|
الخطاب الحلم
حسين عبدالله نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 21:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحتفل الأردن في الأسبوع القادم (يوم السبت) بعيد الجلوس والثورة العربية ويوم الجيش وحلمت ان جلالة الملك عبدالله الثاني تحدث إلى الشعب وتمنيت ان يكون الخطاب كما يلي:
(الخطاب من وحي الخيال وهو لا يعدو كونه مجرد حلم من احلام اليقطة)
أبناء وبنات شعبي العزيز، نشامى ونشميات الوطن الغالي، أيها الأردنيون الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انتهز فرصة الاحتفال بعيد الجيش والثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس الملكي لأتحدث إليكم حديث واحد منكم يعيش معكم وبينكم ويحس بمعاناتكم ويفهم مشاعركم ويسعى لمستقبل أفضل لكم جميعا. لقد تابعت على مدى الشهور الطويلة الماضية حراك الشارع الأردني الذي كان ينادي بالإصلاح ومكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين. كما تابعت في الوقت نفسه تحركات الجهات السياسية الأردنية ومطالبها المشروعة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد. لقد وصل إلي صوتكم وكنت اسمعه على الدوام. وكان قلبي دوما إلى جانبكم وكذلك عقلي ونفسي. لقد قامت الجهات المعنية بمتابعة مطالبكم وتحققت من كثير من شبهات الفساد التي طالت شخصيات كنا نأتمنها على مقدرات البلد وأمنه ومستقبله ولكنها للأسف الشديد لم تحفظ الأمانة ولم تؤدي المسؤولية على الشكل الواجب فكان لا بد من محاسبتها ليأخذ القضاء مجراه ومهما كانت النتائج. أيها الشعب الكريم إنني أدرك حجم معاناتكم وحجم تضحياتكم وحجم طموحاتكم. ولقد حاولت قدر جهدي ان أوفر لكم الحياة الكريمة التي تستحقونها. لكني صدمت اشد صدمة باكتشاف بان ما كان مخفيا من فساد وإفساد كان أعظم مما ظهر على الملأ. وما كان يخفيه من أجندات خاصة ليست بريئة على الإطلاق بعض الذين استلموا المناصب العليا وكان منوطا بهم التخطيط لبناء المستقبل الواعد لأبناء هذا الشعب كان اخطر بكثير مما كان يمكن لمسؤول ان يستوعبه أو يتوقعه. لقد ساءني اشد الإساءة وأدمى قلبي ان الذين وثقت بهم ومنحتهم فرصة العمل للنهوض بهذا الوطن الغالي لم يكونوا على قدر الهمة المطلوبة بل كانوا عبئا على الوطن وسببا في تحميله ما لا يحتمل. لقد عمل في معيتي فريق اعتقدت انه يعمل لمصلحة البلد والشعب ولوجه الله تعالى ولكن الحقيقة كانت اغرب من كل خيال. لقد باعوا البلد وباعوا ضمائرهم قبل ذلك. لقد زينوا لنا ان الخصخصة ستأتي بثمار ايجابية للمواطن وان بيع بعض الأصول وبعض المؤسسات الوطنية سيأتي بالنفع الأكيد على المواطن والوطن وسيسدد جانبا من المديونية التي ترهق كاهلنا جميعا. لنكتشف بعد فوات الأوان ان المديونية زادت وارتفعت بأحجام كبيرة لا يقوى البلد على حملها. وان بيع المؤسسات الوطنية والأصول لم يأتي بأي نتيجة ايجابية من تلك التي كانوا يراودوننا بها ويزينوها لنا.
شعبي العزيز اسمحوا لي ان اعبر عن عظيم امتناني واحترامي وتقديري لكل أولئك النفر الذين قاموا بالحراك الشعبي وحركوا الضمائر ونبهوا إلى مواطن الخلل وأشاروا إلى مكامن الفساد وضحوا بوقتهم وجهدهم من اجل ان يصل صوتهم. وقد وصل في الوقت المناسب. لقد وقفت مع نفسي طويلا مراجعا ومتفكرا في كل الخطوات التي تمت منذ ان توليت أمانة المسؤولية. وحاولت قدر جهدي ان أجد أين كان الخلل. أين كنا على صواب وأين كنا على خطا. ما هي الأهداف التي تحققت والانجازات التي تمت، وما هي الإخفاقات التي وقعت. فتشت عن النقاط الضعيفة التي تسلل إليها الفساد والمفسدون. وفتشت كذلك في كل الملفات التي يمكن ان تكون قد تضخمت دون انتباه منا أو وصلت إلى طريق مسدود دون ان ينبه إليها احد ممن عليهم واجب التنبيه والمشورة. لقد توصلت إلى جملة قرارات كان بعضها صعبا على نفسي وبعضها أشبه ما يكون بتجرع مرارة الدواء ولكن كل الخطوات التي سنسير عليها خطوات لا بد منها من اجل الخروج بالمملكة نحو بر الأمان لينعم المواطنون بالحياة الكريمة التي يستحقون والمستقبل المشرق الذي به يحلمون لهم ولأبنائهم وبناتهم الذين سيبنوا أردن الغد. أيها المواطنون إنني استبشر بكم المستقبل واطمئن من خلالكم إلى صواب ما توصلت إليه وما عزمت على اتخاذه من قرارات جذرية قد تمس شكليا الديمقراطية التي اعتدنا عليها في هذا البلد. لكنها ستأتي بالنتائج المطلوبة في الوقت المناسب والقريب. سيتم حل البرلمان تمهيدا لانتخابات على أساس قانون جديد عصري يراعي التطورات الأخيرة محليا وإقليميا. ولن تكون هناك أي عودة لقانون الصوت الواحد بل سيكون القانون وفقا لأحدث ما توصلت إليه الديمقراطية الحديثة في توزيع نسب المشاركة الشعبية وأعداد مقاعد المجلس النيابي. سيتم تشكيل مجلس وطني دستوري يتولى تعديل الدستور بما يضمن حياة سياسية ديمقراطية ومشاركة واسعة من قبل جميع الأطياف السياسية من دون أي تحجيم قسري لأي فئة أو جهة أو قطاع. ويتولى هذا المجلس وضع قانون الانتخاب المشار إليه وكذلك قوانين أخرى ضرورية لنظم الحياة السياسية. سيتم تشكيل حكومة طوارىء من الخبراء والتكنوقراط لإعادة ضبط المسيرة وإعادة هيبة الدولة ووضع النظم الكفيلة بضمان السلم الأهلي ووضع المصدات اللازمة لمنع انزلاق البلد نحو الفوضى الاجتماعية أو الاقتصادية التي قد تتسبب فيها فئة باعت ضميرها وابتعدت عن واقعها من اجل حفنة من المال الحرام الذي تسرقه من قوت المواطن وتعبه . لقد وجهت هيئة مكافحة الفساد بان تحيل إلى القضاء كل من يشتبه في فساده إلى ان يثبت اتهامه أو براءته. كما طلبت من الجهات المختصة العمل ومنذ اليوم على استعادة كل المؤسسات التي تم بيعها لكي تعود ملكيتها للوطن والمواطن وتكون ملكيتها مناصفة بين الدولة والمواطن من خلال بيع أسهمها في السوق المالي للأردنيين فقط. كما قمت بتوجيه الحكومة والجهات المعنية بتعديل قوانين السوق المالي بحيث يكون من حق المواطن الأردني فقط شراء الأسهم وبيعها ومنع غير الأردني من دخول السوق والتلاعب بمقدرات الأسهم الوطنية. كما طلبت من الحكومة استعادة كل العقارات التي تم بيعها لغير الأردنيين على ان تتم تلك الاستعادة من خلال قوانين وتشريعات تضمن الحقوق المالية لأولئك المالكين الذين ستستعاد منهم تلك العقارات. أما أولئك الذين خانوا الأمانة وفسدوا وافسدوا واستغلوا مناصبهم فان القضاء سيقول فيهم الكلمة الفصل وحسبي الله ونعم الوكيل. ولا بد من التأكيد هنا على أن مسؤوليتي وواجبي يفرضان عليّ أن أقف على مسافة واحدة من الجميع، فأنا منكم ولكم جميعا، محبة وعطاء دون تمييز ولا استثناء. ونحن على هذه الأرض الطاهرة، أسرة واحدة، مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فضل لأحد على الآخر إلا بما يعطي لهذا الوطن. شعبي العزيز هذه المناسبات الثلاث العزيزة التي نحتفل بها اليوم، فرصة للمراجعة على كل المستويات من اجل الوصول إلى ما نبتغيه جميعا من وطن مزدهر يستمتع فيه الجميع بالعدالة والديمقراطية وحرية التعبير وتكافؤ الفرص والعدالة. وأناشدكم وأنا منكم واليكم ان لا تسكتوا على ضيم ولا تتستروا على فساد وان تتحركوا كلما وسعكم ذلك للإشارة إلى مواطن الفساد والمفسدين فالوطن لا يحتمل ان تصمتوا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسطول الحرية والحقيقة الغائبة
-
غزوة منهاتن ذكرى وعبرة: هل تعلمنا؟
-
المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار
-
دمار غزة والانقلاب الثاني
-
ربنا موجود
-
لبنان ينتظر المجهول المعلوم
-
امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
-
انقلاب حماس ومستقبل غزة
-
خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
-
المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
-
لماذا لم اكتب منذ زمن
-
إعلان مكة مرهون بنتائجه
-
هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
-
سبعة و سبعون
-
وقل جاء الحق وزهق الباطل
-
موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
-
حزب الله في الشارع
-
الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
-
ويفعلون ما يؤمرون
-
السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|