أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - نقد مبدأ الحرية في التصور الفلسفي عند سبينوزا














المزيد.....

نقد مبدأ الحرية في التصور الفلسفي عند سبينوزا


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 03:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحرية وهم في نظر سبينوزا. الله هو الكائن الحر الأوحد. الإنسان غير قادر على تحرير نفسه و ذاته. لأنه تحكمه النوازع و الأهواء. لا يمكن أن يكون الإنسان حرا. حتى و إن شعر بكونه حر. أو ادعى أنه يتصرف بحرية. إنه زعم و اعتقاد مغلوط لا غير. سهل أن يشعر الفرد بكونه حر. باعتبار أنه يتصرف كما يريد. أو يفعل ما يشاء. لكنه مجرد شعور داخلي و نفسي. هل الحرية كفعل و سلوك موجودة ؟ يعني هل الأمر هنا يتعلق بحرية الإنسان، أم بشوق و حنين دائم إليها ؟ لم يحصل أن كان الإنسان حرا في مسار تاريخ وجوده الطويل. منذ عاش في أدغال الطبيعة في الكهوف و المغاور. و مازال غير حر حتى عندما بات يعيش في المدنية المشبوهة. لكن ما موقع العقل ضمن معطيات و مواقف فلسفة سبينوزا هذه ؟
هل نفي الحرية هو نتيجة فعل عقلي أم العكس؟ يعني أن قدرات العقل البشري، هي الموصلة إلى اكتشاف مدى محدودية أفعاله و تصرفاته. يعني أن الفعل الحر، كما يرى سبينوزا ( ينبني على تفكير عقلي يقوم بإقصاء الجسد و رغباته). هنا يظهر عنصر جديد هو الجسد مع رغباته. لهذا يتصور سبينوزا أن الإنسان هو كائن راغب، و ليس بكائن عارف، كما تريد فلسفة ديكارت أن تقول. فالإنسان لا يمكن أبدا أن يكون حرا. لأن له جسد. أي محكوم بما هو طبيعي. أي بما هو أصيل في وجوده الأول. إذن لا جدوى من الحديث عن فعل الحرية، حين يتعلق الأمر بكائن هو الإنسان الأرضي على الأقل. لماذا ؟ لأن العقل البشري الذي هو جوهر الإنسان محكوم بشيء آخر اسمه الجسد و الطبيعة. و كلاهما ملزمان و متورطان بشيء مهم في فلسفة سبينوزا هو مفهوم الضرورة و الحتمية. فمهما ادعى الإنسان أنه حر. إلا أنه مشدود بالضرورة إلى رغبات جسده و ميولاته و أشيائه، التي لا تفارقه و تحيط به أينما حل و ارتحل. يمكن الحديث هنا عند سبينوزا عن حرية نسبية إذا صح التعبير. لأن الحرية بشكلها المطلق هو أمر مستحيل تحقيقه. و كل الذين يدعون أنهم أحرار. لأنهم يشعرون أنهم يفعلون ما يريدون. هم واهمون بالضرورة. لكن لماذا يتوهم هؤلاء أنهم أحرار و يتصرفون بحرية ؟ مع العلم أنهم ملزمون في الكثير من مواقفهم بالخضوع لنوازعهم الذاتية و الطبيعية ؟ يجيب سبينوزا : لأنهم غير مدركين و غير واعين تماما بالعلاقة الفعلية و الحقيقية بين العلة و المعلول. بمعنى وجود علاقة ارتباط إلى حد الذوبان، بين كل من العلة و المعلول. فالنفس غير مستقلة عن النظام الطبيعي و الفكري للإنسان. و عقل الإنسان بدوره متعلق بأشيائه، التي هي جزء من نظامه العام الطبيعي و الكوني. لهذا فعلاقة عقل الإنسان بجسده هي ذاتها علاقته بالطبيعة و الكون. إذن لا يمكن أن يكون الكائن البشري حرا بالشكل المطلق. أي أن يتصرف الإنسان و يفكر كما يشاء. بمعنى أن حريته مشروطة بما هو ذاتي و جسدي و طبيعي و كوني.. و قبل هذا و ذاك مشروطة بما هو مجتمعي. لكن سبينوزا يستحضر دوما في تصوره الفلسفي هذا الشرط الطبيعي الثابت، أكثر مما يركز على الشرط المجتمعي المتغير. يقول زيد عباس كريم في دراسة عن سبينوزا : ( ليست الحرية إذن إفلاتا خارج الطبيعة أو سلبا للجسد، و إنما هي على العكس من ذلك، تحقق لقدرات الفكر و الجسد المشتركة في هذه الطبيعة بالذات، و ذلك وفقا لقوانينها ).
لا يمكن إذن، أن يتحرر الإنسان من ذاته و طبيعته الطبيعية. لأنه لو تحقق ذلك المستحيل المستبعد، في يوم من الأيام النادرة، لكان هذا الإنسان قد تجاوز طبيعته الطبيعية افتراضا. و بالتالي أنذاك يمكننا أن نتحدث عن الإنسان الحر بالمعنى المطلق. كما تصوره بعض الفلاسفة الوجوديين و التجريبيين في العصر الحديث. من بينهم هوبز و سارتر.
لكن، و استثناءا.. ربما يمكن أن يتحقق عكس التصور السبينوزي عن الحرية، عند الإنسان الأعلى المتجاوِز، للإنسان العادي الأدنى. هو بالتأكيد إنسان نيتشه.. كما نظر له في العديد من كتبه الفلسفية الأخيرة.



#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال القيم في الكتابة الفلسفية عند نيتشه
- ما مصير الحوار الإجتماعي المغربي راهنا، في ظل رفض القوى المح ...
- أمكنة ناطقة : فعل الكتابة و الصيرورة
- جدلية الثابت و المتغير في التفكير الفلسفي
- إشكالية أزمة التعليم المغربي و المراهنة على تكريس الخطاب على ...
- قصة قصيرة : مندوب وزارة الصحة
- الفكر التربوي عند عبد الرحمن بن خلدون
- قراءة دلالية في رواية جنوب غرب طروادة جنوب شرق قرطاجة لابراه ...
- قصة قصيرة : اللغم المقدس
- مفهوم الجوهر في فلسفة سبينوزا
- المطالب الحيوية لأساتذة التعليم الإبتدائي و الثانوي الإعدادي ...
- قصة قصيرة : مرينا في المنطاد
- المسألة التعليمية من منظور محمد عابد الجابري ( 2 )
- المسألة التعليمية من منظور محمد عابد الجابري ( 1 )
- أمكنة ناطقة : وَلْحُرّي
- شعر : من أكون ..؟
- تجليات التجديد و التطور في فلسفة السوفسطائيين
- حوار على هامش الكفاءة المغربية ( 1 )
- قراءة نيتشه لفلسفة سقراط ( 2 )
- قراءة نيتشه لفلسفة سقراط ( 1 )


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - نقد مبدأ الحرية في التصور الفلسفي عند سبينوزا