أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - -الباشوات- في الهواء الطلق














المزيد.....

-الباشوات- في الهواء الطلق


إبراهيم عبدالمعطي متولي

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحول مؤشر الأحداث في مصر بعد النطق بالحكم على الرئيس السابق وصديقه حسين سالم وابنيه "علاء" و"جمال" ووزير داخلية الأسرة ومساعديه، أعادت الأحكام الدماء إلى جسد الثورة، وأثبتت أن الثورة تهدأ لكنها لا تموت. في جلسة النطق بالحكم، صعد بنا القاضي إلى أعلى درجات التفاؤل بحكم رادع يجعل من يجرؤون على العبث بمقدرات هذا البلد عبرة للجميع، لكنه هبط بنا إلى أسفل سافلين عندما نطق بحكم لم يرقَ إلى حالة الجلال التي أوصلنا إليها بعد استماعنا إلى استهلاله. ذهل الجميع ولم يصدقوا ما يصل إلى أسماعهم، علاء وجمال وحسين سالم لم يسرقوا الشعب أو ينهبوا مقدراته أو يأكلوا أمواله في بطونهم ظلما وعدوانا، ومساعدو العادلي بريئون من كل روح أزهقت في ميادين مصر عند بدايات اشتعال الثورة المصرية، وليسوا مسئولين عن أي قطرة دم أريقت في الأيام الأولى للثورة.
من قتل المصريين وأهدر دماءهم؟ الفاعل مجهول، وقد يكون الفاعل كائنات فضائية غريبة هبطت إلى الأرض واختطفت أرواح المصريين وأسالت دماءهم. كل ما يحدث هزل في هزل، نشاهد "مسرح العبث" عندما نرى أمام أعيننا بعض أركان النظام السابق يُحاكمون على جرائم ارتكبت خلال ثمانية عشر يوما فقط، ونغفل عصرا بأكمله نهبت فيه البلاد نهبا لم تشهد مثيلا له من قبل على أيدي مجموعة من المصريين وليس المحتلين الأجانب، لوثوا غذاءنا بالمبيدات وقدموا لنا مياها مملوءة بالجراثيم وجعلونا نتنفس هواء بعبق الرصاص والمعادن الثقيلة، فتركوا أجساد المصريين تئن من أمراض لم يعهدوها، وضاعت الصحة التي كان المصري يفخر بها. شغلونا بمحاكمات هزلية، وسحبوا من المصريين الشعور بأنهم أنجزوا ثورة عظيمة، وأعاد المجلس العسكري طريقة "مبارك" في إشغال المصريين بالأزمات، حتى يكرهوا الثورة والثوار.
اليوم، من حق مساعدي "العادلي" أن يفعلوا ما يشاءون، يجلسون في بيوتهم، يخرجون إلى الشوارع وسط حراسات مشددة، يستمتعون بمساكنهم الفارهة، يذهبون إلى شواطئهم الخاصة، يسافرون للترفيه عن أنفسهم في أي بلد تختاره أسرهم. لكن، هل يكتفون بهذا؟ إن أخطر شيء يمكن أن يفعلوه هو أن يتصلوا بأتباعهم في جهاز الشرطة وأن يجتمعوا بهم ويضعوا لهم الخطط للانتقام من الشعب المصري الذي انتفض على سادته من الباشوات ونقلهم من خانة "السجَّانين" إلى خانة "السجناء"، وهز إمبراطوريتهم التي صنعوها تحت رئاسة قائدهم "العادلي"، وجعلهم يعيشون أياما لا ينسونها.
واهم أشد الوهم من كان يظن أن ثورة الشعب المصري لن تستمر طويلا وأنها ستخمد في يوم ما إلى الأبد. اقرأوا التاريخ جيدا تدركوا أن هذا الشعب لم يتوقف عن الثورة على الظلم، لكنه كان مسالما مع حكامه بعد ثورة يوليو، لأن هؤلاء الحكام مصريون، ولم يكن الشعب يرضى بأن يثور على أبناء جلدته، ولما فاض الكيل وبلغ السيل الزبى، ووجد الناس أن المحتلين الأجانب كانوا أرحم من ابن وطنهم "مبارك" ورموز نظامه، انتفضوا عليهم وأعلنوا رفض من أفسدوا حياتهم. وقبل ثورة يوليو، كانت الانتفاضة والثورة على الظلم عادة مصرية. ومثال ذلك، أن الشعب لم يتوقف عن الثورة ضد الحملة الفرنسية، ولم يهنأ الفرنسيون بالمعيشة في مصر، واضطروا إلى أن يرحلوا عنها بعد ثلاث سنوات فشلوا خلالها في أن يخدعوا الشعب.
لن يتوقف الشعب حتى يكمل ثورته. الثورة ما زالت في البداية لم تكمل حلقاتها. الشعب المصري لن يعود إلى الوراء، ولا تنسوا أن الوعي السياسي يزداد، والبسطاء ليسوا أقل من المتعلمين في هذا الأمر، فالهم واحد والهدف واحد والحلم واحد، هو الوصول إلى مصر الخالية من الفساد والواقفة على أعتاب التقدم والازدهار، لنفخر جميعا بوطن نبنيه بعقولنا وسواعدنا، حفظ الله مصر من كل سوء.
[email protected]



#إبراهيم_عبدالمعطي_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبث باسم -دار الكتب المصرية-
- كراهية العلم والثورة
- الخلاف والاختلاف
- التعصُّب من سمات التخلف
- -الشاطر والمشطور- والافتراء على المجمع!
- التعصُّب نوعان
- التعصب .. نار تحرق الإنسان


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم عبدالمعطي متولي - -الباشوات- في الهواء الطلق