|
مصر حظها ..وحِش...
عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 06:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إختارت أن تترك مصر منذ 12 عام ومعها ولديها أكبرهم كان عمره حوالي 10 سنيين ... كان زوجها قد سبق السفر رغما عن حبهما الشديد للأرض الطيبة وتعلقهما بالمكان والزمان حيث عبق التاريخ والإيمان الأرثوذكسي كما يعرفه المصري المسيحي كجزء من نسيج الأرض ولون من ألوان الحب المتبادل ما بين شعب مصر الطيب في زمن الحب والأمل والفخر في لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا... إختارت الرحيل من أجل مستقبل آمن لأولادها حيث أصبح مسقط رأسها وكر للجماعات الدينية والتي تعبث بمكبرات الصوت هداية ودعاية ودعوات علي الكافر ولا تنشغل إلا بالتمييز ما بين خلق الخالق سوي بالمظهر والتلاوات ولا يهم تلك الجماعات سوي رؤية قطعان من بشر يفترش الشوارع لتضييع الوقت في أداء بعض من الحركات ما بين سجود وقيام وصراخ وغلق للشارع لينفك عقد السلام و السكينة والهدوء الذي عهدته مدينة الإسكندرية في أزمان كانت عروس للبحر وترابها زعفران ... تقابلت مع ولدها الأكبر بعد حوالي أكثر من 12 عام من سفرهم إلي الولايات الأمريكية قابلته في مدينة ميلانو الإيطالية يزورني في عطلة نهاية الأسبوع حيث يقوم برحلة دراسية ثقافية في مدينة روما الإيطالية ترتب لها جامعة في مقاطعة أمريكية والتي يدرس بها في تخصص Medical Engineering ..الهندسة الطبية ... حدثته عن الأسكندرية وكم كانت جميلة ورائعة وفوجئت به يذكرني بعدة مواقف طريفة وسألته إن كان يتذكر كتابة اللغة العربية وقراءتها وأجابني بكل فخر وثقة أنه يقرأ الأنجيل في كنيسته القبطية المصرية بأمريكا باللغة العربية ولا زال يعرف اللغة القبطية ويقرأ أيضا بها وبالطبع يأخذنا الحديث إلي مصر وأحوالها وما يجري علي أرضها وكم كانت بريئة ثورتها من ألاعيب الإيدولوجيات سيان السياسية أو الدينية وكم إنتظرنا من قادة التيارات الدينية والسياسية إحتضان الثورة وحمايتها من الإلتفاف حول أهدافها وإجهاض حلم الثوار ... لتحقيق أهدافها من عدالة ..خبز ..حرية .... ولكن للأسف أصبحت مصر بكاملها مطية وهفية جماعات دينية وقادة دول صحراوية .... من ليس لهم موقع أو مكان ما بين الأمم الواعدة المتحضرة بالعلم والثقافة والإحترام ... كنت أعتقد أن هذا الشاب وبعد حصوله علي الجنسية لا تهمه مصر ولا مصلحتها فقد غادرها طفلا ولا زال يتذكر الضوضاء وهرجلة الدعوات والصراخ في مكبرات الصوت والدعاء علي المختلف دون إحترام أكثر من مرة يوميا ..ولم أتخيل أن لمصر وشعبها كل هذا الحب في وجدان أبنائها إلا عندما قال لي هذا الشاب كلمة بسيطة جدا .. مصر حظها وحش... يا عمو ... مصر حظها سيئ... تمعنت في جملة مصر حظها وحش ...نعم مصر للأسف ورغما عن شعبها المضياف الطيب والكريم ...وطقسها دائم الإعتدال ونيلها ووفرة المياه وأرضها الخصبة كانت يوما ما عالية الجودة و الخصوبة وشواطئها الساحرة الممتدة لمسافات شاسعة و ..وآثارها وحضارتها الفرعونية بكل السحر والإعجاز والغموض ثم القبطية والإسلامية ....دولة ذات موقع ووضع فريد ولكن حظها العاثر والتعس أيضا غريب معيب توالي علي حكمها جماعات في الغالب أجنبية وعند حكمها بطريق أبنائها لم يسعفها الحظ بشخصية تريد الخير خالصا في إستقرار مصر و رخاء شعبها .......بل كل من قام بحكم مصر من أبنائها كانت لكل منهم أطماع وطموحات أنانية شخصية إستغلوا مصر ومواردها وثرواتها من أجل فرض زعامتهم علي المنطقة ...أو غرورهم وخيلائهم ككبير مصر وتوابعها.... أو فرعون أراد توريثها كأنها عزبة أبوه وليست دولة وشعب حر ..... لم يهتم أحد من أبناء الأرض الطيبة أو ينشغل فكره في بناء مستقبل علمي ثقافي حضاري لأخوته المواطنون .. كل من تربع علي كرسي مصر كانت أهدافه سلطوية حتي أهداف جماعات الخوان المسلميين ما بعد ثورة 25 يناير أهداف سلطوية بأجندات خارجية لا تنتمي إلي تاريخ وحضارة ومكون الأرض بل ثقافتهم ثقافات مستوردة من الفكر الصحراوي العتيق ... مصر حظها سيئ رغما عن كل إمكانياتها وتنوع ثقافات مفكريها وتعدد شهادات وخبرات أبنائها المحبون لها بالخارج والداخل إلا أنه يتمكن منها دائما من يخدع ويناور ويكذب ويستغل والدليل اليوم في تعثر حظ الدولة المصرية بعد الثورة هو الحكم ببراءة أبناء ومساعدي وزير داخلية مبارك لتصب النتيجة في تعضيد موقف إستبن الخوان المسلميين في إمتطاء وجلد ظهر دولة وشعب مصر ومعصية هو الخروج عن أوامرهم ووجوب طاعتهم ...تاريخ الجماعة القديم والحديث معروف وموثق وآخره مجلس الشعب وقرارته ومناقشاته وتوصياته وتدخله الوقح والمهيمن علي تكوين الهيئة التأسيسية لصياغة دستور مصر دون وفاق وطني .... ممارسات هزيلة فاضحة وبالآخر لسوء الحظ تلعب المحكمة دور في رفع أسهم الإستبن ...ليكون الإستبن هو رئيس للدولة...... مصر سيئة الحظ أحباء وأبناء مصر في كل مكان شكرا لكم مشاعركم ..ويكفينا حبكم وأحلامكم وأمنياتكم أن ينعدل حال وحظ مصر في أن يرأسها شخصية أو جماعة وطنية خالصة لوجه الوطن والشعب...
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحلام ..إنسان... مصري
-
((( كلُّ بَني آدمَ خطَّاء، وخيرُ الخطَّائين التوَّابون))).
-
مصر ..و ...الفلول ....
-
بركات الشيخ ة...موزة ...
-
حزين علي مصر ...
-
مصر اليوم ...برزخ الإسلام ...
-
الرسول محمد ..حلم يقظة البؤساء
-
المسلم !!...رسول الله..
-
دولة الخلافة ..المسيحية..
-
دعاية ..يا محسنيين ..لله
-
أخيرا لا بديل عن...الفِل
-
الإسلام اليوم هو حزب الحرية والعدالة
-
كتاب الإسلام...شفرة الديكتاتورية
-
الإسلام ..البلطجي..
-
الإسلام.. والإنسان..والختان ..
-
الإغتصاب ..في ثقافة أتباع إله الصحراء..
-
إله مفروض ....أم هارب من العدالة؟؟
-
لا إله... إلا محمد ...الله ...رسول محمد ...!!!!!!
-
الربيع... الفرنسي ..والعربي
-
سلالة..... إسماعيل....
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|