أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حبيب صالح - -المخابرات بين -الشرعيه التاريخية-والشرعية الإسلاميه-















المزيد.....

-المخابرات بين -الشرعيه التاريخية-والشرعية الإسلاميه-


حبيب صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 09:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لاتخافو ا من المعارضة بل خافوا عليها،منها!خافوا عليها من معاركها الدونكيشوتية العبثية،خافوا عليها من ماراتونات السباق للوصول نحو الأنفاق والإرتزاق، خافوا عليها من معارك آكلة لحوم البشر،المتشوفون على كل المنابر، الطاعنون بشرف الآخر عند كل المنعطفات!المتبروظون من ذوي الخطابات الرمادية وألوان قزح،المنتسبون إلى كل المسميات !لالشيئ،إلا لتسويق إسماءهم،المنبطحون عندما يخلو إلى شياطينهم، المتعملقون فوق أسرة نسائهم، اللاعقون الأقدام خلف الكواليس!المصنفون الناس طبقاً لطوائفهم، حيث مقاييس المعارضة والموالاة،وحيث تفصل تهم القومية والمعارضة والمخبرين!المتسلقون لقامات الآخرين لا لسبب سوى لإقتناص أدوار البطولة التي لم يولدوا لها،ولم يتعاطو صناعتها يوماً!فالمعارضون عندهم فقط هم من ولدوا "فيضا"ًمن"طوائف الرحمن" والمخبرون هم من ولدوا حيضاً من رحم طوائف الشيطان!!اسألوا السفارة الكندية وسفارات المخابرات من العدوي إلى كفر سوسة !
المعارضة في المبدأ والنهج هي فعل اختيار وفعل حرية ….أما إقصاء المعارضة فهو رد فعل لتكريس ثقافة الهزيمة والهيمنة والإنكفاء والضياع!فعل المعارضة هو انفعال راق ترهص به المكامن والأعضاء النبيلة وإرادة الحياة!وهي خيار حر وإرادة جدلية موضوعية نقدية علمية تفاعلية!ثم إن المعارضة تتشكل كصيرورة مستمرة ،متلاحقة الحلقات كضرورة في الزمان والمكان،متغيرة بثبات،وثابتة في تغير مستمر!وعندما تلبس ثوبها المزركش وتنتصب كغصن البان،وتتكور نهودها ويتفتح الورد في خدودها،ويتسارع خفقان الحب في قلبها.تصبح صيغة للحياة الأفضل وطريقاًإلى الرفاه والبنين،وحرية مسؤولة،ولقمة عيش كريمة يظللها تكافؤ الفرص وتكافؤ الحقوق،وتناغم النسيج المدني للناس،واحترام وإعتراف وإقرار بوجود الآخر،ومبررات وجوده والتزام بكل ما يترتب وما ينتج عن هذا الوجود لتشكيل أنا جمعية لاتبرر تعدديتها إلا وحدتها،ولا يفسر وحدتها إلا تعدديتها!
كل إقصاء للمعارضة أو إلغاء،لمبدأنشوئها،هو فعل مضاد وقرار بالقتل،وسلوك لا حد لفظاعته.وهو بالضرورة فعل غير وطني،وغير إنساني،هذا في الأصل والأساس !!
أما في الفروع والهوامش فهناك تقبع كل أدوات الشر: هناك القوانين الجائرة والصارمة،وهناك منظومة قوانين الطوارئ الوضعية والموروثةوهناك الإقصاء والقمع والقتل،وحد السيف،وحد الحاكمين وحد المذاهب والأصوليات وحد الدماء الزرقاء والإيمان والكفر وطوائف الشيطان وطوائف الرحمن!إلى أن تنتهي كل الحدود وكل الطوائف!
ومن مصنفات ذلك الركام من الملفات نعبر حلقة الصراع المخابراتي الإسلامي من الأعوام 1977-1982حيث اتخذت المخابرات قراراً بالمواحهة المسلحة مع المواطنين في أواخر السبعينات! لا لإن الذين نزلوا إلى الشارع يومها لم يرفعوا شعارات الديمقراطية والتنوير أو لم يكونوا معارضة وطنية أو مدنية،بل لإن المخابرات كانت هي التي استولدت مناخات الغضب والرفض والعبثية،مناخات الفراغ السياسي وانعدام التأهيل والأداء الديمقراطي وإقصاء القوى الحية في المجتمع السوري وأفرغت البلاد من العمل المؤسسي وغيبت كل صوت آخر كان يمكن أن يرتفع فيشيد صروح المعادلات المتوازنة المكونة للعقد الإجتماعي! وكل ما واجهته المخابرات يومذاك كان ردة فعل على سلسلة من الأفعال السابقة اللاوطنية التي اقترفتها المخابرات،وكان منها :
1-أن هذه المخابرات تراجعت وقدمت تنازلات شكلت انقلاباً منيعاً ضد احتمالات قيام العقد الإجتماعي،وذلك عند ما تراجعت "دستورياً"في قضية النص الدستوري حول مذهب رئيس الدولة ومساءل أخرى!
2-أن المخابرات لجأت إلى استخدام أساليب المساومة والمراوغة والرشوة الوطنية عندما لجأت، وتحت عقدة"اعتناق الإسلام من عدمه"لجأت إلى افتعال طفرة في بناء المساجد ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم،في صفقة مكشوفة عارية.نحصد نتائجها اليوم،وسوف نستمر في حصادها أجيالاً!
3-كانت المخابرات قد أقصت كل القوى المدنية والعلمانية في سورية عن العمل العام،وأقصت الأحزاب الوطنية والماركسية أيضاً! مما جعل الساحة السورية مفتوحة للصراع الأصولي المخابراتي وساحة عمل مليشاوي،الخاسر فيها والمهزوم فيها هو الوطن!وعندما جاءت أحداث عام 1977 ومابعدها وبعد أن نضجت الظروف المو ضوعية لوقوع تلك الأحداث؟ واجه الوطن انقساما وجودياً أسفر عن بروز تحديين مصيريين أساسيين :
1-تحدي المواطنة وإشكالية الإسلام والإيمان،إذ تبين أن الفريقان يطلقا الرصاص على الوطن والوطنية،فالذين نزلوا إلى الشارع لجأوا إلى البندقية،ورفعوا شعارات التكفير،والفرز المذهبي،ومارسوا القتل لاالحوار أسلوبا مطلبيا عقائديا ًمستنداً إلى إرث من الفتاوىوالتكفير والإقصاء حفل بها تاريخنا الإسلامي وشكلت سمة"حضارية"بنيوية لهذا التاريخ على امتداده!
2-مع التذكير أن المخابرات التي ظلت تمارس السلطة التنفيذية والسياسية الفعلية،كانت قد جاءت إليها بدون مشروع وطني أوسياسي!وهي شرعت لنفسها مفاعيل "الشرعية الثورية" عبر حالة الطوارئ وعسكرت حزب البعث والنقابات والمنظمات وأعطت لنفسها حق استصدار الصكوك القوميةوالإشتراكية،والعروبية،وصكوك الإدانة والغفران !
ولم يكن لها ذلك الحق أوجزأه، فضلاًعن ذلك أنها في تكوينها سلطة معسكرة قمعية غير دستورية،لايعطيها تكوينها أو نهجها أو أسلوب وصولها إلى السلطة أي حق أو إمتياز تاريجي أو وطني أو ديمقراطي،تماماًكما كان التكفير والفرز المذهبي،والوكالة عن الله ورسوله،هرطقة وارتزاقا إسلاميا إيمانياً،لايصح أن يمارسه أحد امتيازاً أو تفويضا، ولو كان ذلك يصح في أي طرف، لكانت دعاوى اليهود ودعاوى كل الأعراق والأديان من ذوي الدماء الزرقاء ودعاوى الذين يولدون فيضاً ودعاوى من يولدون حيضاً ،مما جعل ستة مليارات من البشر اليوم،من غير المسلمين يواجهون فتاوى بالكفر
مما يجعلهم مواليد غير آدميين خلقوا خلسة من وراء ظهر المشيئة الإلهية، وتهمة كونهم عصوا الله وهم في أرحام أمهاتهم، وخلقوا ذميين!ويصبح المسلم هو من اختار الإسلام طوعاً وهو في رحم أمه،فكان أن استجاب الله سبحانه ونفذا الأوامر!هذه هي أسطورة وإشكالية الإيمان الإسلامي منذ أن سلك بعضهم،من ذوي الدماء الذكية،صروف التكفير وصنوف الإفتاء وصكوك الغفران!ولو صح ذلك، لكان الله هو الغريب الأوحد بين خلقه، وقد خلقهم شعوباً وقبائل في منظومة تكوين ونشوء وارتقاء،وتجدد ودثور واحدة!وهوخلق الإنس والجن ليعبدونه فإذا به "يكتشف"أن طائفة واحدة منهم تختص بذلك،أما البقية الباقية،فإلى جهنم حيث ساءت مستقراً ومقاما! ولوصحت دعاوى طرف في ذلك لكانت فكرة "الإله الواحد"وفكرة "رب العالمين"والأسماء والصفات الحسنى مقولات وإشكاليات تقبل المراجعة والنقد،والإسقاط أيضا!وعلى كل فلهذا حديث أخير وآخر !
وتبين أن فكرة التكفير في ذاتها التي طرحها "الأصوليون"ما هي إلا مسماً ووصف آخر بذات الخصائص لصيغة"الشمولية"السياسية التي تفردت بها المخابرات وحكمت من خلالها،وأوصلت نفسها والوطن إلى كل ما وصل وما حصل في غياب كل ماكان غائباًومغيباً من الحياة السياسية الكاملة والقوانين التي تنتج وتنظم ممارستها!
وفي غياب المشروع الوطني لدى الطرفين المتحاربين ألقى الطرفان القبض على الوطن غنيمة ورهينة"تاريخية"!هنا كان لابد أن يقع الصدام على حساب الوطن !وكان لابدأن يحتكم الطرفان إلى السلاح كل بما لديه!ونزلت الدبابات إلى الشوارع كما كانت تنزل عند كل انقلاب عسكري في سورية منذ الإستقلال!ونزلت البندقية المذهبية "المعارضة" لتواجه الدبابة المخابراتية الحاكمة في صراع لعين وكارثي! لعين بأطرافه وأسلحته!كارثي في غاياته ونتائجه!
هذا هو الإرث"الديمقراطي"المضاد"للإرهاب"الذي توظفه وتسوقه المخابرات أمريكياً وأوروبياً اليوم للدلالة على ديمقراطيتها ومعاداتها للإرهاب وبراءتها من دم يوسف !…هذه هي كل الحكاية!!
وفي ظل استمرار الغياب،غياب المشروع الوطني وغياب مشروع الإنقاذ ورغم أن المرحلة كانت مرحلة استحقاقات وطنية كبرى إذ كان الجولان قد احتل وكانت مسائل الصراع العربي الإسرائيلي تزداد سخونة،وكانت مشاريع الإسلام السياسي قد بدأت تتزاحم وتزداد! وخاصة بعد ثورة الخميني عام 1979!ورغم كل ذلك! ورغم نشوء ضرورات وطنية وقومية لإقامة تحالفات جديدة في سوريةلمواجهة سيل التحديات الكبرى،لكن المخابرات ظلت تتجاهل وجود قوى حية أو شريكة أخرى يناط بها إنتاج مشروع وطني ديمقراطي!كما أمعنت في الإستمرار في تغييب كل الخيارات الأخرى أو التعامل معها أو الإعتراف بالقوى التي تحمل ثقافة التغيير والوحدة الوطنية! وأمعنت المخابرات تمسكاً بعنادها ومكابرتها ضد الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري الشامل!
وتطل فلول الإسلام السياسي ،اليوم، مماً خسروا الرهان على الوطن، ولم يكرسو مراجعة نقدية على أسس المواطنة والتأهيل الديمقراطي، عادوا يطلون من جديد وهم يجترون مشروعهم السلفي الإقصائي القديم!تماماً كما اجترت وتجتر المخابرات مشاريع "الشرعية التاريخية" و"الشرعية الثورية"!
كل ذلك وأنواء الحادي عشر من أيلول تتفاعل في مد عولمي متأمرك، لن يستطيع من يطرحون الإسلام السياسي أن يواجهوا استحقاقاته،وقد عجزوا عن فهمها! كما لن يستطيع المستبدون والشموليون المخابراتيون أن يقفوا في مهبها، وقد عجزوا هم أيضاً عن إدراك مفاعيلها…وهنا تكمن كارثة الوطن المفخخة بكل احتمالاتها وأبعادها!
وأكاد أسأل : هل قدر لهذا الوطن أن ينسحق بين مطارق وسنادين ثالوث شديد الكراهية: عولمة أمريكية متصهينة طاغية تقصي كل شيئ، ونظام مخابراتي مستبد،فاسد ومفسد، وإسلام سياسي أرعن لايكتشف ذاته إلا من خلال التكفير وسفك الدماء!
بعد الضياع والتيه والقفز في حلكة الظلام ومربعات الهزيمة والإنكفاء….بين الإستبداد والتكفير، أكتتب على إجازة قصيرة لأعبر بعدها الجسر العائم الطويل إلى الضفة الأخرى، وإلى الحلقة التالية!



#حبيب_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخابرات
- سورية:قضية وطن ام محنة نظام


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حبيب صالح - -المخابرات بين -الشرعيه التاريخية-والشرعية الإسلاميه-