أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - يعيش خارج التقويم














المزيد.....

يعيش خارج التقويم


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش خارج التقويم
كتب مروان صباح / لم يعد مهماً لمن رحلوا ذبحاً بِسكاكين النظام أو من يلملم اشلاء ضحاياه يكترث كثيراً للجنة تقصي الحقائق أو تلك اللجنة التى تحدث عنها السيد مقدسي بأنها خلال أيام ستصدر تقرير أوّلي تحدد الجهة التى ارتكبت المذبحة بحق أطفال رضع مورس بحقهم أبشع ما يمكن أن يتخيله المرء على هذه الأرض ، لكن الملفت للنظر بعد أن تجاوز عدد الضحايا العزل لأكثر من 16 آلف مواطن تحول المقتول الذي كان يُعّرف باسمه ومسقط رأسه وعدد اولاده من إنسان إلى كم دون أي قيمة إنسانية كأن الموتى ماعز يتحصر فقط مربيهم لأنه افتقد عدد من الهتيفة الذين كانوا يملئوا الساحات قسراً كي يدغدغوا نرجسيته المتضخمة .
ينتقل النظام الأسدي من مجزرة إلى آخرى بخفة دون الإكثراث إلى المجتمع الدولي الذي يحلق عالياً ، يقتل ويتوارى خلف روايات يعيد في كل مجزرة إنتاج واحدة جديدة بهدف خلط حابل الشبيحة بنابل المعارضة المسلحة لكن بصمات ادواته مفضوحة وتقليدية لا يمكن تخبئتها التى تدفع بشكل سريع يوماً بعد يوم نحو الحرب الأهلية مستخدماً فيها جميع اسلحته المهترئة معتقداً بأنها الوسيلة الأضمن في إخراجه من الجحيم ويتصاعد نارها في كل قطرة دم تسقط من دماء الشعب ، لقد راهن النظام من خلال سياسة الهرولة المقصودة بنقل المعركة إلى أماكن آخرى أكثر توتراً دون الإلتفات بأن القضية أصلاً داخلية وعميقة حيث اتسعت الفجوة بشكل لم تعد تحتمل الإنتظار لتتفجر كالبركان وتتدحرج حجارتها النارية في وجه الإستبداد ، بينما النظام قابلها بجنون ونقلها إلى حرب مفتوحة حيث سقطت جميع الأقنعة التى كان يستخدمها في التواري خلفها ليعترف من حيث لا يشعر وبصراحة دون أي خجل بأنه يدافع حتى الموت عن عنصريته ويجتهد بكل ما أوتى من دهاء كي يجر المنطقة برمتها إلى حرب لا يعرف إلا الله متى تنتهى لكن من المؤكد أنها ستكون مدمرة وتجعل من الوطن العربي ساحة مستباحة بعد إنهاكها تماماً كما يشتهي صاحب المنشار .
يستكثر النظام وأتباعه في شمال لبنان لتحرك إنساني يعتني بالذين فروا خوفاً من وحشيته المعروفة والمجربة قاصدين اللجوء إلى مكان آمن رغم قصاوة الوضع وإنعدام الإمكانيات وقلتها إلا أن الواقع يبرهن خطواتهم في الرحيل لأن البديل واضحاً بعد ما قدَّمت قواته نوع فريد من الذبح المنزوع من الرأفة بالمقتول لتفسر السنوات الماضية النهج المتبع بحق عامة الشعب ليس أحد أخر إطلاقاً ، ضخامة الواقعة وحجم المذبوحين وسياسة العنف بإتجاه الثورة التى تعيش في أحلك أيامها الصعاب من الوجع الذي يُسمع أنينه بسبب مخاض لولادة حقيقية تتطلع لحياة باتت ترسم فقط بالدماء وإصرار شعبي على تكملة المشوار رغم صعوبة التنكر والصمت الدولي والتواطؤ والنسيان الإنساني ، يتشكل وعي جديد مقابل نظام سقط من اللحظة الأولى ليس في مذبحة الحولة وأخواتها بل عندما تعامل بوحشية مع الطفل الخطيب الدرعاوي قال في حينها بأنه قد شكل لجنة بهدف محاسبة مرتكبين الجريمة وتناسى أن المسائلة غير واردة إطلاقاً لرجال الأمن الذين تعودوا لدرجة تحولت إلى إستحقاق أن يصولوا ويجولوا عرضاً وطولاً في أنحاء جغرافية سوريا المغتصبة .
رغم الشعور المؤقت بالإنتشاء لبعض أدوات النظام في هتك أعراض المواطنين وتكبيل أيديهم وراء ظهورهم ثم ذبحهم من الرقاب إلا أن هذا الإنتشاء الذي يعبر عن نرجسيات جريحة يتنحى امامها القلب ليتولى العقل في ذروة الوعي للإجابة عن ما افرزته العقود من تربويات عميقة ومعقدة نقيضه لما تظاهر بها سابقاً النظام بالقول حيث التشويه للجثث بعد قتلها تأباه المرؤة والكرامة الإنسانية ومبادئ من يّدعي أن المقاومة نهجه ، لكن ما من كابح يحتفظ ضمن إحتياطاته لهذا جعل من سلة الوعود مرمى لنتائج التحقيقات التى تشبه إستفتاءاته ودستوره وإنتخاباته الملفقة .
لقد دعونا مراراً من خلال زاويتنا المجتمع الدولي بالتحرك نحو طرد سفراء الأسد شهاد الزور وناكرين الإنسانية الذين يصحيون على ذبابة ، فيما تأتي في كل مرة الخطوة متأخرة وناقصة التى تستدعي من الإنسان اين تواجد بالتزحزح بشكل جماعي متخطي جميع الحواجز المصطنعة من الدبلوماسيين كي يأخذوا زمام المبادرة في النزول نحو سفاراتي الروسية والصينية ويجعلهما ساحتين دائمتين لا رجعة قبل أن يتطور الموقف من معطليين للحرية إلى مشاركيين بالإنفكاك حيث أصبحوا بشكل مباشر مسئولون عن عدم تحرر الشعب السوري من قبضة المستبد الذي حولهم عبر التدجين المتدرج إلى قطعان يساسوا بالقوة أو بالعلف كي يتوقف الإستقبال والإرسال لديهم بحيث يطرح نفسه ككفيل بالإنابة عنهم بالتفكير .
المسألة غير منطقية إطلاقاً لحجم مجزرة من هذا النوع في هذا التوقيت كأن النظام يرسل رسالة صغيرة للدبلوماسية العالمية بما فيهم لجنة المراقبين الدوليين ليقول لا مكان إلا للفاشية الحاكمة ولسياسة القهر الأمني والعسكري ولن نتعامل مع الثورة ومطالبها الواضحة والعادلة إلا بالقتل والذبح ، بيد ان الشعب مستمر بالتعامل من خلال الحكمة الخالدة التى استلهمها من خالقه بأنه يُمهل ولا يُهّمل ويعلم جيداً لو أن هناك نوايا حقيقية في رمي حجر في بئر الأسد ومن حوله لكانوا خروا أرضاً بهدف التحسس على مواقع اقدامهم فالنظام ليس بهذه الصلابة بل هو أكثر رخاوةً مما يعتقد البعض وجميع قواعده مبنية على التلفيق بحيث يسعى جاهداً من خلال هذه الفرص المتكررة إعادة إنتاج ذاته لكنه أصبح يعيش خارج التقويم دون أن يدري .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم


المزيد.....




- نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
- -غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب ...
- أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
- مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
- من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات ...
- حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا ...
- بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ ...
- هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
- الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
- -نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - يعيش خارج التقويم