أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راميا محجازي - النظام الأسدي يريدها طائفية في سوريا .














المزيد.....

النظام الأسدي يريدها طائفية في سوريا .


راميا محجازي

الحوار المتمدن-العدد: 3749 - 2012 / 6 / 5 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون الحياد جريمة و عندما يتحول الصمت إلى كفر , تقتل لغة التسامح و يستباح الإنتقام في شريعة المظلوم بعد أن ضاف بنهجه و فاض عن كاهله الرجاء . ولنعلم أنه عندما نبيح صمت الخائف المتخاذل متذرعين له الخوف والضعف نبيح معه دم الإنسان و ما أقسانا عندما نغض أبصارنا و نترك للخوف ألسنتنا فنحيد عن قول حق ضد خاكم فاسد وقاتل استباح دمائنا و أعراضنا و هتك حرماتنا و اغتصب كل حقوقنا وسرق الأحلام من عيون أطفالنا, و زرع على أرضنا الأحقاد و غذاها بدماء الأبرياء .
لمن بعد يمكن أن يغفر صمته و لمن بعد يمكن أن يقبل حياده بعد ما آلت إليه الأحوال في سوريا الحبيبة لا مكان للحياد و لا شريعة تستوجب منا التسامح بعد اليوم ,النظام الأسدي وأدواته من شبيحة وأبواق و زبانية , يقطعون في جسد سوريا شريان وراء شريان و متى وصلوا الى الأوردة لن يبقى عندها و لا حتى فتات من لغة.
بماذا نعذر أي حيادي , أنلتمس له الديمقراطية عذرا ! بما أننا الباحثون عن الديمقراطية التي توجب علينا تقبل الآخر المختلف ؟ في سوريا لم تعد القضية قضية رأي و رأي آخر و إنما باتت قضية ضحيةو جلاد , قضية أطقالنا التي تغتصب طفولتهم و أحلامهم وتتيتم و تتشرد على أيدي نظام الأسد في كل يوم , اليوم قضيتنا أكبر من مطالبة بديمقراطية أو مدنية أو حتى حرية , لقدتحولت صفحات ثورتنا إلى أعداد حمراء و جثث أجساد مقطعة و صور لثكالى و نساء حزينات و معذبات و مغتصبات و الجاني هو جيشنا و قواتنا المسلحة , من أمناهم على أرضنا و عرضنا هؤلاء من كنا نودهم كأخوتنا في الوطن , باتت الإهانات و الشتائم و التخريب و التدمير و القصف والإعتقالات العشوائية لغتهم للتواصل معنا , بل و أكثر من هذا جثث يمثل بها , أطفال تذبح كالنعاج , تحرق , تعذب و تغتصب , و شيوخ تهان بكل قساوة و لؤم .
بماذا نبرر الحيادية بإسم الأخوة التي شبينا عليها و رعتها فينا سوريا الأم؟ أعتقد انها ستلفظنا حتى آخر شبر فيها إن بقينا متخاذلين عن درء دم أبناءها إخوتنا التي تهدر كل يوم و أعراضهم التي تنتهك دون أدنى رأفة أو رحمة .
أي إنسانية هي تلك التي لم تغضب لأجلهم , و أي إنسانية هي تلك التي لم تحزن لحالهم , وأي إنسانية هي تلك التي لم تشجب و تثور على الوحشية التي تمارس ضدهم أي إنسانية هي تلك التي تقعد الصامتين و الحياديين عن نصرة أهلهم و جيرانهم و أبناء أرضهم وأي إنسانية هي تلك التي تبيح لهم الصمت أو الحياد ؟ أي إنسانية هي تلك التي لن تنبذهم إن استمروا في قسوتهم و مبرراتهم الهشة الواهية .
كفاكم بالله عليكم صمتا و حيادية , اليوم سوريا بحاجة إلينا جميعا و تنادينا لأن نكون يدا واحدة ضد الظلم و القهر , ضد الوحشية و العنف , لأجل أن نعيش إنسانيتنا قبل أي شي .
الخوف من الطائفية و الإنتقام الأعمى يقلق الكثيرين في هذه المرحلة , خصوصا بأن النظام الأسدي يسعى لأن تكون حرب نفسية قذرة , و من الطبيعي أن تكون الطائفية نتيجة حتمية ل هول الظلم و التنكيل الذي يمارس ضد كل من يقع تحت أيدي الشبيحة و رجال الأمن في سوريا . فكيف لها أن لاتحقن الأنفس بالغضب و النار, و لكن و إلي هذه المرحلة لا زالت القلوب تدعوهم قبل الحناجر وال أقلام لوقفة حق و شهادة صدق و يد تكون عونا في حماية أرض سوريا التي بات الخراب و الدمار معلم يجذب إليها أنظار العالم , سوريا التي تهب مع كل أشراقة شمس فيها نسائم الدم الندية بدموع أطفال و ثكالى , بعد أن ذبل في أرضها الياسمين .
سوريا التي بنيناها معلما معلما , يد واحدة , تقاسمنا فيها الخبز و الماء ,سوريا التي دللتنا بخيراتها وشاركنا في أفراحها و أحزانها سويا منذ أن خلقنا , جريحة منهكة و تتألم , لم تعلم يوما بأنها ستشهد من بعض أبناءها هكذا هوان و هكذا تخاذل , سوريا التي ربتنا على الحب و الخير و العطاء و غذتنا من الأصالة و العراقة لن تقبل بأن يكون مقتلها بأيدي بنيها , و لن تقبل أن يقتل سوري أخر , و لا أن يصمت سوري عن ظلم سوري أخر لأجل سلطة و سيادة , سوريا لم تغلق أبوابها الأصيلة بعد , فما زالت ترى بصيصا من شعاع الأمل , و تنتظر أن يهب أبناءها ليتعاضدوا سويا و يحموا حماها , و ينصروها نصرة حق , سوريا بحاجة إلى كلمة حق من فيه صامت , علها تخفف من مصابها , سوريا بحاجة ليد حيادي تمسح عنها جراح الغدر , سوريا بحاجة إلينا جميعا قولا و فعلا, لأن خلاصها بأيدينا و مقتلها سيكون بأيدي الصامتين والحياديين و الخونة , يريد النظام الأسدي أن تكون حربا طائفية , و نحن السوريون نأملها ثورة أهلية, نجتث بها الفساد و نضرب بها الظلم بيد واحدة و من حديد .
يد بيد بنينا سوريا و رسمنا أحلامنا في فضاءاتها , و يد بيد سنلملم آلام و جراح سوريا و نعيد بناءها بأجمل الحلل لتكون سوريا المدنية الديمقراطية وطن للعدالة و المساواة و الحب و الحلم .



#راميا_محجازي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول ثقافة ما بعد الثورة في سوريا
- أنشوده لأطفالي و أطفال سوريا
- حيوا معي سوريا
- أجيال قادمة ستروي ... ..أساطيرعن سوريا الأمس
- المرأة العربية ........ إلى أين ؟
- جامعة النظم العربية لماذا تقتلنا ؟
- الثورة السورية ما بين أساطير المعارضة و أبضيات البلد
- أساطير المعارضة وأبضايات البلد
- الناتو ........بين النعم و ال لا
- حديدان بلميدان إذا فتعقل يا خدام
- موائد المعارضة ولائم و غنائم , حقائب و عمائم .
- جامعة الدول العربية تشارك في قتل شعب سوريا و هدم دور عبادته
- جامعة النظم العربية و أمل الشعب المفقود
- بعض ملامح الثورة السورية
- المعارضة السورية المراهقة و كهولة النظام السوري
- الشارع السوري والمعارضة إلى أين؟
- أعتقلوا النجوم............... وينك يا قمر ...........؟؟؟؟


المزيد.....




- السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون ...
- القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
- إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا ...
- شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين ...
- كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
- سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
- انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
- ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
- يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار- ...
- قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راميا محجازي - النظام الأسدي يريدها طائفية في سوريا .