أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات















المزيد.....


التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات


محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاصوليه الدينيه بشكل عام هي مجموعه من الافراد يزعمون بأن معهم الحقيقه المطلقه ، فنجد ان اي جماعه دينيه تقول انها هي الجماعه التي تعبر عن صحيح الدين و باقي الجماعات إما اهل بدع و ضلال او جماعات كافره ، وبما اننا نتكلم عن الشأن المصري وتحديدا الانتخابات الرئاسيه وجوله الاعاده التي دخل فيها مرشح جماعه الاخوان المسلمين ، فسنتكلم عن الاصوليه الاسلاميه بشكل خاص وتاريخها منذ 1400 سنه و حتى الان.
في مكه مهد الاسلام كان عدد المسلمين بأحاد المئات ، وفي حجه الوداع للرسول يقدر عدد المسلمين بألاف المئات ، اي ان المسلمين الاوائل في ثلاث عشر سنه لم يستطيعوا فعل ما فعله الانصار "اهل المدينه" في اقل من عشر سنوات ، فالانصار خاضوا كل حروب الاسلام و على اكتافهم نشأة الدوله الاسلاميه الوليده ، ولا ننسى ان قريش هي من كانت عدو الاسلام الاول و بفضل الانصار تم سحق قريش ، لكن فقه الجماعه هو المسيطر لأن ملاك الحقيقه المطلقه مبادئهم لا تتغير ، فمصلحه الدين هي فقط مصلحه الجماعه والجماعه هنا المسلمون الاوائل وكل الذي لحق بالركب يسمى تابع وهذه امثله للتوضيح :
* العشره المبشريين بالجنه كلهم قريشين وهذه اسمائهم :
عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي "ابو بكر الصديق"
عمر بن الخطاب بن نُفيل العَدَوِي القرشي.
عثمان بن عفان بن أبي العاص الأُمَوِي القرشي.
علي بن ابي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي.
الزبير بن العوام بن خُوَيْلِد الأَسَدِي القرشي.
طلحه بن عبيد الله بن عثمان التَيْمِي القرشي.
عبدالرحمن بن عوف بن عبد عوف الزُهْرِي القرشي.
سعد بن ابي وقاص بن وُهَيْب الزُ هري القرشي.
ابو عبيده بن الجراح عامر بن عبد الله بن الجرّاح الحارثي القرشي.
سعيد بن زيد بن عمرو العَدَوِي القرشي.

* بعد وفاه الرسول ، واصبحت الدوله الاسلاميه قويه بفضل الانصار ، لكن كعاده الجماعات الاصوليه نكران الجميل وهذ الذي حدث في بيعه ابو بكر، فابو بكر يقول : إن هذا الامر لا تدين فيه إلا لهذا الحي من قريش ، سعد بن عباده كبير الانصار يرد عليه : منا امير و منكم امير ، فرد عليه قائلا بل منا الامراء و منكم الوزراء.
ابو بكر يقرر ان قريش هي التي ستحكم دوله الاسلام على الرغم من ان قريش كانت عدو الاسلام ولولا فتح مكه لاستمرت قريش في عداوتها للاسلام ، لكن فقه الجماعه يكون في صف ابو بكر ، لأن الرسول قرشي و المسلمون الاوائل قرشيين، لذلك استمرت قريش في حكم دوله الاسلام لأكثر من 900 سنه. والانصار كل افعالهم من اجل الاسلام ضاعت سدى ، وهاهو عبدالرحمن بن حسان يصور الحاله النفسيه للانصار ولاحظوا الحزن في الابيات
صار الذليلُ عزيزا و العزيزُ به
ذلَ و صار فروع الناس أذنابا
إني لملتمس حتى يبين لكم
فيكم متى كنتمُ للناس أربابا
وفارقوا طلعكم ثم انظروا و سلوا
عنا و عنكم قديم العلم أنسابا

* ابو بكر يقاتل من اختلف معه في الرأي مثل الذي حدث مع الممتنعين عن دفع الزكاه لبيت المال او بالاحرى له بحكم انه خليفه رسول الله ، فهؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمناً للاختلاف كانوا مسلمين يشهدون بأنه لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وكانوا يقيموا الصلاه و يصومون رمضان و يحجون بيت الله ويدفعون الزكاه و جرمهم الوحيد انهم اجتهدوا في تفسير الايه التي تقول "خذ من اموالهم" ، فهم يقولون ان الايه فقط لرسول الله وابوبكر يقول لا بل هي للرسول و لخليفته ، والزكاه كما هي معروفه بإعطاء الاموال للفقراء بنسبه معينه تقطتع من الدخل السنوي للمسلم ، فالعبره ان الفقير المحتاج هو من سيأخذ الزكاه سواء كانت من بيت المال اي وسيط او من المسلم مباشرةً دون وسيط.
تصوروا هذا الاختلاف كانت ضريبته اعلان الحرب لمجرد الاختلاف في الوسيله مع الاتفاق على الهدف فما بالكم لو الاختلاف كان على الهدف المراد تحقيقه ؟!

* عمر بن الخطاب يوقف سهم المؤلفة قلوبهم على الرغم التعارض مع الأيه القرآنيه التي تقول "إنما الصدقات للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم" ، وهو سهم من نصيب الزكاه يدفع لغير المسلمين بغرض عدم أذيه المسلمين وأيضا لشراء مودتهم للمسلمين وهذا حسب تفسيرعمر له حين ذكر سبب اللغاء سهم المؤلفة قلوبهم حيث قال " إن رسول الله كان يتألفكما ، والإسلام يومئذ قليل ، وإن الله قد أغني الاسلام ، إذهبا فاجهدا جهدكم لا يرعى الله عليكما إن رعيتما" هذا الحديث وجه لكلا من عيينه بن حصن و الاقرع بن حابس حينما اعطاهما ابا بكر قطعه أرض واعتبرها سهما من المؤلفة قلوبهم.
من عده الامثله التي ذكرتها ان فقه الجماعه هو المسيطر عى الخلافات بين ابو بكر و عمر وليس فقه الدين ، ففي حاله الحروب على الممتنعين عن دفع الزكاه لبيت المال عمر كان معارضا ومع ذلك ابو بكر نفذ ما قرره و في حاله المؤلفة قلوبهم عمر ابطل امرا لابو بكر حيث انه في هذه الحادثه كان منفعلا جدا و قام بتقطيع المكتوب من ابو بكر ، نستشف ان عمر اصبح اقوى في نهايه فتره حكم ابو بكر وانه ضمن الحكم حتى في حياه ابو بكر وان البيعه مجرد اجراء صوري ، وانا لست منشغلا بهذه النقطه لكي استرسل فيها لكني منشغل اكثر بفقه الجماعه ، فلو كان الخلاف حول مصلحة الاسلام لكان سهم المؤلفة قلوبهم مستمرا فللمال سحر يجذب النفس البشريه ، إذا الخلاف كان حول مصلحه الجماعه فقد تمكنت الجماعه في الارض وكل الذي مضى كان مجرد تمهيد للتمكين، وبما ان الجماعه بخير في فهم الاصولي سيكون الدين بخير لأن من يعرف صحيح الدين فقط الجماعه.
و الجماعه الاصوليه هي في تكوينها اتباع عليهم السمع و الطاعه و قاده هم من يصدرون الاوامر للاتباع، والجماعه الاصوليه في داخلها لا يوجد رأي مخالف فالقرارات جماعيه ومن يخالفهم الرأي يكون مرتد عنهم لسبب بسيط انه كيف يعقل لأناس يزعمون بأن معهم الحقيقه المطلقه يكون هناك رأي مخالف ، فهم المتحدثين بأسم الله على الارض و الله واحد وكتابه واحد و رسوله واحد فيكف يحدث الاختلاف ؟! وبما ان كل هذه القناعات وهم فالاختلافات لا تنقطع ولذلك الدم لا يتوقف ، لأن مبررهم للاختلاف هو حدوث فتنه و الفتنه اشد من القتل بالتالي وجب على الجماعه ان تفعل اي شئ لؤد الفتنه حتى ولو بالقتل .
ولنتجاوز اكثر من 1300 عام من الاصوليه الاسلاميه بها مئات الجرائم في حق الانسانيه بشكل عام و المسلمين بشكل خاص ولنصل إلى الثوره الايرانيه ، هل تغير شئ في تفكير الجماعه الاصوليه ؟ لا ، نفس العقليه حتى لو تغيرت المذاهب ، فحينما وصل الخُميني للحكم بعد نجاح الثوره الايرانيه التي شارك فيها الاسلاميين والليبراليين و اليسارين حتى ان الشيخ إمام بنفسه تغنى بنجاح الثوره الايرانيه ، كانت كل القوى الثوريه متفقه على اسقاط الشاه لكن ماذا فعل بهم الخميني بعد ان تمكن من السلطه ؟؟
عشرات الالاف من المعتقلين و الاف من المنفذ فيهم احكام الاعدام في الساحات العامه من اليسار و الليبراليين غير الذين نفوا إلى الخارج ، بل انه اغلق الجماعات لمده عامين وفصل اكثر من 20000 معلما و ما يقرب من 8000 من الجيش الايراني لأنهم يساريين ، حتى ان على خامنئي عندما حدثت تظاهرات احتجاجا على الاوضاع في ايران و خصوصا بعد انتخاب احمدي نجاد لولايه ثانيه قال ساخرا احمدوا الله فالخميني كان يقتل من يعارضه أما انا اسجن فقط.
الاصوليه الدينيه لا تتغير ابدا ، فهناك قاعده شرعيه تقول بأن الضرورات تبيح المحظورات ، فقد يكون الاصولي مضطراً على ان يتحالف مع جماعه اصوليه غيره او حتى جماعه يساريه او ليبراليه على الرغم ان كل هذه الجماعات بالنسبه له اهل ضلال وجماعته فقط هي التي على طريق الحق ، لكن بعد زوال الضروره فلا داعي للاستمرار في هذه المعصيه وعليه ان يتوب إلى الله من هذا التحالف لأن سبيل الله واحد بينما للشيطان سبل كثيره "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" الايه 153 في سوره الانعام.
ولا يعقل لجماعه دينيه ان تتعاون مع اعداء الدين من ليبراليين او يساريين او حتى جماعات دينيه اخرى مخالفه لصحيح الدين امتثالا لقول الله "تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" الايه الثانيه من سوره المائده.
علينا ان نتعلم من التاريخ وان نعي بأن من يصدق التحالف مع جماعه الاخوان المسلمين هو إما جاهل او ساذج ، لان التاريخ لا يتغير فالتاريخ صفحات متشابهه كما ذكرت سابقا ، اي انسان من خارج الاخوان حتى لو كان اصوليا مثله يصدق ان الوقوف مع محمد مرسي سيحقق الاهداف التي اتفق عليها اثناء التحالف هو جاهل بالتاريخ او مغفل ، لسبب بسيط ان جماعه الاخوان هي جماعه اصوليه تزعم بأن معها الحقيقه المطلقه وغيرها هو باطل ، والتحالف مع الغير هو ضروره تبيح المحظور ،ولذلك وجب عليه ان يتوب الى الله و التبرأ من هذا التحالف ، لكن الطرف الاخر ماذا سيفعل لو غضب بعد نكران العهد من الاخوان بعد وصولهم لسدة الحكم ؟؟
الاجابه بسيطه جدا : يا من صدقت التحالف مع جماعه اصوليه "الاخوان" عليك ان ترضى بحكم الجماعه و ان تجلس في بيتك ولا علاقه بشأن البلاد و الا إن تدعوا الله ان يمُن عليك بخامنئي بدلا من الخُميني ، فلو اعترضت فهذه فتنه و لاتنسى يا اخي ان الفتنه اشد من القتل ، اي انك ستكون محظوظا لو سجنت فقط.
إذا كان الغول و العنقاء و الخل الوفي من المستحيلات فإن التحالف مع الاخوان من رابع المستحيلات.



#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانيه ضروره حضاريه 6
- العلمانيه ضروره حضاريه 5
- عيشوا بشرف جتكم القرف
- العلمانيه ضروره حضاريه 4
- العلمانيه ضروره حضاريه 3
- العلمانيه ضروره حضاريه 2
- العلمانيه ضروره حضاريه 1
- الإسلام لا خير فيه
- الملحد والحنين إلى الدين
- إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
- ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
- يوم زي العسل
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 2 -حركه علمانيون نموذجا-
- نظره للوضع الراهن في مصر والسيناريوهات المتوقعه
- ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ؟
- التعريص في مصر !!
- الله خطر على البيئه
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها !!
- السياحه والشريعه الاسلاميه في مصر
- ديني اه ودينك لأ


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبدالحكيم - التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات