أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزمي بشارة - الشعب الفلسطيني حي














المزيد.....

الشعب الفلسطيني حي


عزمي بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 256 - 2002 / 9 / 24 - 02:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


(الناصرة - 2002/09/22 14:50)

جاء التطور المنتظر بعد مرور أكثر من ستة اشهر على الاجتياح. فمنذ ان دخلت الدبابة الاسرائيلية الى المدينة الفلسطينية، ومنذ ان عاد جنودهم للاحتلال المباشر للمناطق الفلسطينية المأهولة بالمدن والقرى،المدعوة تشويها وبهتانا المناطق (أ)، أصبح النمط النموذجي للنضال ضد الاحتلال هو النمط الجماهيري، وأصبح المطلوب هو عودة البعد الشعبي للانتفاضة. وهذا بالضبط ما خشيت منه أجهزة الأمن الاسرائيلية التي حذرت من ان استمرار الاحتلال المباشر والتضييق على السكان سيؤدي الى انفجار جماهيري يذكر بالمراحل المبكرة للانتفاضة الاولى في نهاية الثمانينات، قبل عسكرتها. وقد شهدنا ليلة 21 ايلول بداية هذا التحرك الجبار بعد الخطوات الاسرائيلية الاجرامية في محيط مبنى القيادة الفلسطينية في رام الله تحت جنح ظلام التحضير لحرب الخليج.

لقد تحركت الجماهير الفلسطينية ازاء حقارة وسفالة ما تعده اسرائيل للقيادة الفلسطينية، وازاء الصلافة الاسرائيلية في التعامل مع هذا الشعب بعد العمليات الاستشهادية.

ولا شك ان التحرك الاسرائيلي حول مبنى المقاطعة هو تعبير عن افلاس في التعامل مع مظاهر المقاومة الفلسطينية المختلفة، ومظاهر التألم والصراخ الفلسطيني مما تقوم به اسرائيل. ويثبت يوميا انه ليس في حوزة السيد "ارهاب"، المستر تروريزم، اداة أمنية لـ"مكافحة الارهاب". وان العقيدة الامنية الاسرائيلية القاضية ان القوة تنفع ولا شيء سوى القوة، قد فشلت.

وبهدم بناية بعد الاخرى من مباني المقاطعة تبدو اسرائيل كمن يبتدع بدعا لالهاء شعبه وايهامه انه يقوم بخطوات ما للرد.

انهم يعرفون ان لا علاقة لياسر عرفات بـ"العمليات"، كما يعرفون انه حتى لو رغب بعلاقة فانه في حصاره غير قادر على اقامتها، وهو على اية حال مقتنع تماما بموقفه ضد هذه العمليات - ويظهر ذلك في أحاديثه الخاصة والعامة. إنهم يعتقدون الآن أن الرجل قد ضعف بما فيه الكفاية ليتحركوا، ولكن الشارع الفلسطيني أيضا قد تحرك بسرعة، ولديه الف سبب ودافع.

لا يمكن ان يقبل هذا الشعب منع التجول والاغلاق وهو صاغر لأمد غير محدد، ولأجل غير محدود. لم يعد هذا ممكنا، خاصة وان اسرائيل منحت ذاتها حرية مطلقة في القمع وفرض العقوبات الجماعية وصلت حد التعطيش والتجويع في منطقة نابلس.

ليست هنالك طريقة لتحدي منع التجول والاغلاق الا بكسرهما. يجب ان يتحول كسر منع التجول الى ظاهرة جماعية، ولا يمكن ان يكون خرق منع التجول جماعيا الا اذا كان منظما ومنسقا بين قوى نضالية ومنظمة. ولا يمكن ان يستمر الخرق الجماعي والمنظم دون ان يحرج الاحتلال بعد ان يفقده هيبته.

من غير المعقول ان يقبل هذا الشعب العظيم ان يحبس في البيوت بعد ساعة محددة كأنه في مدرسة داخلية، ومن غير المعقول ان تستمر ممارسات الجنود الاسرائيليين الصلفة والوقحة على الحاجز بحق افراد في عمر والديهم الذين ينتظرون عودتهم في تل ابيب وغيرها. لقد وصل الاغلاق حد البهدلة لشعب كريم اصيل.

لا بد ان يستمر العمل المنظم لخرق منع التجول والتواجد في الشارع أطول فترة ممكنة، وطيلة ساعات اليوم اذا أمكن، يجب ان يفقد الاحتلال السيطرة. ويجب ان يكون واضحا لاسرائيل ان الشعب الفلسطيني حي وصاحب كرامة أيضا وأن مدنه لا تحكم بسيارتي جيب عسكريتين وميكروفون يدعو الناس الى منع التجول.

في اسرائيل يهتفون في مظاهراتهم الحماسية "عام يسرائيل حاي" أي شعب اسرائيل حي، ونحن نهتف اليوم: " الشعب الفلسطيني حي" حي يرزق، وسوف يحيا الى الأبد، وسوف يزول الاحتلال، وسوف يكنس معه الحاجز ومنع التجول. وربما يكنس معهما ايضا كل المشككين بجدوى النضال، الذين اعتقدوا انه قد آن الأوان وحان.


عاش الشعب العربي الفلسطيني


#عزمي_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هذا سؤال!
- المقاطعة والحركة الفلسطينية الأسيرة
- الحوار ضروري
- عجزنـا امـام تنـاقضـات الامبـراطـورية
- العدو الداخـلي والمــؤامرة
- العنصريـــة المقـوننـة
- تجاوز الامر حد الغرابة
- حالــة رثــة
- خطاب التعجيز بالمعجزات
- الوضع الجديد في الداخل
- ترسيــخ نظـــام الابـــارتهايــد
- حـول الوضع الداخلـي الفلسطيني بعـد العـدوان
- لكي لا نتحول إلى قطيع من الغنم


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزمي بشارة - الشعب الفلسطيني حي