|
إعدام حسني مبارك هو وصمة عار على الشعب المصري ...
نيسان سمو الهوزي
الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 10:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يعود الشعب المصري الى سكناته بعد كل مرة يخرج فيها الى ميدان التحرير ولماذا لا يبقى هناك حتى ان تتحقق مطالب الأخوان والسلفين ؟؟ اهلاً بكم في برنامجكم الجديد ( من القاهرة ) وهذا الموضوع سيكون محور حلقتنا لهذه الليلة وسوف لا نستضيف فيها اي ضيف ( لأنهم مشغوليين في ميدان التحرير ) .. بالأمس قلت في كلمتي والتي كانت بعنوان ( محاكمة القرن الهزيلة ) لماذا لم يتم تبرئة حسني والعدلي ايضاً ؟ لأن طريقة المحاكمة كانت فعلاً هزلية والقرارات الصادرة كانت اهزل ، ولكن ألا يعكس هذا على التأخر المصري بصورة عامة ؟؟.. ولكن هذا ليس موضوع اليوم .. لقد كتبت اكثر من خمسة ( مقالات ) في هذا الخصوص وركزت منذ البداية على هذا التأخر وهذه الأمية وحذرت في كل مرة من هذا الانزلاق العشوائي التي يتمتع بها غالبية الشعب المصري ( انا آسف ولكن الحقيقة الموجودة في ضميري يجب ان تقال ) .. ان مسألة محاكمة رموز نظام بأكمله حكموا لمدة ثلاثون عاماً بهذه الفترة الوجيزة لهو الخطأ والجريمة بحق ذاتها ..في الغرب تستمر التحقيقات والبحث عن الأدلة المادية في حادث قتل مواطن او طفل لسنوات طويلة حتى يتم التأكد والأطلاع على كل الملابسات قبل النطق بالحكم .. في يوم 29/07/2011 وفي كلمة تحت عنوان ( عبدالاوهاب وام كلثوم هما السبب في هذا الجوع ) قلت مايلي : كذلك الحاح و مطالبة الشعب المصري وبهذا الشكل الأنتقامي لمحاكمة واعدام الرئيس السابق حسني ( العجوز ) والذي نفسه هذا الشعب مجّده ورقص امامه لعقود طويلة هو دليل آخر على عدم وضوح مقاصد الثورة ونواياها. ان مسألة خروج شعب بأكمله للمطالبة بإعدام عجوز جاوز الثمانين من العمر وهو داخل الأقفاص الحديدية هو المعيب بحد ذاته وهو المرآة التي تعكس مدى امية هذا الشعب ... يا ايها الشعب المصري عودوا الى دياركم لأنكم كبش فداء لأجندات اخرى !.... ماذا سيحصل لو تم إعدام حنسي اليوم ؟؟ هل سيتم توزيع العيش والوظائف على الجوعانين مباشرةً ؟ هل سيتثقف ويتطور هذا الشعب ؟ هل سيتم القضاء على العشوائيات الموجودة في رأس المواطن في نفس اليوم ؟ هل سيتقدم وتتطور الدولة والشعب بعد الرحيل ؟ وهل يحق للشعب الخروج في كل يوم للمطالبة بإعدام انسان ؟ وماذا لو كان القاضي امر بالإعدام ماذا كان سيقول الشعب المصري ؟ لقد تحققت إرادة الرب ؟؟ ولماذا لا يقول الآن : لقد تحققت إرادة الرب بالمؤبد ؟؟ وهل يحق للشعب التدخل في هذه الإرادة ؟ لماذا يسمونها إرادة الخالق إذن ؟؟ ومَن الذي يطالب بالإعدام اصلاً ؟ هل هو المثقف المصري ؟ هل تعتقدون بأن كل المثقفيين المصرين يتركون اعمالهم ومشاكلهم اليومية للخروج الى الشوارع مطالبين بالإعدام ؟ لا اعتقد .. إذن مَن الذي يستغل هذا الجهل والتخلف ومَن يقف وراءهم ؟؟ ( الجواب لكم ) .. ان مسألة قيادة الشعوب الأمية هي اصعب بكثير من قيادة الشعوب المثقفة والواعية . ان الليبراليين والديمقراطيين واليساريين والعلمانيين والماديين لا يستطيعون اخراج شعب مثقف بأكمله وفي كل ربع ساعة الى ميادين التحرير للمطالبة بإعدام شخص على الحافة ، فقط الذي يقودون الشعوب والعينات القديمة والغير المتعلمة هم القادرين على ذلك .. المذهبين يستطيعون القيام بذلك مستغلين الفراغ الثقافي الذي يتمتع به اتباعهم ومَن يسير خلفهم وهم يدركون ذلك ويستغلونه على اكمل وجه .. سيقول احدكم ودماء الشهداء ؟؟ انا لست هنا اليوم بهذا الصدد ولكنني اعتقد كان بإمكان الثورة ان تنجح حتى بدون سقوط الشهداء !! وهناك مَن استغل هذا التخلف وهذا الهيجان في دفع المواطن الى الأحتكاك ومن ثم سقوط الشهداء والى الآن لم نعلم وبالشكل الحقيقي كيف ومن الذي قتل كل هؤلاء المواطنين ولماذا ؟ ( لماذا لا نقول مثل كل مرة كان هناك مندسين في القضية ) ؟ سوف لا ندخل هذا الباب اليوم ولكن كلمة يجب ذكرها هنا وبهذا الخصوص : الذي يدفع بالمواطن كوقود وحطب للنار المشتعلة لا تقل جريمته عن الذي أوقد النار !! .. وخاصة إذا ما علمنا بأن تهمة القتل لم تثبت على حسني بل تهمة عدم اعطاء الأوامر لوقف الأحتكاك هي كانت التهمة التي حصل بموجبها على المؤبد . وحتى لو كان قد اعطى تلك الأوامر مَن الذي سيثبت بأن المستفيدين من هذا القتل كانوا سيتوقفوا بإرسال الشباب الى النار ( إذا كانوا الى الآن لم يتوقفوا ) ؟ ومَن منكم لو كان في ظروف حسني ومكانه في تلك الحالة كان سيعطي الأوامر ؟؟ طبعاً انا هنا لست بمدافع عن الأنظمة السابقة نهائياً لا بل انا من اشد اعدائهم ولكنني اقول ما يمليه عليّ ضميري في كل حالة وظرف ( قبل ان تتهموننا بالعمالة معروفين بها هذه ) !.. القانون لا يحمي المغفلين ( بالرغم من سخافة هذا القول ) ولكنه يُطبق في كل البلدان العربية فلماذا لا يتم تطبيقه هنا ايضاً ؟ انا ارى شخصياً الذي يستغل المغفل هو الذي يجب ان يتعاقب وليس البكاء على المغفل نفسه وتبرئة المستغل .. اهداف الثورة قد تحققت وهي بإسقاط النظام السباق ، ولكن ماهي الاهداف بعد الثورة ( إذا كانت ثورة حقيقة ) ؟ هل هي بإعدام عجوز والذي سيكون شاهداً على التاريخ والثورة مهما بقى خلف القضبان ؟ لقد اعدمنا صدام والقذافي وغيرهم وماذا حصل بعد الإعدام ؟؟ الظروف هي هي نفسها ستبقى فماذا سيقول الشعب بعد ذلك ؟ ومَن سيمنعهم من المطالبة بعد ذلك من اعدام كل الفنانين والفنانات والممثلين والراقصات والرياضين والكُتاب وحتى المفكرين فهل سنعدم الشعب كله ؟ والله فكرة .. ومن اين سنأتي بجديد ؟ هناك حزب سوف لا يقبل إلا بتسلم السلطة وسوف يبقى يستغل العشوائيات حتى يحصل على هذا الكرسي ومن ثم سيطبق شريعة معينة وعلى كل الشعب وبالقوة فهل هذا ما يتمناه الذين يخرجون الى الميدان في كل خمسة دقائق ؟ وهل هذا هو العدل ؟ وماذا عن على الأقل نصف الشعب المصري الذي لا يرغب بدولة دينية ومَن سينصفهم ويعطي لهم حريتهم ؟ هل تطبيق شريعة معينة وبالقوة عليهم ليست دكتاورية حقيقية ؟ فلماذا نطالب بإعدام حسني إذن ؟؟ هل فعل اكثر من كونه كان دكتاتورياً ؟ وماذا إذن عن الدكتاتورين الجدد ؟؟ هل بإمكان تطبيق الديمقراطية والحرية الفكرية الحقيقية في ظل نظام مذهبي ؟ إطلاقاً ... فلماذا يطالب الشعب بدكتاتورية جديدة إذن ؟؟ ومَن يعطي لهم الحق في ذلك ؟؟.. يقول البعض ان ميدان التحرير هو الذي سيحقق العدالة وانا اقول ليس ميدان التحرير هو الفاصل العادل ولكن نوعية فكر الانسان الذي ينزل الى الميدان ؟. انا واثق بأن حتى لو جرت انتخابات نزيهة تماماً وقام الشعب المصري بإختيار مرشح علماني سوف لا يوافقون عليه الاخوان وسوف يطالبون الشعب العشوائي بالخروج الى التحرير من جديد ، وانا واثق بأن الجماعة سوف لا يتفقون ولا يوافقون على اي شخص او شخصية اخرى حتى لو كانت هابطة من السماء إلا وتكون من داخل افكارهم ومذهبهم ( إذن هناك شريك آخر في موضوع سقوط الشهداء ومستعدين في تقديم المزيد من اجل الكرسي وليس النظام السابق هو المسبب الوحيد ) فما هو الحل إذن ؟ .. الحل : هو كما قلت في كلمتي قبل اسبوع تقريباً وتحت عنوان ( لماذا لا نعطي الفرصة للاخوان والسلفين ) او فصل الدين عن السياسة مباشرة ( اليوم ) ولكنهم سوف لا يوافقون على ذلك ايضاً ! إذن لا مفر من تجربتهم فترة فترتين ولنرى كيف ستؤول احوال المواطن المصري الذي سوف لا يهدأ قبل تجربة الأخوان نهائياً .. بشرط ان تكون الحرية الشخصية مصانة ( بعكس هذا العودة والنتائج ستكون طويلة وكارثية ) وكذلك يكون الجيش هو المسؤول عن حماية الدولة من الأخطار الخارجية والحدودية التي قد تتسبب بسبب عشوائية الحكم الجديد وان لا يتم تسليم امر وامن المواطن المصري بيدهم .. كلمة اخيرة للشعب المصري : الحكم المؤبد لرئيسكم السابق هو المرآة العاكسة لثقافتكم امام شعوب العالم وليس العكس فهل انتم على قدر هذه الثقافة ؟؟..
#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة القرن والمهزلة !!
-
خوفاً على مستقبله هرب الشيطان الى المناطق البوذية !!
-
اشتروا جهاز لاب توب ل ( جهاد علاونة ) رجاءاً !!
-
لقد احتقرتمونا بما فيه الكفاية !!
-
ولكن في المقابل لماذا لا نعطي فرصة للاخوان والسلفيين ؟
-
لماذا يتحدث القرآن بهذا الشكل عن النكاح ؟؟
-
التنكيح الاخير أم تغير القلب ؟؟
-
العمال والازدياد الطردي في الاهانة !!
-
خط احمر : هو السبب في كل التخلف العربي والأسلامي !!
-
الى كل الأخوة المسلمين نحن لا نكتب ضدكم !!
-
لماذا اكتب بِسخرية ..... ؟؟
-
مَن يقتل الشعب السوري السيد بشار أم الاخوان ؟؟؟
-
حوار ساخن بين عالم مادي و آخر ديني :
-
حان الوقت لإلغاء كلمة الملحد او الكافر !!
-
ذكاء الخادمة وغباء الرئيس الأمريكي !!!
-
ردأ على مقالة الأستاذ جهاد علاونة ( عندي معلومات خطيرة ) ...
-
لماذا لا ينزل الشعب العراقي الى ميدان التحرير؟؟
-
ادعو ربي للاستجابة لدعوات مؤمن فقير !!!
-
لم اجد عنوان لمقالة اليوم !!
-
رجُل حاول تقبيل حبيبته بين إلهين ...
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|