أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد الإبراهيمي - على هامش الإتحاد المغربي للشغل















المزيد.....

على هامش الإتحاد المغربي للشغل


حميد الإبراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 09:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لقد فجر الصراع الداخلي الذي تعيشه إحدى أهم المركزيات النقابية في المغرب إشكالا ظل لردح طويل لا يتعدى بعض الحلقات الضيقة و غالبا ما كان يطرح من خارجها و في أماكن غير مكانها.

و يبدو أن الأمر لا يزال يراوح مكانه، ليظل مطروحا بشكل معكوس، بل نعته بالمعكوس فيه نوع من الإطراء فيقد فالأصح وجب نعته بالصبياني. و تحديدا عندما يطرح إذا ما كان بالإمكان العمل داخل الإطارات النقابية أو لا، بمعنى آخر أن كثيرا من المناضلين المنحدرين من التجربة الطلابية يظلون يلوكون هذا الموضوع دونما إجابة، في إنتظار فتوى في الأمر، إذن لابد من مفتي، و لا بد أيضا أن تتوافر فيه شروط الإفتاء.

إلا أن الفتاوى التي جادت بها قريحة بعض المناضلين ذهبت و تذهب عكس التيار. و لعل في هذا السياق يمكن إدراج المواقف التي برزت على هامش ما يجري داخل ا.م.ش.

و يمكن تقسيم هذه المواقف إلى موقفين عريضين: دعم التيار الديمقراطي داخل ا.م.ش و هو موقف من يشتغلوا داخل الإتحاد، و في هذا السياق لا يعنينا هذا الموقف، لأن المدافعين عنه يبدون في حالة من الإنسجام و الإتساق مع أنفسهم، و أن ما يضيرنا و يستدعي منا الوقوف هو الموقف الثاني، لأنه هو الذي يعبر عن حالة ما يعتري هذا الجسم المريض،و الذي يحمل أنين الدهر. و لأنه أيضا، أن أصحاب هذا الموقف لا يتوانون عن الإعلان عن هويتهم الثورية،
إلا أنه وجب التسطير على أن ذات الصف ينقسم إلى قسمين: قسم إلتحق بالخط البيروقراطي، و قسم آخر فوق الصراع. و هنا سنتوقف على كل واحد على حدة.

فدعاة الموقف الأول و ممارسيه، نجد من الصعب إيجاد تفسير موضوعي، إذا ما إرتكزنا على المنطلقات المرجعية، حيث لا يمكن تفسير الوقوقف الى جانب البيروقراطية في الوقت الذي تسعى فيه هذه الأخيرة التخلص من تيار ديمقراطي يزداد قوة، و في هذا الصدد لا يمكننا أن نمتهن حرفة عرافة لمعرفة ما يجول بدواخل من يقف مثل هذا الموقف، اللهم إن تعلق الأمر بوجود حزب ثوري، قد تمّ تأسيسه بمكان ما من المغرب و يراهن في المستقبل على زعزعة المركزية النقابية و إعطائها بعدا ثوريا، و هو ما لم يستطع تحقيقه حتى الآن ممن سبقوهم، أو في أسوأ الأحوال يتعلق الأمر بمصالح ضيقة لمجموعة حلقية أخذ بها الوهن حد الخراقة وا لتقلقل لم يعرفه تاريخ اليسار في المغرب و تأخذ في طريقها إلى الفناء و الإلتحاق بالرفيق الأعلى، و بورك عملهم و موقفهم. لكن لحسن الحظ أن مثل هذا الموقف محصور عدديا و جغرافيا.

يبقى الموقف الثاني و هو الأكثر و سوادا و سيادة؛ و هو يعبر بصورة كبيرة عن مدى تخبط جزء أعظم من المناضلين الذين يحلو لهم أن يعتبروا أنفسهم ورثة التيار الثوري في المغربي، و لا يتوانون في منح الصفات من قبيل التحريفية أو الإنتهازية....لمن يخلفهم في الجدال و ليس في العمل، و تختزل فيهم كل مرضيات السيار الطفولي، و لعل أبرز ذالك هو أنهم على طوال ما يقرب 3 عقود من الزمن لا يتجاوزون طرح التساؤل حول العمل في الإطارات أم لا؟ و هل يمكن العمل من دون وجود حزب ثوري أو تنظيم ثوري؟ و هنا نجد عمليا أنفسنا أمام السؤال الذي لا يفضي إلى إجابة عملية من الأسبق اليضة أمام الدجاجة.

و لعل هذا ما جعل بأحد الفتاوى الأخيرة أن تعتبر التجربة، التي قام بها تيار معين داخل إ.م.ش محاولة يائسة لدمقرطة نقابة بيروقراطية، بل لم تخلو الفتوى من التعريض، بأن هذا التيار كان يلزم الصمت في الماضي عن البيروقراطية. و إن دل هذا على شئ فإنه يدل سذاجة مطلقة. إن المفتي يتقدم في صورة جلباب فاسي أبيض لا ينبغي أن تلطخة الأوساخ؛ فهو العفيف الفاضل الذي سيقود الجماهير، في سياق عفيف و فاضل، بعيدا عن النقابات و كل الإطارات، التي تعلوها كل الشوائب من بيروقراطية، رجعية و إنتهازية و غيرها من الأوصاف القدحية. إن من يقف هذا الموقف لن يكون الا حالما واهما، فهو يريد جاهزية إطار ديمقراطي ثوري لا تعلوه أي شبهة، و هذا ما لا يمكن تصوره إلا في ذهن غير سليم مطلقا، إلا و في ذات نفس الفتوى لا يتورع عن فرقعة جمل سارت من القوافي المعمول بها، "ضرورة التجذر وسط الجماهير"، دونما تحديد متى و كيف و بماذا؟ إنها ليست سوى صيغة تهربية، نهجا لسياسة الهروب الى الأمام، إن الجماهير ليست كيانا هولاميا، إن الجماهير توجد في النقابات، الجمعيات المهنية، المدنية، في الأحياء في المساجد، في المصانع من دون تأطير، في الحقول خلف الشمس الحارقة.....
إنه بدل إحتراف الجمل الثورية، و التي للأسف طبعت مرحلة طويلة، ينبغي مباشرة هذا العمل الثوري و البحث عن سبل النضال اليومي إلى جانب الجماهير، إن من لم يستطع القيام بأصغر الأمور لا يمكنه مطلقا القيام بما هو أكبر منها، إن غض الطرف عن الظلم الذي يتعرض له المواطن كل يوم و في كل المجالات، قد يعد جريمة في القاموس الثوري، إن الوقوف إلى جانب أولئك الذين لم يستطيعوا إلى دفع فواتير الماء و الكهرباء، أو الذين يشردون من منازلهم الآن لأفضل بكثير حتى من كتابة السطور.

إن الذين ننعتهم الآن بالتحريفية أو الإصلاحية ـ فهم على ما يبدوـ أقرب في ممارستهم إلى الماركسية من رفاقنا. أكيد أن من يدخل نطاق الصراع لن يظل ملاكا، و العكس صحيح؛ فمن لم ينخرط في الصراع سيظل إلى الأبد طاهرا، عفيفا لا يشوبه أي عيب، فمن يرغب في نقابة بروليتارية نظيفة في مجتمع تعتريه رذائل كل أنمطة الإنتاج،من دون خوض الصراع و الإنخراط فيه، فما عليه إلا أن يحدو حدو الصوفيين، لأنهم بشكل أو بآخر كانوا يتمردوا بطريقتهم الخاصة.

إن العمل الثوري لعمل شاق و مرير، ففي الطريق ستعترضك البيروقراطية، الرجعية، الظلامية و كل التيارات ذات النعوت القدحية، ففي العمل مع الجماهير، و خصوصا العمل النقابي، قد نضطر أن نفاوض، أن نتراجع إن كان ضروريا، و قد ننعت بالخائنين أو المتواطئين، و قد نصيب أحيانا و نخطئ أحيانا أخرى، لكننا إذا ما تمكنا من تصويب أخطائنا و تشبثنا بما يكفي نالنظرية الثورية الصائبة، سيكون النصر في إنتظارنا.

إن ما ينبغي فهمه أنه في هذه المرحلة لا نحتاج إلى الكثير من الكلام، فما نحتاج إليه، قبل كل شئ هو الوجود، بمعنى الوجود المادي مع الجماهير، في النقابات و في كل الإطارات التي تتيح الوصول إلى الجماهير، إنه في هذا الظرف سيكون ضربا من ضروب البله، الوقوف خارج المعارك الجماهيرية، و الحكم عيلها أو نبذها، إن الصراع الدائر رحاه داخل الإتحاد المغربي للشغل، ليس صراع تيار ضد قوى الرجعية (من بيروقراطية و مخزن) بل هو حرب الرجعية ضد الجماهير، و ليس من حقنا نضاليا أن نظل خارج هذا الصراع، بدافع أننا مجرد حطب لطرف آخر، سيكون هو من سيجني الثمار، لكن علينا أن نتذكر أن ذلك الآخر لم يجد الطريق مفروش من ذهب، بل خاض غمار المعركة منذ زمن طويل، و لعل من أبسط ما تعلمناه من الجدلية المادية هو قانون التراكم، فلنأخذ من مبادئها و نعمل على ترجمتها في الواقع، لا أن نشتغل بترديدها كل يوم و الإجتهاد في البحث عن الصياغات اللغوية الأكثر تنميقا.

إن هدفنا الأولي هو أن نكون، أن نحقق هذا الوجود، و ليحدث بعد ذلك ما يحدث. لأنه قبل الوجود ليس هناك سوى السديم و العدم.

من عاشق للثورة



#حميد_الإبراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الإتحاد المغربي للشغل


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد الإبراهيمي - على هامش الإتحاد المغربي للشغل