جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3746 - 2012 / 6 / 2 - 18:15
المحور:
الادارة و الاقتصاد
فكرة الواسطة هي قديمة بقدم الانسان و مهمة في التفاعل الاجتماعي و الحفاظ على بقاء العائلات و المجتعات و ليس هناك شيء منبوذ فيها لانها جزء من طبيعة الانسان و لكنها تحولت بالتدريج الى ملحمة الفساد في معظم المجتمعات الشرقية التي تكثر فيها الواسطات و اني لا انكر وجودها و لو على درجات مختلفة في جميع نشاطات البشر في معظم انحاء العالم و تزودنا اكثر اللغات على الاقل بمصطلح واحد للاشارة الى هذه الفكرة.
تعني الواسطة اولا تخصيص و تشخيص جميع النشاطات الانسانية اي بناء شبكة من العلاقات و الوعود الشخصية و سيطرتها على جميع النشاطات الاجتماعية و لذلك فان قوانين الدولة و الحكومة العامة لاتعني شيئا بالنسبة للتجارة لان النشاطات التجارية الشخصية و الرشاوي هي التي تكفل ببقاء السلطة على الحياة او بعبارة اخرى تعتبر الواسطات مؤسسة الحياة الشرعية التي تقضي دون شك على التطور الاقتصادي في البلدان لانها تخوف الاستثمارات الخارجية و تشجع المستثمرين من الداخل و تتعفن بالامراض الباطنية.
ينتشر الفساد كالاخطبوط في كل مكان و يلقى القبول الصامت من قبل الاكثرية لان الانسان يحارب الواسطة فقط اذا تصادمت مع مصالحه. من نتائج الواسطات هي سوء نوعية الابنية و البضائع و السلع و عدم اكمالها لانها تنقصها عادة الخبرة و المهارة الاقتصادية و قد تكون نصف الميزانية قد صرفت قبل البدء بمشروع معين على مختلف الطبقات من المتوسطين و لذلك فانها على الاغلب تؤدي الى عدم اكمال المشاريع او تركها في نصفها او استعمال ادواة قليلة الجودة في صنعها و هذا يعني بالاخير التبذير و التأخر و انهيار المجتمعات البشرية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟