيا البحيرات الكبرى, تعيش مهمشة في ضواحي تفتقر إلى ادني شروط العيش الكريم في ظل تنظيم اثني تقليدي. لم يتبق لهم الا اللجوء إلى الأصوليات الدينية او السطو المباشر. فما هي حقيقة العولمة الرأسمالية؟ على سبيل المثال بكونغو برازفيل حيث تنعد م الكهرباء بثاني اكبر مدينة. ونفس الأمر ان اليساريين الأمريكيين لا تربطهم صلة بالنقابات ولا نقول العمال؟ فحقيقة العولمة هي فصل أقوى بكثير من تقسيم الطبقات التقليدية للقرن التاسع العشر. في كتاب حول لينين تكلمت على هذه الأزمة العالمية التي ارى بأنها وصلت , اذا لم نتخيل شيئا. نحن أمام ابارتايد من نوع جديد او إعادة تشكيل فيودالي للرأسمالية بالطريقة الصينية. فالحالة متفجرة وعندما اقول ذلك فلا اتماهى مع ما طرحه ادورنو في نظريته التشاؤمية. لم اقم إلا بملاحظة.
ما هي نظرتك للحركات المطالبة بعولمة بديلة؟
نعم هي حركة جماهيرة على لاقل اصابت كبد الحقيقة ,بالتركيز على العولمة بخلاف التيار اليسار السبعيني الذي خاض معارك ثقافية ضد الجنس والعنصرية. واعتقد بان قمة الراديكالية تقضي بقراءة رواية لجون اوستين , كاشفا عن فوبيا الإنسان في ص32
فما يقلقني بالمقابل عند معارضي العولمة هي مطالبهم. على سبيل المثال نغري وهاردت مؤلفي كتاب الإمبراطورية. فالكتاب يقدم أطروحة ضد الدولة لكن إلى ماذا؟ المطالبة بحد ادنى عالمي للأجر وبمواطنة عالمية. وهذه حالة الهستيري اللا كاني الذي تحدى السيد قصفا بطلبات مستحيلة( ضحكات) لا نرغب في تدمير العدو: نتوجه اليه. نقبل بسلطة في وضعها. اعتقد بان ليس هناك مخرج من هذه الدائرة الفاسدة للرأسمالية بالاعتماد على القوى الديمقراطية كما هي ألان. في ديمقراطيتنا لا نصوت على خيارات اقتصادية قوية . الكثير من الناس لا يعتقدون بامكانية العمل الجماعي التأثير على مجري المجتمعات." فحتى التيارات الديمقراطية الاشتراكية أصبحت تاتشيريةّ( نسبة الى المحافظة تاتشر)" نقلا عن بيتر مندلسون صديق لبلير. لسوء الحظ أنني متفق معه. لاحظ ما يجر باسبانيا فزاباتيرو الاشتراكي لا يمس نهائيا الاقتصاد .مفضلا الاهتمام بشرعنة الزواج المثليين والأسرة المكونة من جنس واحد ( رجل رجل- امراة امراة) .فالسياسة لا تمارس هكذا في راييي. فوجهة نظري لا علاقة لها باية توجه معادي للديمقراطية أو بفاشية اليسار؟
بعبارة بسيطة لا نجد في التيار اليسار المعادي للعولة إي مشروع سياسي راديكالي قوي بما فيه الكفاية. لهذا اعتبر بان هذه الحركات الاجتماعية لن تغير الأوضاع بصفة جذرية وكل ما ستقوم به هو التشويش على مشروع الرأسمالية.
لنرجع إلى تمدد الاصولية الدنية وتواطئها العميق مع العولمة الرأسمالية؟
لا نحتاج الى الحديث عن الإسلام , لناخذ الأصولية الغربية على سبيل المثال. قبل كل شيء فالظاهرة أصبحت الآن جماهيرية.
فمكتب التحقيقات الفيدرالية يقدر عدد الناشطين في اليمين المسيحي الجديد بمليونين. من يصوت على المحافظين الجدد بأمريكا؟ الطبقة العاملة. لناخذ على سبيل المثال ولاية كنساس الأمريكية التي كانت محسوبة على اليسار الراديكالي منذ 30 سنة؛ لكنها الان تميل إلى اليمين. لكن المبكي في الامر,ان ان طاقة اليسار تم أعاد تكييفها من طرف التيار الشعبوي والمسؤول عن ذلك هو التيار اليساري المروج لاطروحة تعدد الثقافات؛ بابتعاده كليا عن قضايا الفقر والاستغلال.
في يوم ما طلب من ستالين اي الانحرافين خطير" انحراف اليسار او اليمين؟ فأجاب كلاهما خطير. جملة معبرة( ضحكات) فانا من وجهة نظري لا يمكنني الاختيار بين الرأسمالية الديمقراطية المتسامحة والأصولية: لان هذه الأخيرة نتاج الأولى.
نعم لكن لا يمكن ان تضعنا امام مآزق خصوصية الأصولية الإسلامية والإسلام السياسي كذلك .فانت تراها نتاجا خاصا لتناقضات العولمة ؟
نعم وكذلك ارفض مصطلح الإرهاب. فهو يجرد الحركات الدينية والصراعات الشعبية بلا تنظيم ويقصيها من اي توهج ثوري في اي مكان في العالم. فمشكل الإنسانية المجردة هي انها تعمل بطيبة مع الضحايا مادام قبلوا بهذه الوضعية, لكن ما ان ينتظموا ويتجمعوا ذاتيا حتى نعتقد بظهور جديد للتوتاليتارية . نحب كثيرا البان كوسوفو بهروبهم من المجازر الوحشية التي يرتكبها الصرب
نحو الجبال. لكن الآن ننظر أليهم كانهم إسلاميين خطيرين. فالاعتداء على البرجين التوأمين كارثة نحن متفقين. لكن حينما تعتدي إسرائيل على المخيم فلسطيني هل هو اعتداء ام لا؟ هنا نصرف نظرنا. اذ بالنسبة لي المتشبع بأفكار لاكان فانطلاقا دائما من الاستثناءات تتمفصل الحقيقة.
لست مستعدا ألان لتجريد الإرهاب من كل ظروفه. بخصوص الأصولية الإسلامية التي تزعج العالم فهي نتاجا خاص لسياسات الغرب. فحركة طالبان هي نتيجة خالصة لما بعد الحداثة. ونفس الأمر يقال حول الحجاب الإسلامي الموحد. فبدل استيهاماتنا حول الإسلام علينا الاجتهاد للتساؤل حول المأزق الدرامية الحداثة الغربية.



#نورالدين_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوارق المغاربة
- النخبة المغربية
- المسالة النقابية عند الحركة الاسلامية المغربية
- التخبط البداغواجي في المغرب
- البديل الحضاري ومهمة التنوير الاسلامي: من الحركة الى الحزب
- المسالة الدستورية عند الاسلاميين المغاربة
- المواطن المغربي وثقافة الاحتجاج
- المعتقلين السياسيين الستة بالمغرب
- هيكلة الحقل الديني بالمغرب: المفهوم والسياق والمكونات والمرت ...
- الانتخابات المغربية
- استاذ التعليم الابتدائي وحرمانه من حقوقه


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نورالدين علوش - حوار مع الفيلسوف السلوفيني سلافوش جايجيك