أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أثير العراقي - -نسخ التلاوة- أم تناقض وتحريف؟ نص رجم الزناة المحصنين مثالا















المزيد.....


-نسخ التلاوة- أم تناقض وتحريف؟ نص رجم الزناة المحصنين مثالا


أثير العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نتج عن اختراع معايير للحديث المعتمد عند أهل السنة وإصرارهم على وجوب العمل بخبر الآحاد ولا سيّما من "صحيحي البخاري ومسلم" ضرورة قبول كل النصوص الواردة فيهما تقريبا بكل ما تحمله تلك النصوص من إشكاليات ومنها نصوص عديدة تقول بضياع أجزاء من القرآن كان يُقرأ على عهد نبي الإسلام، فكان تبريرهم لذلك باختراع ما أسمَوه "نسخ التلاوة".


ومن أمثلة الأحكام التي تـُزعَم لدعمها نصوص قرآنية منسوخة التلاوة هو رجم الزناة، هذا الحكم الذي يؤيده كثير من المسلمين وهو معمول به في بعض الدول الإسلامية ومن ذلك ما يحصل حاليا من الحكم على فتاة سودانية بالرجم حتى الموت..

هذه بعض أحاديث البخاري ومسلم التي تم اعتمادها عند رجال الدين السنة وتبريرها بما دعوه "نسخ التلاوة" كبديل عن القول بتحريف القرآن بضياع أجزاء منه كما تصرح به هذه الأحاديث أو عن القول بتحريف الحديث بدخول أحاديث مكذوبة ضمن الحديث الصحيح عندهم:

- عن عمر بن الخطاب: "إن الله بعث محمداً (ص) بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه الله آية الرجم . فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده . فأخشى إن طال بالناس الزمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله"



- عن عمر أيضا: "إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عـن آبائكم"

- عن عائشة أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن. ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.

- عن أبي موسى الأشعري: "كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة‏ ‏ببراءة‏ ‏فأنسيتها غير أني قد حفظت منها ‏‏لو كان لابن‏ ‏آدم ‏واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏إلا التراب
وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة"

- سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد فقال : (رحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية ، أسقطتها في سورة كذا وكذا).


نسخ التلاوة يستلزم التحريف


يذكر لنا الحديث التالي لفظ آية الرجم:
- قال لي أبي بن كعب كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت : إما ثلاثا وسبعين آية أو أربعا وسبعين آية قال : إن كانت لتقارن سورة البقرة أو لهي أطول منها وإن كان فيها لآية الرجم قلت : أبا المنذر وما آية الرجم قال :
"إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم".
الراوي: زر بن حبيش - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح كالشمس - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 11/235

حسب الأحاديث السابقة فإن هنالك نصوصا قرآنية لم تـُذكـَر في القرآن الذي كان على عهد محمد كما كانت هنالك نصوص قد نسيها، أي تحريف القرآن بدخول النقص عليه، وإنكار هذه الأحاديث يستلزم القول بتحريف الحديث الصحيح عندهم بدخول المكذوب فيه.، لذا حاول رجال الدين من أهل السنة معالجة هذه المسألة المحرجة باختراع ما أطلقوا عليه "نسخ التلاوة دون الحكم".
أي إن الله قد أرسل إلى نبي الإسلام تحديثا تراجع فيه عن كون نصها قرآنا – حسب ما استقر عليه رأي إلههم المتردّد!
كما حاولوا تبرير نسيان نبي الإسلام بأنه لم يكن ضياعا للقرآن بل كان "نسخ الحكم والتلاوة معا".


نصوص الأحاديث أعلاه واضحة جدا في دلالتها على تحريف القرآن، فلم يرد فيها زعم أهل السنة بأن هنالك ما يدعى نسخ التلاوة بل هي تنص صراحة على ضياع نصوص قرآنية بسبب عدم حفظ المسلمين لها و على نسيان نبي الإسلام لنصوص قرآنية اُخرى، وبما أن أهل السنة لا يستطيعون نقض معاييرهم في اعتماد صحة الحديث الذي تبنى عليه كثير من أحكام ما يدعى بالشريعة الإسلامية فلم يجدوا مناصا من إختراع نوعين من "نسخ التلاوة"


زعم جمهور الفقهاء المسلمين أن النسخ ثلاث أقسام:
الأول: نسخ الحكم دون التلاوة
الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم
الثالث: نسخ الحكم والتلاوة معاً


وبذلك فإنهم يرون أن إلههم قد أنزل نصوصا تضم أحكاما أبطل حكمها وأبقى نصها قرآنا، بينما أنزل نصوصا اُخرى تضم أحكاما أبطل نصها وأبقى حكمها "نسخ التلاوة دون الحكم"، وأنزل نصوصا من نوع ثالث قد تراجع تماما عنها نصا وحكما!!


هل هنالك تخبط أكثر من هذا؟!

تخيَل أن شخصا قال لك ادرس هذا الكتاب واعمل بمضمونه جيدا وقم رغم ذلك بإهمال الكتاب نفسه، وادرس كتابا آخر ولا تعمل بمضمونه ومع ذلك اعتن به أشد العناية، وأضاف خذ هذا الكتاب ثم قال لك بعدها انس أمره!، لن ألومك إن قلت إن هذا الشخص مخبول!


ببساطة عدم ردّ هذه الأحاديث يعني دخول النقص على القرآن ورّدها يعني بطلان معيارهم في تصحيح الحديث.


نسخ التلاوة يستلزم البداء

الإشكالية الثانية لاختراع فقهاء أهل السنة لما أسمَوه "نسخ التلاوة" أنه يلزمهم الإعتقاد بالبداء في علم الإله، أي أن الإله قد علم شيئا كان خافيا عليه وهو –في مثالنا هذا- حقيقة النص القرآني "المنسوخ التلاوة" فكان الإله يرى أنه قرآن ثم بدّل رأيه وعلم أنه ليس قرآنا!

قد يقول البعض بأن نسخ التلاوة لا يستلزم ذلك وأنه مثل نسخ الحكم لا يستلزم البداء، فأقول إن النسخ قد يقع أحيانا في الأوامر والنواهي دون أن يؤدي إلى البداء بالضرورة لكن النسخ لا يقع في الأخبار فالخبر إما مطابق للواقع أو غير مطابق له، واعتبار هذه النصوص قرآنا هو خبر وليس أمرا أو نهيا فالقرآن حسب المسلمين كلام الله لفظا ومعنى بينما غير ذلك اللفظ هو بالإتفاق (بين المسلمين واللادينيين) ليس من عند إله، وبالتالي نلزمهم حسب معتقدهم أن الله قد ذكر أن ألفاظ هذه الآيات هي من ألفاظ الإله (وهذا خبر) ثم عاد وقال إنها ليست من ألفاظه (وهو نفي نفس الخبر)، وهذا أوضح ما يكون من البداء، أي قد ظهر للإله ما كان يجهل حسب ما يلزمهم به الإعتقاد بنسخ التلاوة.


القرآن يذكر الزانية المحصنة ولا يذكر الرجم


ينص القرآن في أول سورة النور على جلد الزانية والزاني فيقول "والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة" وأن "يشهد عذابهما طائفة من المؤمنين" وذلك دون تفريق بين محصن وغير محصن.

قد لا يكون هذا واضحا بما فيه الكفاية، لكن القرآن يضم نصا آخرا يقول إن الفتاة [الأمة (أي المملوكة)] إذا زنت وهي محصنة فعليها نصف ما على المحصنات من العذاب، والرجم حتى الموت لا يمكن تنصيفه بخلاف مئة جلدة فنصفها خمسين، أدناه النص من سورة النساء/25:

"وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ"

أي إن القرآن لم يذكر الرجم أبدا رغم إشارته إلى زنا المحصنات، لكن جمهور رجال الدين المسلمين يرون رغم ذلك أن الرجم حكم شرعي واجب التطبيق على الزناة المحصنين بناء على أحاديث ثابتة عندهم وبزعم أن كلمة "المحصنات" الأخيرة في النص لا تعني المتزوجات.

أخيرا أليس من الغريب أن يحكم الإسلام بأن اغتصاب الرجل المسلم للمرأة المتزوجة مباح بمجرد شرائها أو سبيها تحت مسمى "ملك اليمين" بينما ممارسته الجنس مع امرأة برضاها تستوجب الرجم بالحجارة حتى الموت أو الجلد مئة جلدة؟!
وكيف يمكن لعاقل أن يعتقد أن ربّه يغيّر رأيه فيصف نصا معينا مرة بأنه كلامه ومرة بأنه ليس كلامه، ثم يزعم أن ذلك النص معجز!
------------------
يمكن التعليق على الموضوع على الرابط أدناه في المدونة
http://atheerkt.blogspot.de/2012/06/blog-post.html



#أثير_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لا أدري- بين اللادينيين والإمام مالك
- هل يدل فشل الإسلاميين على فشل الإسلام؟
- أحاديث عن التنفس في الإناء ثلاثا و الشرب قائما، إعجاز أم تنا ...
- أليست -قصة أهل الكهف- اقتباسا قرآنيا لاسطورة النيام السبعة؟!
- من أكاذيبهم - حجاب المرأة للوقاية من سرطان الجلد
- دعوة لعمل فيديو للادينيين باللغة العربية
- دراسة نقدية للإمامة عند الشيعة الإثني عشرية
- حول مزاعم تواتر القرآن
- بين شعار الإسلام هو الحل وحقيقة الاسلام التقليدي
- مزاعم المعجزات، نبي الإسلام مثالا
- السماء وأجرامها بين العلم ودين الإسلام
- نقد الإسلام هو الطريق إلى الحل
- قصتي من الإسلام إلى اللادينية
- أول ما خلق الله ونظريات نشأة الكون
- إنهم يهربون من الدين إلى الإله!
- هل الأرض كروية في القرآن؟
- الجهل بحقيقة كسوف الشمس في الاسلام


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...
- هل تتخوف تل أبيب من تكوّن دولة إسلامية متطرفة في دمشق؟
- الجهاد الاسلامي: الشعب اليمني حر ويواصل اسناده لغزة رغم حجم ...
- الجهاد الاسلامي: اليمن سند حقيقي وجزء اساس من هذه المعركة
- مصادر سورية: الاشتباكات تدور في مناطق تسكنها الطائفة العلوية ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أثير العراقي - -نسخ التلاوة- أم تناقض وتحريف؟ نص رجم الزناة المحصنين مثالا