أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - تعلموا ألأسلام من مسيحيي العراق














المزيد.....

تعلموا ألأسلام من مسيحيي العراق


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1098 - 2005 / 2 / 3 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
ايها السلفيون، تعلموا ألأسلام، من مسيحيي العراق!!

كثيرا، ما كنا نمزح في البصره، مع صديقنا المسيحي باسم، القادم من قرى الموصل، بأنه مسيحي من اهل النجف . على اساس ان مدينة النجف مقتصرة على المسلمين من العراقيين، وبالتحديد على الشيعه. ولا اظن ان صدام تركها كذلك.

باسم هذا،وبعد المدرسه، كان يعمل، حتى ساعة متاخرة من الليل، في مطعم والده. وفي احدى ليالي عاشوراء، وقتها "يحج" المسلمون الشيعة خاصة (في محلتنا كان الجميع يحج تلك الليله). اي تبقى الناس ساهرة حتى الصباح، تستمع لقصص السبي الحسيني، وتحي ذكراه. وتنتظر خروج مواكب " ضرب القامه" الرهيبه. كنا نحن الشباب نجتمع، وقليل منا، من كان مؤمنا. امام احد البيوت، او مجلس عزاء المحله، لنؤدي واجب التضامن، مع الثائر الحسين بن علي، ورفاقه الأبطال. كان باسم حديث العهد في المحله، لكنه دخل قلوب الجميع لخلقه الرفيع، وادبه، وحبه لمساعدة الغير، ودعمه، واحترامه الكبيرين لوالده المسن.

جاء باسم في تلك الليله، ألقى التحيه، وجلس الى جوارنا. وكان يبدو متعبا جدا. يغفو، ويصحو على صوت الصراخ، او العويل، او الضحكات من هنا، وهناك. سألته لماذا لايذهب الى بيتهم وينام. فرد ان ابيه لا يوافق. وأنه قال له اصدقاءك "سيحجون" الليله، وستحج معهم. ولكنهم مسلمون وشيعة. فسالني اذا لم تكن شيعيا لماذا توزع "ماء السبيل" اذن على الماره؟ ولما سكت. قال اليوم كلنا مسلمون، وكلنا شيعه. كيف تتخلى عن اصدقاءك في هذا اليوم، ومن ستجد غدا لتتحدث معه؟ اذا اردت ان تنام الليله، فليس في بيتي على أي حال. عطفت عليه كثيرا. وزاد حبنا، واحترامنا للعم ابو باسم وكبرت مكانته في اعيننا اكثر. كنا نجلس امام بيتنا فقلت له: اصعد، ونم في غرفتي. ولكنه رد خائفا، مترددا: وماذا لو جاء الوالد يتفقدني؟
سنخبره انك ذهبت لشرب الماء، او اي حجه اخرى. اذهب، ونم يا أخي. لكنه فضل ان يغفو على ارضية الرصيف.

تذكرت باسم هذا، يوم امس، عندما كنت في مجلس عزاء وفاة والدة احد الأصدقاء، واسمه قريب من اسم باسم. هو مسلم، وزوجته مسيحيه. اخوة زوجته كانوا معه يستقبلون الناس، ويتقبلون التعازي. ويخدمون المعزين. كان صديقي، يسهو احيانا، منشغلآ بالسلام على المعزين، او مجاملتهم. فينتهي شريط القرآن، دون ان ينتبه. فيقوم اخ زوجته المسيحي لتشغيله من جديد. وكانوا يقرأون الفاتحه، مع من، يقرئها من المسلمين.

فمن أفضل يا ترى؟ الزرقاوي المجرم الذي يفجر كنائس المسيحيين التاريخيه، في العراق، ويقتل المسلمين المصلين في جوامعهم، ام هذا المسيحي، الذي يحي وقفة الحسين الثوريه؟ أو هذا المسيحي الذي كان اكثر انتباها، من نسيبه المسلم الذي سها عن القران؟ او اخوته، الذين يقرأون سورة الفاتحه، على روح مسلم متوفى؟ ان تراب احذية ابو باسم، وابنه، وزوجة صديقي، واخوتها أشرف، من كل عمائم التكفير، والجهاد ضد الديمقراطيه.

هل رأى، أو، سمع، هؤلاء الذين يتبجحون، يالأخلاق ألأسلاميه، والجهاد ألأسلامي، كيف يتظاهرمسيحيو العراق في قرى الموصل، ليصوتوا حبا بالعراق "المسلم" ودعما للديمقراطيه، ورغبة المساهمه، في البناء؟ في وقت يواصل القتله الوهابيون، وحلفاءهم البعثيون الفاشست قتل اطفال العراق، وحرق كنائس المسيحيين، وزرع الرعب في نفوس المسلمين العراقيين. أن جهاد مسيحبي الموصل في سبيل الديمقراطيه، وحق المشاركه في تقرير مصائر الوطن، هو الجهاد الحقيقي، وليس تفجير السيارات المفخخه في صفوف الناس المسالمين، العزل. وشتان بين المنافق، والصادق.

لعله بقيت هناك فسحة قليله من ادمغتهم، لم تغسل بدماء التكفير، وقتل ألأخر، فيتعلموا من مسيحيي العراق شيئا من تسامح المسيح، ورقة اهل البيت، وعطف النبي محمد على اعدائه. حسب رواياتهم هم. لا تقتلوهم اذا القيتم القبض عليهم! دعوهم يتعلموا ألأسلام في اديرة المسيجيين العراقيين، وكنائسهم. لعلهم يدخلون الجنه عبر الحب المسيحي. فجنة بن لادن، والزرقاوي، والقرضاوي، والضاري، والكبيسي، وغيرهم، افلست، واغلقت ابوابها.

رزاق عبود
31/1/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما علاقة احمد الجلبي بالمرجعيه؟
- هل تصوت المرأه العراقيه لمن يريد أن يستعبدها؟
- العراق غير ملزم بدفع ديون، او تعويضات لأحد
- علاوي غير نادم، فهل نندم نحن؟؟
- هل فقد السيد السيستاني مصداقيته؟
- الخوف من الهلال الشيعي، ام من شمس الديمقراطيه؟
- ديمقراطيه وسلام يا عراق للأمام
- بعده، ما ركب، هز رجله
- متى تصفي الكويت حساباتها مع السلفيين فترتاح، وتريح؟؟
- شتائم عبدالله، استمرار، لصواريخ حسين
- اقتراح اسم جديد للحزب الشيوعي العراقي
- لا مصالحه ضد مصلحة الوطن
- فدرالية الجنوب، بدعة ايرانيه، ولعبة شوفينيه
- فاز صدام، خسرت الديمقراطيه
- العراق الحالي اكثر الدول ديمقراطيه، وشرعيه في العالم
- لا تلهثوا بالشكر لأمريكا
- هل يواجه المسيحيون في العراق نفس مصير الهنود الحمر في امريكا ...
- حرب العصابات الطائفيه
- العراقيون القتله
- الشرقيه اخطر من الجزيره


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - تعلموا ألأسلام من مسيحيي العراق